في زمن ما يمكن أن يقال عنة زمن الحريق العربي الذي التهم بنيران ديمقراطيته ألاثمة الكثير من أنظمة الحكم الجمهوري في الوطن العربي فعاث قتلا ودمارا وابقي علي أنظمة الحكم ذات الأنظمة الملكية تستظل بظلال الديمقراطية الغائبة والفساد الجاثم علي صدور شعوب أبنائها .
تسعي ما يدعي بدولة الكيان الصهيوني المحتل لفلسطين التاريخية بدعم من الغرب الامبريالي علي مختلف الأصعدة إلي محاولة التطبيع لتحقيق جملة من الأهداف السياسية والاقتصادية والعسكرية على الصعيد الفلسطيني و العربي و الإسلامي والدولي بشكل عام وقد حققت الكثير من التقدم سوءا بإلغاء قرارات الأمم المتحدة التي تعتبر الحركة الصهيونية حركة عنصرية وغيرها من القرارات الأممية أو بإقامة ما يدعي باتفاقات ومعاهدات سلام كاتفاقيات أوسلو ومعاهدة وادي عربة إضافة إلي اتفاقيات كامب ديفيد وتستغل دولة الكيان الصهيوني علاقاتها مع الغرب وذلك لترويض الكثير من الدول عبر تزويدها بالقروض والدعم المالي أو الاعتراف بأنظمتها أو تقديم الدعم العسكري والأمني والتعاون في المجال الاقتصادي والصناعي وغير ذلك .
انبطحت الكثير من الدول أمام دولة الكيان الصهيوني فعلي صعيد الدول العربية يوجد تطبيع أحيانا فوق الطاولة و أحيانا من تحتها وغزت أسواق العديد من الدول العربية المنتجات الصهيونية علي الصعيد التجاري إضافة إلي التعاون الأمني و ألاستخباري و حتى السياسي حيث تقاطعت مصالح بعض الدول العربية مع مصالح دولة الكيان الصهيوني في معاداتها للجمهورية الإسلامية الإيرانية التي تدعم فصائل المقاومة الفلسطينية في الدفاع عن الشعب الفلسطيني باعتراف العديد من القادة الفلسطينيين .
أما علي الصعيد الدول الإسلامية فكان أخر المطبعيين الدولة التركية بقيادة السيد اردوغان الذي اكتسب شعبية في مؤتمر دافوس عبر الإثارة الإعلامية بانسحابه من المؤتمر و بعد العدوان الصهيوني علي سفينة مرمره التركية والتي قتل فيها العديد من الأتراك ومن دول أخري الذين حاولوا فك الحصار عن قطاع غزة تراجعت القيادة التركية عن شروطها وطبعت و أعادت علاقاتها الكثيرة مع دولة العدو الصهيوني .
علي صعيد الدول الإفريقية كانت زيارة رئيس وزراء العدو الصهيوني إلي أربعة دول افريقية مبتدءا إياها بزيارة أوغندا وذلك بمناسبة مرور أربعون عاما علي عملية مطار عنتيبي تلك العملية التي نفذها مقاتلو الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين واختطفوا علي أثرها طائرة صهيونية مما دفع دولة الكيان الصهيوني بالقيام بعملية لاقتحام الطائرة فقتل العديد من الصهاينة إضافة إلي الخاطفين فوجدت القيادة الصهيونية تلك مناسبة لإقامة علاقات أمنية وعسكرية واقتصادية مع هذه الدول في ظل الانكفاء العربي بل وتراجعه في دعم هذه الدول .
علي الصعيد الديني مسيحيا وإسلاميا شهدت المنطقة عمليات تطبيع فمسيحيا كانت زيارة بابا الفاتيكان وزيارة البطرك صفير المثيرة للجدل و إسلاميا صدرت الكثير من فتأوي العلماء المسلمين لزيارة المسجد الأقصى وذلك بهدف الشد علي أيدي أبناء القدس الذين يدافعون عن المقدسات الإسلامية والمسيحية وعن ارض فلسطين عموما وتناسي علمائنا الإجلاء فريضة الجهاد عندما تكون ارض من بلاد المسلمين محتلة بل و حتى غابت الدعوات بالنصر لأبناء الشعب الفلسطيني في الكثير من المناسبات الدينية وخطب الجمعة واستبدلت بنصرة الايغور في الصين والمسلمين في الشيشان ورابعة و النهضة وحلب السورية .
مع انطلاقة ثورة أبناء الجزائر عام 1954 من جبال الاوراس الأشم ضد المستعمر الفرنسي الذي جثم علي صدور أبنائها مدة 132 عام وسرق ونهب ثرواتها وقتل ما يقارب المليون ونصف المليون شهيد إضافة إلي الدمار الهائل ومئات الآلاف من الجرحى والمعاقين
وسجل بذلك وصمة عار علي جبين الجمهورية الفرنسية كل تلك التضحيات التي قدمها الشعب الجزائري البطل كان ثمنه الاستقلال والحرية مما ولد لدية ثقافة الوقوف إلي جانب الشعوب المستعمرة وحركات التحرر العالمية وكان في مقدمتها ثورة أبناء الشعب الفلسطيني البطل التي انطلقت في 1-01-1965 التي وضعت من أولي أهدافها تحرير كامل التراب الوطني الفلسطيني .
بالرغم ما تتعرض له الجزائر من مؤامرات يغذي الكثير منها الدول الاستعمارية وبالرغم من محاولات الترويض والقوادة السياسية بقيت متمنعة عن الانبطاح والتطبيع إلي جانب البعض من شقيقاتها العربيات كالجمهورية الإسلامية الموريتانية وسوريا والعراق ولبنان والسودان مع دولة الكيان الصهيوني تلك الدولة التي صنعها المستعمر والامبريالية العالمية التي قدمت لها كل أشكال الدعم ومدتها بكل سبل الحياة إلا أنها لا زالت تثمل كيان غريب يحاول إن يقيم علاقات طبيعية مع المجتمع الدولي ووقفت الجزائر مع جنوب إفريقيا لمنع دولة الكيان الصهيوني من الحصول علي عضوية مراقب في الاتحاد الإفريقي وكان أخر مواقف الجزائر البطلة رفض إعطاء تأشيرة دخول لمدرب فريق كرة القدم الغاني الذي يحمل الجنسية الصهيونية و بالتالي أكدت علي رفضها للتطبيع الرياضي مع دولة الاحتلال الصهيوني فسجلت بذلك نقطة مضيئة في سماء الظلام العربي وانسجمت مع مواقفها السياسية التاريخية في وقوفها إلي جانب فلسطين والتي بناها الرحل الرئيس هواري بومدين إلي جانب إخوته الرؤساء اللاحقين حيث لا زال قولة الشهير إن استقلال الجزائر سيبقي ناقصا حتى تتحرر فلسطين طريقا يسير علية كل أبناء الشعب الجزائري البطل عاشت جزائر الثورة سندا دائما للثورة الفلسطينية والمجد كل المجد لشهداء الجزائر وفلسطين .
بقلم : إبراهيم أبو سرية
للتواصل مع الكاتب : ibra2012f @yahoo .com