يصر بيرني ساندرز على مواصلة حملته رغم خسارته امام هيلاري كلينتون، لكن البيت الابيض يرى ان ذلك يمكن ان يؤدي الى انقسام الديمقراطيين وهو وضع سيسعى الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى مواجهته برص صفوف حزبه خلال استقباله السناتور المهزوم.
ويستقبل أوباما ساندرز الذي رفض الاعتراف بفوز منافسته مساء الثلاثاء، قبيل ظهر الخميس على امل حمل المرشح الذي يدعو منذ اشهر إلى “ثورة سياسية” على تغيير رايه.
ويفترض ان يكون اللقاء وديا ولو ان الغرض منه ليس خافيا على احد وهو اقناع ساندرز بوقف حملته قبل المؤتمر العام للحزب في اواخر تموز/ يوليو وذلك من اجل رص صفوف الحزب الديمقراطي للتصدي للمرشح الجمهوري دونالد ترامب في الثامن من تشرين الثاني/ نوفمبر.
واعلن مصدر ديمقراطي قريب من معدي اللقاء طالبا عدم الكشف عن هويته “من الواضح انه امر حساس (…) ساندرز كرس كل طاقته في الحملة وهو يخضع لضغوط رهيبة. الامر اشبه بسفينة حربية تحتاج لبعض الوقت قبل ان تتمكن من تغيير وجهتها”.
ومع انه لا توجد شكوك حول دعم اوباما لكلينتون الا انه امتنع عن اظهار ذلك علنا حتى الان. كما انه حرص على لقاء ساندرز مرات عدة خلال الانتخابات التمهيدية وهو يقيم علاقات جيدة معه.
وقد اشاد الرئيس بنجاح ساندرز في “تعبئة ملايين الامريكيين من خلال التزامه بمواضيع مثل مكافحة عدم المساواة الاقتصادية وتاثير مجموعات المصالح على نظامنا السياسي”.
- الوقت ثمين
والرهانات امام اوباما كبيرة لان ساندرز حصد 12 مليون صوت من اصل 27 مليون ناخب شاركوا في الانتخابات التمهيدية.
ومع ان ساندرز خسر الثلاثاء في نيوجيرسي وكاليفورنيا الولاية الاكبر من حيث عدد السكان، الا انه يحظى بتاييد الشباب الذين ساهموا الى حد كبير في انتخاب اوباما في العام 2008 واعادة انتخابه في 2012.
ويقول لاري ساباتو خبير العلوم السياسية في جامعة فرجينيا “كلينتون في وضع هش لم تكن تتصور انه ممكن قبل عام”.
ويمكن أن يقرر ساندرز البقاء في السباق ولو ان كلينتون تملك العدد اللازم من المندوبين لكسب ترشيح الحزب.
واضاف ساباتو ان “كلينتون التي اضرت بحملتها بسبب الجدل الذي اثاره استخدامها لملقم خاص لرسائلها الالكترونية بينما كانت وزيرة للخارجية وعجزها على تعبئة مجموعات مهمة من الديمقراطيين، وجدت نفسها مضطرة الى صرف جهود واموال كبيرة لمواجهة ساندرز حتى النهاية”.
ويرفض مؤيدو ساندرز المتشددون بشكل قاطع اي دعم لكلينتون التي يعتبرون انها تجسد النخب الامريكي البعيدة عن الواقع.
ويرى اخرون ان الوقت هو الاكثر ملاءمة لساندرز ليستغل النفوذ السياسي الذي يتمتع به الان.
وهنا الممثل الامريكي المؤيد لساندرز مارك رافالو كلينتون على “فوزها التاريخي” الثلاثاء، الا انه ذكر بان “اسرة ساندرز ستواصل التركيز على القيم التقدمية”.
ويأمل مؤيدو ساندرز ان يكون لحملته تاثير على الحزب من اجل تعديل قواعد الانتخابات التمهيدية بحلول 2020.
واحد أهم التحديات التي يواجهونها هي الحد من تاثير كبار المندوبين من مسؤولين ونواب من الحزب الذين يتمتعون بحرية انتخاب المرشح الذي يريدونه في المؤتمر العام للحزب. وساندرز يتخلف عن كلينتون بعدد كبار المندوبين.
ويقول نيل سروكا من منظمة “ديمقراطية من أجل أمريكا” المؤيدة لساندرز ان “حجم تاييد الحزب لكلينتون سيتاثر بالطريقة التي ستتعاطى فيها مع الثورة السياسية والاشكاليات التقدمية التي حددت هذه الحملة”.
والانظار مسلطة الان على واشنطن الخميس في انتظار رد فعل سناتور فيرمونت في الكلمة التي سيلقيها في لقاء خلال المساء. واذا لم يعلن انسحابه سريعا فان لقاءه المقبل مع اوباما ربما لن يكون وديا.