يستعد باحثون في الولايات المتحدة وكندا لبدء أول تجربة كبيرة لاختبار ما إذا كان إنقاص الوزن يقلل من مخاطر عودة أمراض السرطان.
ويعتقد الباحثون أن الوصول إلى وزن أكثر صحة قد يقلل من مخاطر احتمال الإصابة مجددا بسرطان الثدي بنسبة 20 في المئة.
وستشارك قرابة 3200 امرأة، فقد نصفهن 10 في المئة من أوزانهن، في الاختبار.
وقال خبراء إن التجارب مسألة ضرورية إذ أنه مازال من غير الواضح إذا كان الوزن يحدث اختلافا أم لا.
وقالت جينيفر ليغيبل من معهد دانا فابر لأمراض السرطان لدى النساء "عرفنا على مدار سنوات أن النساء ذوات الأوزان الزائدة والبدينات اللائي يُشخصن بسرطان الثدي يكن أكثر عرضة لعودة الإصابة بالسرطان وفي النهاية للموت".
معيار الذهب
وأوضحت أن هذا الأمر ظهر في أكثر من 100 دراسة، غير أن التفسير مازال مبهما.
وأضافت أن الأدلة الأولية أظهرت أن إنقاص الوزن بعد تشخيص الإصابة بالسرطان قد يكون مفيدا.
ولم تُختبر الفكرة في تجربة عشوائية كبيرة، والتي تُعتبر بمثابة المعيار الذهبي للأبحاث الطبية.
وفي أغسطس/ آب 2016، من المقرر أن يبدأ القائمون على التجربة، التي تستغرق عامين، في اختيار مرضى بدناء وذوي أوزان مفرطة، بمؤشر كتلة جسم يصل إلى 27.
وبعد اكتمال علاج السرطان، ستتلقى النساء بانتظام نصائح من متخصصي أغذية لمساعدتهن في تقليل ما يتناولوه من سعرات حرارية إلى ما بين 1200 و1500 يوميا.
وفي نهاية المطاف، ستمارس المشاركات تمارين رياضية مدة 250 دقيقة أسبوعيا.
وبين كل 100 امرأة في الدراسة ممن لم يفقدن أوزانهن، يُتوقع أن تُصاب 23 حالة بالأورام مرة أخرى.
وفي حالة ثبوت صحة ما ذهب إليه الباحثون، فإنهم يتوقعون عودة الورم في 19 حالة فقط في كل 100 امراة ممن نقص وزنها.
وقالت ليغيبل "اعتقد أن من المبكر القول إننا على دراية بأن تلك الأمور ستحدِث فارقا. وهذا هو السبب وراء أهمية الدراسات العلمية".
وأضافت "(أنا) مقتنعة إلى حد كبير (بالأمر) لكن اعتقد أننا في حاجة إلى البيانات كي نُثبت ذلك حقا، وكذلك تحديد المستفيدين".
بيد أنه من غير الواضح على الإطلاق ما هي التغييرات داخل الجسد البدين التي يمكنها أن تؤدي إلى عودة السرطان، لكن هناك نظريات بشأن مستويات أنسولين الهرمون أو الالتهاب، وكلاهما يتغير مع زيادة الوزن.
وإذا تأكد هذا التصور، سوف يصبح بالإمكان تطبيقه عندئذ على عدد أكبر من أمراض السرطان.
ومن المعروف بالفعل أن الإصابة بسرطان البروستاتا والقولون والمستقيم ترتبط ارتباطا قويا بمحيط الخصر، ومع ذلك، فإن مرضى سرطان الرئة والجلد، وهي الأمراض ترتبط بمواد مسببة للسرطان، قد لا يستفيدون من الأمر.
وقال هارولد بريستين، المتحدث باسم الجمعية الأمريكية لعلم الأورام السريري، والمتخصص في سرطان الثدي، إن هناك "أدلة ملتبسة" بشأن الوزن.
وأوضح بالقول "هناك توجه بالمبالغة في الفوائد، لكنه حتى الآن ليست هناك فائدة معروفة حقيقية لتلك التدخلات، وهذا هو السبب وراء إجراء التجارب".
وأضاف أن "من غير الواضح إذا قمت بتغيير وزنك بعد التشخيص أن يؤثر ذلك في عودة سرطان الثدي".
فعالية العلاج الكيميائي
في غضون هذا، أشارت دراسة قُدمت إلى الجمعية الأمريكية لعلم الأورام السريري إلى أن العلاج الكيميائي أقل فعالية بالنسبة للنساء البدينات المصابات بسرطان الثدي.
وحلل فريق طبي في مستشفى تركي بيانات من 295 مريضة لتوضيح قلة احتمال استجابة النساء البدينات للعلاج وزيادة احتمال عودة السرطان.
وأظهرت الدراسة استجابة كاملة لدى 31 في المئة من المريضات ذوات الأوزان العادية أو ناقصات الوزن، مقارنة بـ 17 في المئة فقط لدى مجموعة البدينات.
وبحسب الدراسة كذلك، عاد المرض مرة أخرى بعد 76 شهرا في المتوسط لدى المريضات البدينات، و150 شهرا في المتوسط لدى أصحاب الأوزان العادية.
وقال الدكتور علي رضا سيفر، أحد الباحثين في مركز علم الأورام بجامعة هاتسيب التركية، لبي بي سي "يخبرنا ذلك أن البدانة عامل سلبي عندما يتعلق الأمر بالعلاج الكيميائي قبل التدخل الجراحي".
وأضاف أن "السمنة تضعك في موقع أكثر صعوبة".