حالة من الجدل تسود الأوساط السياسية والإعلامية في القاهرة تلك الأيام، بعد ظهور الأعداد الأولى من صحيفة ” الزمان” التي يرأس مجلس إدارتها وتحريرها إلهام شرشر زوجة اللواء حبيب العادلي وزير الداخلية الأسبق وأم ابنه ذي الأربعة عشر ربيعا .
ما زاد من سخونة ردود الأفعال على صحيفة “الزمان” ( تصدر أسبوعيا في طبعة ورقية وموقع الكتروني ) أن مستشار تحريرها وأحد العاملين بها نقيب الصحيفيين الشهير مكرم محمد أحمد أحد المقربين من مبارك وكاتبي خطاباته .
مكرم محمد أحمد – كعادته – رد على منتقديه بمقال في “الأهرام” بعنوان “أنا وحبيب العادلي!” استهله قائلا :
” أقول لهؤلاء الصغار الذين يمارسون نقيق الضفادع ليلا ، نعم كانت لي علاقات قوية مع اللواء حبيب العادلي وزير الداخلية تقوم على الاحترام المتبادل، وأشهد أنه لولا عونه وثقته في كفاءته المهنية، لما تمكنت من أن أكون الشاهد الوحيد على مراجعات الجماعة الإسلامية في سجن العقرب التي أدت الى الافراج عن آلاف المعتقلين من أعضاء الجماعة ” .
وتابع مكرم: “عندما تحصل اللواء حبيب العادلي على البراءة، ملكت شجاعة أن أزوره في بيته، لأستمع على امتداد ثلاث ساعات لرؤيته لأحداث هذه الأيام العصيبة، وما زلت أتطلع الى استكمال هذه اللقاءات
لأنني صحفي أولا وأخيرا، وأظن أنني الآن أملك شجاعة أن أقول إنه كان وزيرا محترما ن رجل يعرف كيف يحافظ على صلابة موقفه في أحلك الشدائد ” .
واختتم مكرم مقاله قائلا :
” ومرة أخيرة أقول لهؤلاء الصغار، لم يعد في العمر بقية حتى أخاف أو أقلق من نقيق ضفادع لا يعلو صوتها سوى ليلا ، عندما تغيب شمس النهار ويختفي كل الشهود ” .
مكرم والزمان
لم يكتف مكرم بمقاله الأخير، ولكنه نشر تنويها عن عمله بصحيفة الزمان أكد فيه – عندما اشتدت حدة الانتقادات له- أنه لا يمارس مهمة مستشار تحرير صحيفة الزمان ولا يربطه بالصحيفة أي تعاقد قانوني أو شخصي ولا يتقاضى أي مبالغ من الصحيفة عن المقالات الأسبوعية التي يكتبها مجاملة لشخص رئيس التحرير واحتراما لعلاقات زمالة قديمة .
وقال مكرم إنه فوجئ باستخدام اسمه في إعلانات تجارية دون موافقة من جانبه مشيرا الى أنه طلب من رئيس التحرير “الهام شرشر” وقف نشر هذه الاعلانات التجارية ورفع اسمه من “ترويسة الصحيفة” كمستشار للتحرير، لأنه لا يمارس هذا العمل بالفعل، ولا يتحمل أي مسؤولية قانونية بسبب هذا الادعاء .
الألفي: يهاجمون الصحيفة صباحا ويطلبون تليفون رئيس تحريرها مساء
من جانبه نفى الكاتب الصحفي أسامة الألفي أن تكون “الزمان” محاولة لإعادة العادلي الى الواجهة من جديد، مؤكدا أن من يزعمون ذلك يهاجمون الصحيفة في الصباح، وفي المساء يبحثون عن رقم تليفون “الهام شرشر” للعمل معها .
وأكد الألفي أن الصحيفة أصدرتها صحفية ولا علاقة للوزير الأسبق بالصحيفة أو محتواها، متحديا أن يجد أحد سطرا منشورا بها يحاول إعادة نظام مبارك أو تلميع وزير داخليته الِأشهر .
الغيطي: راجع ليه؟
من جانبه تساءل الاعلامي محمد الغيطي عن سر عودة العادلي الى الواجهة الاعلامية، متسائلا عن الأموال التي تم تأسيس الصحيفة بها من أين له بها؟ فضلا عما أشيع من عزمه على إنشاء قناة وموقع الكتروني .
وتابع الغيطي في برنامجه: “يا جماعة دي فلوس الشعب، هو العادلي كان مرتبه كام أصلا؟ ” .
وقال الغيطي إنه صُعق عندما علم بخبر تأسيس زوجة العادلي صحيفة، مؤكدا أنه كان سببا لقيام ثورة 25 يناير .