ألغى الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز اللقاء التلفزيوني الذي كان مقررا له الليلة مع أطر ولاية الحوض الشرقي، على هامش حفل العشاء الذي أقيم بمباني ملعب المدينة، حيث غادر الرئيس مباني الملعب فور انتهاء العشاء، وذلك بسبب ارتفاع أصوات عدد من مؤيدي الوزيرين الأول السابق مولاي ولد محمد الأغظف، والحالي يحي ولد حدمين.
وكانت وسائل الإعلام الرسمية قد أعدت عدتها لنقل مداخلات الأطر، وردود الرئيس عليها، حيث أبلغوا بشكل رسمي بهذا اللقاء الذي كان مقررا أن يستمر لأكثر من ساعتين، غير أن غياب انتظام مداخلات العديد من الشخصيات التي تحدث أمام الرئيس، ودون أخذ المكرفون أدت بالرئيس للوقوف بشكل مفاجأ ومصافحة بعض أعضاء الحكومة قبل مغادرة المكان.
وكان من أول المتحدثين – خارج الميكرفون المعد لذلك – الفنان محمد ولد حمباره، والذي طالب الرئيس محمد ولد عبد العزيز بالترشح لمأمورية ثالثة، وهدده بالمحاكمة في حال رفض هذا الطلب، لأنه حينها يكون قد عرض مستقبل البلاد للخطر.
وقال ولد حمباره إنه لا يريد التعيين لأنه لم يدرس أصلا، وإنما يريد مصلحة موريتانيا، ولذا يصر على أن يترشح الرئيس لمأمورية أخرى، أو يجهز نفسه لمواجهة العدالة.
وبعيد حديث ولد حمباره ارتفعت الأصوات من مختلف جوانب الساحة، وكان بعضها يشكو الأوضاع الخدمية في بعض مناطق الحوض الشرقي، وبعضها يثني على أداء أحد المسؤولين، أو يتهجم على أداء آخر، قبل أن يتمحض الحديث لشخصين أحدهما من مناصري الوزير الأول يحي ولد حدمين، والآخر من مناصري الوزير الأمين العام للرئاسة مولاي ولد محمد الأغظف.
وقد تحدث الأول عن دعم المجموعة القبلية للوزير الأول للرئيس، وإجماعها على ذلك، مناشدا الرئيس بأن لا يغادر السلطة على الإطلاق، وأن يعتمد لذلك الأسلوب الروسي، بأن يخلف ولد حدمين على السلطة، ومرددا: "لتكن أنت بوتين، وليكن ولد حدمين مدفيدف".
أما مناصر ولد محمد الأغظف فكان يرفع صوته أعلى من مناصر ولد حدمين الجالس بجانبه، ويطالب بأن يكون ولد محمد الأغظف هو مدفيدف، مشيرا إلى ما وصفه بالدور الكبير الذي قام به في إنجاح الزيارة الحالية.
وخلال هذه المداخلات المتعددة، وغير المنظمة تحدث أحد المسنين، قال إنه قادم من مدينة ولاته، متهما الإدارة الإقليمية بالتخلي عن أدوارها تجاه السكان، مشيرا إلى أنها طال ما اتهمته بأنه من المخابرات، نافيا هذه التهمة بقوة.
وعرف الدخول إلى حفل العشاء ازدحاما كبيرا، حيث تولت فرقة من الحرس مختصة في مكافحة الإرهاب الإشراف على إدخال المدعوين، حيث ازدحم المئات أمام بوابة صغيرة، وأدى ذلك لزحام شديد عنها، أخر دخول العشرات من النواب وكبار المسؤولين.