أوباما يتبنّى ترشيح كلينتون والجمهوريون يُعدّون انقلاباً على ترامب

أحد, 12/06/2016 - 09:08

خلال أقل من 24 ساعة، انقلب الحزب الديموقراطي على المرشح الرئاسي السيناتور عن ولاية فيرمونت بيرني ساندرز، فأعلن الرئيس باراك أوباما تبنّيه ترشيح وزيرة خارجيته السابقة هيلاري كلينتون، وتلاه نائبه جو بايدن، ومعهما السيناتور عن ولاية ماساشوستس، وأيقونة مؤيدي ساندرز، إليزابيث وارن.

ورغم تفوّق كلينتون على ساندرز في الانتخابات الحزبية التمهيدية في 33 من 55 ولاية ومقاطعة، وحصدها 16 مليون صوت مقابل 12 مليوناً لساندرز، ورغم اجتيازها رقم الموفدين المطلوب لنيلها ترشيح الحزب، فاجأ ساندرز الجميع بإعلانه استمراره في «القتال بقوة، والقتال حتى النهاية» بعد خسارته كاليفورنيا، أكبر الولايات الانتخابية، التي اقامت انتخاباتها الحزبية الثلاثاء الماضي، والتي فازت فيها كلينتون.

تلكؤ ساندرز دفع أوباما الى الاتصال به وإعلامه انه ينوي ترشيح كلينتون ما لم يسحب ساندرز ترشيحه، فطلب الاخير من الرئيس أن يمنحه لقاء، فالتقى الرجلان لمدة ساعة في المكتب البيضاوي في البيت الابيض، أول من أمس، وخرج بعدها أوباما ليعلن تأييده لترشيح كلينتون، وليصفها بالأكثر كفاءة في الولايات المتحدة لشغل منصب رئيس البلاد.

وقال أوباما: «أعلم مدى صعوبة شغل هذه الوظيفة، ولهذا أعلم أن هيلاري ستتحمل أعباءها على نحو جيد للغاية.. في الواقع، لا أعتقد أنه كان هناك أي شخص مؤهل إلى هذا الحد من قبل للقيام بمهام هذا المنصب. أنا معها، إنني مفعم بالمشاعر الجياشة، لا يمكنني البقاء بعيدا عن الدعوة لترشيح هيلاري».

وذكرت حملة كلينتون أن أوباما سيحضر مع كلينتون إحدى فعاليات حملتها في ولاية ويسكونسن الأربعاء المقبل.

أما ساندرز، فأدلى بتصريح، قبل لقائه الرئيس، ألمح فيه الى أنه سينخرط في دعم كلينتون. لكنه لم يعلن صراحة انسحابه، بل وعد في الاستمرار في المنافسة في آخر جولة انتخابية حزبية، التي تقام الثلاثاء في واشنطن العاصمة، وهي مقاطعة ادارية فيديرالية غير تابعة لأي ولاية.

ساندرز أعلن أيضاً أنه سيفعل كل ما في وسعه لمنع المرشح الجمهوري دونالد ترامب من الوصول الى البيت الابيض، لكن إصراره على الاستمرار في المواجهة غير مفهوم، فستين في المئة من سكان واشنطن هم من الأفريقيين الاميركيين، وهؤلاء أظهروا تأييداً كاسحاً لكلينتون على مدى الانتخابات الـ55 الماضية. كذلك في واشنطن غالبية تؤيد «المؤسسة الحاكمة» بشكل عام، ما يعني ان «ثوريي» ساندرز لا يمثّلون تهديداً يذكر لنيل اصوات موفدي واشنطن العشرين. ومع ذلك، يسعى ساندرز إلى الفوز بأصوات العاصمة، عبر إطلاقه وعداً بتأييد تحويلها من مقاطعة فيديرالية الى ولاية، وهو مطلب غالبية سكانها، والمطلب الذي يتبنّاه تقليدياً كل المرشحين الديموقراطيين للرئاسة.

على ان المطلعين على مجريات اللقاء بين أوباما وساندرز، قالوا ان الاخير حاول اقناع أوباما بأنه سينسحب فقط في حال وافقت كلينتون على تبنّي عدد من النقاط الوارد في بيانه الانتخابي، فرد أوباما بالقول إن مرشح الحزب عادة ما يتبنّى البيان الصادر عن لجان الحزب، وإنه يمكن لسيناتور فيرمونت أن يلجأ الى المؤسسات الحزبية لمحاولة إدخال تعديلاته على البيان الانتخابي.

بدوره، غرّد ترامب عقب تبنّي أوباما ترشيح كلينتون، قائلاً إن الرئيس يتبنّى «هيلاري الشريرة» لتمديد اسلوبه في الرئاسة اربع سنوات جديدة، وإن الاميركيين سئموا من أوباما وحكمه، فردت كلينتون بتغريدة فظّة، ربما لمواجهة ترامب بنفس عنجهيته، قالت فيها لمنافسها الجمهوري: «أغلق حسابك (في تويتر)».

وفي الحزب الجمهوري، تصاعد الحديث عن محاولات القيام بانقلاب كامل داخل الحزب يطيح بترامب ويستبدله بمرشح آخر، وأظهرت النقاشات الحزبية ان 10 من كبار اعضاء مجلس الشيوخ يعارضون ترامب وترشيحه، علناً، وأن رئيسين سابقيْن هما جورج بوش الأب والابن وعدا بمقاطعة المؤتمر الحزبي الذي سينعقد في يوليو لترشيحه.

وينشط خصوصاً في اطار نسف ترامب واستبداله، المرشح الجمهوري السابق ميت رومني، الذي قال انه يعارض ترامب لأنه يريد ان يرى احفاده ان «ترامب لا يمثّل أميركا».