تعهد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، التصدي بـ»قوة وحزم» لمتظاهرين في محافظات جنوب البلاد (ذات الغالبية الشيعية) اعتدوا على مكاتب لأحزاب سياسية خلال اليومين الماضيين.
وعلى مدى اليومين الماضيين هاجم المئات من المتظاهرين التابعين للتيار الصدري الذي يتزعمه مقتدى الصدر، مقار الأحزاب السياسية في محافظات النجف وكربلاء والمثتى وذي قار، بينها مكاتب حزب «الدعوة» بزعامة نوري المالكي وحطموا الصور الخاصة بالأخير، و»المجلس الأعلى» بزعامة رجل الدين عمار الحكيم، كما أغلقوا مكاتب «كتلة الأحرار»، و»تيار الإصلاح الوطني» بزعامة وزير الخارجية إبراهيم الجعفري، احتجاجاً على تأخر تنفيذ إصلاحات يطالبون بها منذ أشهر.
من جانبه، قال جبار الساعدي رئيس اللجنة الأمنية في محافظة البصرة إن خلية الأزمة الأمنية عقدت اجتماعاً برئاسة محافظ البصرة وناقشت مطالب إغلاق مكاتب الأحزاب السياسية من قبل المتظاهرين.
وأوضح الساعدي أن «الوضع في البصرة لغاية الآن تحت السيطرة، حيث لم يتم التجاوز على مكاتب الأحزاب السياسية، وهناك اتصالات تجرى حالياً مع جهات في التيار الصدري، ومنظمات أخرى مسؤولة عن التظاهرات لتهدئة الأوضاع». ووصف نوري المالكي الاعتداء على مقار حزبه في بعض المحافظات بـ»الآثم».
على الصعيد الميداني قال قائد العملية العسكرية في الفلوجة أمس إن القوات العراقية أصبحت على مسافة ثلاثة كلم عن مركز المدينة التي تعد أحد أبرز معاقل الجهاديين.
وأوضح الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي، بينما كان على مرتفع يشرف على أحياء جنوب الفلوجة، أن «داعش يريد أن يقاتل للوصول إلى مناطق خارج المدينة لكننا تحركنا إلى الداخل، وسيطرنا على كل هذه المنطقة في ثمانية أيام».
وتابع مشيرا إلى أحد المواقع في جهاز حاسوب محمول باتجاه طريق رئيسي في جنوب الفلوجة، أن «قواتنا هنا».
وقال إن «المكان يبعد 3,1 كلم عن موقع المبنى الرسمي في وسط» الفلوجة.
وأكد الساعدي، وهو أحد قادة جهاز مكافحة الإرهاب، «سنكون خلال أيام وليس أسابيع، هناك في القلب».
في غضون ذلك، تقوم قوات خاصة بتفجير عبوات ناسفة زرعها الجهاديون، في حين تقصف طائرات حربية أهدافا داخل المدينة.
وقال أحدهم بواسطة جهاز اتصال بلكنة أسترالية لأحد مستشاري جهاز مكافحة الإرهاب «هناك شخصان في المبنى».
ورد الضابط العراقي بإنكليزية متقنة قبل تناوله جرعة من مشروب طاقة «المبنى المواجه من الشرق أو الغرب؟» وتابع «الغرب؟ تمام، لديكم الضوء الأخضر».
بعد دقائق، ألقت طائرة حمولتها على الهدف وتصاعد الغبار وسحب الدخان.
بدوره، قال الضابط عبر جهاز الاتصال «تم ضرب الهدف» في إشارة إلى نجاح القصف.
وتتلقى القوات العراقية دعما من طيران التحالف الدولي بقيادة واشنطن، الذي تشكل بعد سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية على الموصل ومناطق واسعة في شمال وغرب البلاد.
وتحدث الساعدي عن «مقتل أكثر من 500 عنصر من مسلحي تنظيم «الدولة» منذ انطلاق العملية»، مشيرا إلى أن «الفلوجة تعد رمزا مهما لداعش».
من جانب آخر قال مسؤولون أمريكيون وعراقيون يحاربون تنظيم «الدولة الإسلامية» إنهم لا يستطيعون تأكيد تقرير بثته قناة تلفزيونية عراقية بأن زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي أصيب في ضربات جوية شمال العراق.
وقال الكولونيل كريس جارفر وهو متحدث باسم التحالف في رسالة بالبريد الإلكتروني إنه شاهد التقارير لكنه «ليس لديه ما يؤكده في الوقت الراهن.»
وقال مسؤولو أمن أكراد وعرب في شمال العراق أيضا إنهم لا يستطيعون تأكيد التقرير.
وكان تلفزيون السومرية قد نقل عن مصادر محلية في محافظة نينوى في العراق قولها إن البغدادي وزعماء آخرين أصيبوا الخميس في ضربة للتحالف على أحد مقرات قيادة التنظيم قرب الحدود السورية.