نظم مركز الإعلام والتحسيس والتوثيق التابع لمفوضية حقوق الإنسان والعمل الإنساني بالتعاون مع النادي الشرعي للحفاظ على اللحمة الاجتماعية الليلة البارحة بنواكشوط ندوة تحت عنوان :مخاطر الغلو والتطرف والإرهاب : الدلالات والانعكاسات.
وأوضح مفوض حقوق الإنسان والعمل الإنساني السيد الشيخ التراد ولد عبد المالك في كلمة بالمناسبة أن تنظيم هذه الندوة يأتي تمشيا مع الأهداف التي تم إنشاء المركز من أجلها لنشر الوعي وثقافة التسامح وحقوق الإنسان ونبذ مظاهر التشدد والتفرقة بين كافة مكونات مجتمعنا سبيلا للتصدى لمختلف الظواهر الغريبة على قيمنا وموروثنا الحضاري وفي مقدمتها الغلو والتطرف والإرهاب.
وأشار إلى أن هذا الثالوث بات من أكبر التحديات التي تواجه المجتمعات اليوم، منبها إلى أن خطورته تكمن في محاولة البعض إيجاد أسس ومبررات له في تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف مما يحتم على الجميع كل من موقعه ومسؤوليته العمل على نفي هذه الشبهات والمفاهيم المغلوطة التي يراد ترسيخها في الأذهان وتجسيدها بالممارسات باسم شريعتنا الغراء الزاخرة بمختلف صور المحبة والتعايش والمسالمة.
وقال إن المقاربة الوطنية لمواجهة الإرهاب والغلو والتطرف التي اعتمدتها بلادنا بتوجيهات سامية من فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز تعتبر من أنجع المقاربات المتبعة في مجال التصدي لهذه الظواهر وذلك من خلال اعتمادها على ثنائية الحوار والحزم.
وبدوره أشار رئيس النادي الشرعي للحفاظ على اللحمة الوطنية السيد الحسن ولد انديده إلى أن ما يسخر به المجتمع الموريتاني من تنوع ثقافي يعتبر مصدرا للثراء ودافعا قويا لاستثماره انطلاقا من القواسم المشتركة الجامعة بين مختلف فئاته والمتجلية فيما نسجه التاريخ من عرى متينة على مستوى العلاقات الاجتماعية والأعراف والقيم.
وقال إن أهمية المحافظة على النسيج الاجتماعي في صيانة أمننا واستقرارنا لا تخفى على ذي بصيرة نظرا لما لها من دور في ضمان العيش في كنف الأمن والهدوء وتحقيق السعادة، مشيرا إلى أن المكانة العليا والريادة الثقافية التي تحتلها موريتانيا جاءت نتيجة لتلاقح الأفكار والثقافات والعطاء من قبل كل فئات المجتمع.
وتم خلال الندوة تقديم عروض تناولت دور الإسلام في نبذ الغلو والتطرف و الإرهاب ومخاطر هذه الظواهر على الأمن والاستقرار والدور الحقوقي والاجتماعي في نبذها.
وابرز المحاضرون خلال تناولهم لمواضيع الندوة أن محاربة الغلو والتطرف والإرهاب تتطلب وضع إستراتيجية متكاملة تلامس مختلف المجالات التي يمكن أن تساهم في انزلاق فئة الشباب إلى هذا الثالوث.
واستعرضوا الدور الذي يمكن أن يلعبه الفقهاء والأئمة ومنظمات المجتمع المدني في توجيه الشباب الوجهة الصحيحة، مبرزين مخاطر الغلو والتطرف والإرهاب على الدولة والمجتمع والفرد.
وأشادوا بالمقاربة الأمنية التي وضعتها البلاد والتي مكنت منذ سنة 2010 من إبعاد شبح هذا الثالوث عن بلادنا، مبرزين أن محاربة هذا الثالوث تتطلب مشاركة الجميع كل من موقعه.
و جرى حفل انطلاق الندوة بحضور المفوض المساعد لحقوق الإنسان والعمل الإنساني السيد الرسول ولد الخال.