ذكرت مصادر سياسية أن مشاورات السلام اليمنية في الكويت حققت تقدما ملموسا في مسار الافراج عن المعتقلين السياسيين وتبادل أسرى الحرب، فيما ما زال التعثر يواجه المساعي الرامية إلى وقف الحرب في اليمن.
وقالت لــ«القدس العربي» ان «مشاورات السلام في الكويت حققت بعض التقدم خلال الأيام القليلة الماضية فيما يتعلق بمساعي الافراج عن المعتقلين السياسيين وإطلاق سراح أسرى الحرب من الجانبين».
وأوضحت أن «لجنة المعتقلين والأسرى المنبثقة عن مشاورات السلام استأنفت عملها وحققت مكاسب ملموسة في إطار تقريب وجهات النظر بين الجانبين من أجل التوصل إلى تفاهمات بشأن سرعة إطلاق سراح المعتقلين السياسيين وكذا أسرى الحرب». وأكدت أن جهودا كبيرة ومساع حثيثة تبذل من قبل مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن اسماعيل ولد الشيخ أحمد وكذا من قبل وفدي مشاورات السلام اليمنية في اتجاه سرعة إطلاق سراح المعتقلين السياسيين قبيل حلول شهر رمضان المبارك، لما لهذا الملف من بعد إنساني كبير.
وقال مصدر رسمي في مشاورات الكويت لـ«القدس العربي» أن «كافة الجلسات المباشرة بين وفدي المباحثات الحكومي والانقلابي توقفت تماما باستثناء لجنة المعتقلين التي هي الوحيدة التي تعقد جلسات بشكل مباشر».
وأكد أن الجلسات التي عقدت خلال الأيام الماضية في إطار مشاورات السلام في الكويت تجري بشكل غير مباشر، ومن المقرر أن تعقد اليوم الأحد جلسات مشاورات عامة ولكن أيضا بشكل غير مباشر لتقديم كشوفات أسماء المعتقلين السياسيين والأسرى.
وقال «هناك توافق على أن تقدم الأطراف المشاركة في مشاورات السلام بالكويت كشوفات بأسماء المعتقلين السياسيين والأسرى لمناقشتها في إطار عملية تبادل الأسرى وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين، سواء كانوا أسرى حرب أو معتقلين سياسيين أو مختطفين».
وأشار إلى أن ملف الوضع الإنساني في اليمن أعطي أولوية كبرى من قبل جميع الأطراف المشاركة في مشاورات السلام اليمنية من أجل تخفيف معاناة الناس وإزاحة تبعات الحرب عن كاهلهم، وفي مقدمة ذلك المعتقلين السياسيين والصحافيين المعتقلين منذ أكثر من عام بسبب آرائهم ومواقفهم السياسية.
وأشارت مصادر ميدانية إلى أنه في الوقت الذي تحقق فيه لجنة المعتقلين السياسيين تقدما جيدا على صعيد الإفراج عنهم قريبا، تشهد العديد من جبهات القتال تصعيدا غير مسبوق منذ دخول اتفاقية وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في العاشر من الشهر الماضي.
وأوضحت لـ«القدس العربي» أن جبهات محافظات تعز وعمران والضالع والبيضاء ومأرب والجوف شهدت خلال الأيام القليلة الماضية قصفا عنيفا من قبل ميليشيا الانقلابيين الحوثيين وقوات حليفهم الرئيس السابق علي صالح والتي أسفرت عن تبادل لإطلاق النار ومحاولة كل طرف تحقيق أي مكاسب عسكرية على الأرض مع تصاعد للأنباء حول الجهود الاقليمية والدولية لوقف الحرب قبل حلول شهر رمضان.
وذكرت أن اتفاقية وقف إطلاق النار انهارت بشكل شبه كامل في أغلب جبهات القتال وأنها لم تعد في حكم السارية المفعول، وازدادت ضراوة في الفترة الأخيرة مع تصاعد الأنباء عن مساعي المتفاوضين في مشاورات السلام وكذا الدول الراعية للمشاورات ومعها الأمم المتحدة إلى وقف الحرب قبيل حلول شهر رمضان، وأن هذه الأنباء كانت لها انعكاسات سلبية على الأرض في إطار سباق كل طرف لتحقيق مكاسب متسارعة قبل التوصل لأي اتفاق لوقف الحرب.
وأشارت إلى أن طرفي الصراع نشطا خلال الأيام القليلة الماضية في كل الاتجاهات وفي مقدمتها المسار السياسي والعسكري، لتعزيز موقفهما التفاوضي في مشاورات السلام في الكويت في محاولة مستميتة للحصول على أكبر قدر ممكن من المكاسب في طاولة المفاوضات، بعد تحقيق مكاسب عسكرية على الأرض لتعزيز ذلك.