رجل الظل ميشال تامر يستعد لتسلم الرئاسة في البرازيل مكان روسيف

خميس, 12/05/2016 - 19:23

كان ميشال تامر حتى فترة قصيرة رجل الظل في البرازيل، تعرف عنه لباقته وطبعه الهادىء واناقته مكتفيا بالادوار الفخرية. مع تحريك آليات اقالة الرئيسة الحالية خرج الى الضوء فجأة، وهو على قاب قوسين وادنى من ان يخلفها في المقعد الرئاسي.

يبلغ تامر اللبناني الاصل ونائب الرئيسة، الخامسة والسبعين من العمر. وقد اخفى اوراقه لشهور طويلة ليخرجها فجأة ساعيا للانقضاض على فريسته. ومن المقرر ان يطلق اعضاء مجلس الشيوخ يوم الخميس كحد اقصى رسميا عملية اقالة الرئيسة ديلما روسيف عبر تعليق ولايتها الرئاسية لمدة ستة شهور بانتظار صدور القرار النهائي بشأنها.

وفي حال لم تتدخل المحكمة العليا لعرقلة هذا الاجراء، فان تامر سيستقر ابتداء من هذا الاسبوع في قصر بلانالتو الرئاسي في برازيليا، على ان يبقى فيه على الارجح حتى العام 2018.

ولا يهتم تامر كثيرا عندما تصفه ديلما روسيف ب”الخائن” او “زعيم المؤامرة”.

فهو يقود حزب الحركة الديموقراطية البرازيلية منذ 15 عاما، ولعب دور الحكم في مختلف الائتلافات الحكومية منذ العام 1994.

وبعد خمس سنوات على زواجه السياسي العقلاني مع اليسارية روسيف قرر الانفصال عنها وبدء الهجوم عليها.

-“نائب رئيس دمية”-

في كانون الاول/ديسمبر فاجأ تامر الجميع في البرازيل عندما وجه “رسالة شخصية” الى روسيف فصل فيها مآخذه عليها. اخذ عليها بانها كانت تعامله على الدوام بازدراء وكأنه “نائب رئيس صوري”، وقرر التوقف عن تقديم الطاعة اليها.

وبعد توجيه الرسالة، استقر في منزله في برازيليا وقطع اتصالاته بالرئيسة، وجلس يراقب الوضع بصمت حتى اشتعلت الازمة السياسية في آذار/مارس التي اطاحت بالكثير من نفوذ الرئيسة.

عندها قرر الخروج من الظل الى الضوء، وفي خطوة تدل على دهاء سياسي قرر اخراج حزبه من الائتلاف الحكومي في اواخر اذار/مارس ما وجه ضربة قاضية لروسيف.

واعتبر تامر ان فرصتة باتت سانحة للانقضاض على السلطة. فلو اراد التوجه الى الانتخابات الرئاسية لتحقيق مراده، فان استطلاعات الراي لا تعطيه اكثر من 2 % من نوايا الناخبين، كما ان البرازيليين يرغبون برحيله بنفس مقدار رغبتهم برحيل روسيف.

هو من مواليد ساو باولو عام 1940، نشأ في كنف والدين مهاجرين من لبنان مع سبعة اخوة واخوات، وتزوج ثلاث مرات ورزق بخمسة ابناء خلال اربعين سنة.

زوجته الحالية ملكة جمال سابقة في الثانية والثلاثين من العمر. هي حاليا حامل في شهرها السادس، ووصفتها مجلة فيجا المحافظة ب “الجميلة المتكتمة وربة المنزل”.

ولطالما سعى تامر لارتداء ثوب التواضع. وعندما استقبل قبل اشهر انصارا له كانوا يهتفون “تامر رئيسا” كان يرد عليهم بنوع من الضيق “حاليا لا شكرا. سننتظر العام 2018″.

ومع ذلك كان يتقدم خطوة خطوة. وقبل شهرين من رسالة طلاقه السياسي من روسيف نشر برنامجا اقتصاديا بعنوان “جسر نحو المستقبل” انتقد فيه “التجاوزات” التي يقوم بها حزب العمال اليساري الحاكم خصوصا على المستوى الاقتصادي.

-آمال اقتصادية على تامر-

وتأمل اوساط الاعمال ان يلبي تامر رغباتها باصلاح نظام التقاعد وقانون العمل وتسوية وضع الموازنة.

الا انه وعلى غرار روسيف سيكون عليه ان يعمل مع برلمان مقسم، والدعم لا يمكن الحصول عليه احيانا من بعض الكتل الا بعد وعود توظيف للانصار في المؤسسات الرسمية.

اراد خفض عدد الوزراء الا انه عاد وعدل عن ذلك. وعليه ان يواجه ايضا فضيحة الفساد الضخمة حول شركة بتروبراس النفطية التي تعصف بحزبه حزب الحركة الديموقراطية البرازيلية.

واطاحت هذه الفضيحة الخميس الماضي برئيس مجلس النواب ادواردو كونيا الذي ساهم كثيرا بدفع آلية اقالة روسية.

حتى ان بعض الذين وجهت اليهم تهم فساد اوردوا اسم تامر كمتورط معهم، الا ان النائب العام لم يجد حتى الان ما يكفي لاستدعائه.

كما ان القضاء الخاص بنزاهة الانتخابات قد يدفع باتجاه اعفائه من منصبه بسبب شبهات حول تمويل حملاته الانتخابية من اموال اختلست من بتروبراس. اضافة الى ذلك قد يحكم عليه بمنعه من الترشح لثمانية اعوام اثر ادانته اخيرا امام محكمة استئناف بخرق قانون تمويل الحملات الانتخابية.

كل هذا يتنانساه تامر، فالمهم بالنسبة اليه وفي حال سارت الامور حسب ما يشتهي، انه هو الذي سيعلن “افتتاح” الالعاب الاولمبية في ريو دي جانيرو امام مئات ملايين المشاهدين في الخامس من آب/اغسطس المقبل.