
أعلن عدد من المنسحبين من حزب تكتل القوى الديمقراطية عن تأسيس حزب سياسي جديد حمل اسم: "اتحاد قوى التغيير"، وذلك "بعد سنتين من الصبر والتقييم والمراجعة، وإدراكا منا لخطورة غياب الأحزاب المعارضة الجادة عن الساحة". وفق البيان التأسيسي.
وتعهد المؤسسون الذين عقدوا مؤتمرا تأسيسيا للحزب الجديد السبت 18 أكتوبر 2025 بفندق موري سانتر بمواصلة حمل "المشعل تحت راية جديدة، رايةٍ وُلِدت من رحم الوفاء والصمود والمبدئية"، مؤكدين عزمهم الثابت على مواصلة الطريق الذي بدأوه قبل عقود نحو بناء دولةٍ عادلةٍ تسع الجميع، إيمانًا منهم بأن الأرض يرثها عباده الصالحون.
وعبر مؤسسو الحزب الجديد في بيان تلقت وكالة الأخبار المستقلة نسخة منه عن امتنانهم العميق لكل المناضلين والمناصرين الذين ساندوهم في كل محطات هذا المسار، ودعوهم وكافة القوى الطامحة للتغيير، إلى الانخراط بقوة في هذا المشروع الجديد، معبرين عن أملهم في أن يشكل إضافة نوعية ودفعا لعجلة النضال الديمقراطي السلمي في البلاد.
ونوه المؤسسون بالدور البارز الذي اضطلع به حزب تكتل القوى الديمقراطية قيادة ومناضلين، طيلة المسار الديمقراطي في البلاد، والذي لا يختلف عليه اثنان، ولا على مكانة الكبيرة في قلوب الناس، كما أنه ليس خافيا على ذي عقل – وفق مؤسسي الحزب الجديد - أن "التخلي أو الابتعاد عن هذا الحزب العريق لم يكن خيارًا يسيرًا، ولا قرارًا نابعًا من رغبة في القطيعة، بل هو صفحة مؤلمة من مسيرة نضال طويلة، اضطررنا لطيّها حفاظًا على ما تبقّى من روح المبدأ ونقاء الانتماء. مكرهٌ أخاك لا بطل".
وتحدث مؤسسو الحزب الجديد عن عيشهم في صفوف حزب تكتل القوى الديمقراطية، ومن قبله اتحاد القوى الديمقراطية "عهد جديد" على مدى عقود من الزمن، يحملون الهمَّ الوطني ويؤمنون بقيم العدالة والمساواة، ويناضلون من أجل ديمقراطيةٍ تشاركيةٍ لا تُقصي أحدًا ولا تُهمّش أي فئةٍ من أبناء الوطن مهما اختلفت ألوانهم وثقافاتهم.
وأكد القادة أنهم رفعوا شعارات جريئة في وجه كل الأنظمة، ووقفوا مع المظلومين، وطالبوا بالشفافية ومحاسبة الفاسدين، مؤمنين بأن الوطن لا يُبنى إلا على العدل والنزاهة، مردفين أنهم دفعوا ثمن مواقفهم إقصاءً وتهميشًا وسجنًا وتشويهًا، ولم ينحنوا لأنهم أبناء مدرسة الوفاء والصمود، وتربّوا فيها على أن الطريق إلى الإصلاح طويل لكنه لا يُقطَع إلا بثباتٍ وإخلاص، وأن السياسة يمكن أن تكون راقية كالفن، نبيلة كالإيمان، وأن الاختلاف لا يُفسد الودّ إن جمعنا حبّ الوطن.
وأشاروا إلى أنهم مع مرور السنين، وجدوا أنفسهم أمام واقعٍ غريب عن تاريخ الحزب ومبادئه، حيث سعى بعض أصحاب المطامع إلى تغيير خطه الوطني، والارتماء به في أحضان النظام ابتغاء لمزايا وإكراميات زائلة.
وشدد مؤسسو الحزب الجديد - في البيان التأسيس الذي وقعه رئيس الحزب المختار ولد الشيخ - على أنهم حاولوا بكل صدق ومسؤولية إصلاح المسار، وفتحوا الأبواب للحوار، لكنهم قوبلوا بالصدّ، لأنهم رفضوا التفريط في المبادئ أو المساومة على تاريخٍ نقيٍّ صنعوه بالعرق والتضحيات.
وذكر مؤسسو الحزب الجديد بأن أكثر من ثلثي المكتب التنفيذي، وكل رؤساء الأقسام والفيدراليات، وحشود المناضلين الأوفياء وقفوا في هذا التوجه الذي أدركوا أن التكتل الحقيقي هو من بقي متمسكًا بالقيم وبالرسالة.
ونبه مؤسسو الحزب الجديد إلى أنهم رغم كل ما بذلوه من جهدٍ ومساعٍ مخلصة، "فقد تمادى خصوم الإصلاح في غيّهم، لتصل الأزمة إلى مسارٍ قضائيٍّ لم يكن منصفًا لنا ولا منسجمًا مع الحقيقة، بعد أن شابته تدخلات واضحة من جهاتٍ مؤثرة انعكست على القرار المنتظر، لتغدو العدالة نفسها ضحية من ضحايا الانحراف عن المسار الديمقراطي".
وأكد مؤسسو الحزب الجديد أن "مع انسداد الأفق، كان لا بد من خطوةٍ تحفظ الذاكرة وتُجدد الأمل، خطوةٍ تُعيد للسياسة معناها النبيل وروحها الوطنية".