طبع الصراع الدائر بين الوزير الأول السابق مولاي ولد محمد الأغظف والوزير الأول الحالي يحي ولد حدمين تحضيرات زيارة الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز بطابعه الخاص، حيث طغى تصنيف المشاركين في هذه التحضيرات ضمن أحد الأطراف، فيما كثف أنصار كل من الوزيرين من جهوده لإظهار حجم أنصاره في الولاية التي تشكل نسبة 10% من ساكنة موريتانيا.
واستعان كل من الوزيرين الأولين السابق والحالي بأنصاره من الولايات المجاورة، حيث بدأت النعمة منذ مساء أمس في استقبال المسيرات القادمة من الولايتين لزيادة حجم الجماهير المحسوبة على ولد حدمين أو ولد محمد الأغظف.
استباق للتحضيرات
وبدأ ولد محمد الأغظف تحضيرات للزيارة، حشده للجماهير المحسوبة عليه من نواكشوط، حيث عقد اجتماعات لأنصاره في ولاية الحوض الشرقي الأسبوع الماضي، في نواكشوط، قبل أن يتبعه بآخر لأنصاره في الحوض الغربي والعصابة.
وخلال هذه الاجتماعات التي استضافها منزله في نواكشوط، ركز ولد محمد الأغطف على ضرورة الحشد للزيارة التي وصفها بأنها تعني بداية مرحلة جديدة في موريتانيا، مستعرضا الإنجازات التي رأى أن موريتانيا عرفتها خلال الفترة التي تولى فيها الوزارة الأولى من 2008 إلى 2014.
وقد وصل ولد أحمد الأغظف منذ أيام إلى مدينة النعمة حيث بدأ في عقد اجتماعات مع أنصاره للتحضير للمهرجان الذي يرأسه الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز صباح الثلاثاء القادم.
تعزيزات من العصابة
وينتظر ولد محمد الأغظف تعزيزات من أنصاره في ولاية العصابة، حيث يتوقع وصولهم اليوم الأحد، وذلك يومين قبل موعد المهرجان، فيما يتوقع كذلك وصول بعد أنصاره من ولاية الحوض الغربي.
واعتمد ولد محمد الأغظف في حشده للجماهير على وسطه الاجتماعي، وكذا على علاقاته خلال تولي الوزارة الأولى والتي استمرت لأكثر من 7 سنوات.
تركيز على جكني
وقد أظهر أنصار ولد حدمين تركيزا في الأيام من التحضير على مقاطعة جكني، وهي المدينة المحسوبة على الوزير الأول الحالي ضمن توزعة كبار المسؤولين على مقاطعات الولاية، حيث تولى أخوه ابوه الإشراف على التحضيرات، وسط حديث عن سعيهم للتحضير لمسيرة تضم 200 سيارة، وتدخل النعمة مساء الاثنين القادم.
كما اتصل ولد حدمين بأنصاره في ولاية الحوض الغربي، وحيث وصلت مسيرتهم تم مناصرين له من الطينطان، وعين فربة مدينة النعمة مساء أمس.
استنجاد بولد الشيخ حماه الله
وقد أوفد الوزير الأول ولد حدمين البرلمانية السالمة بنت حدمين – وهي بنت أخي الوزير الأول – إلى الشيخ محمد ولد الشيخ حماه الله للاستعانة في حشد الجماهير للمهرجان، حيث سافرت إلى محل إقامته في الأراضي المالية لإيصال رسالة الوزير الأول الموريتاني.
وحسب مصادر على علاقة بالملف، فقد أعلن ولد الشيخ حماه الله الاستنفار في أنصاره، وطلب التحضير للتوجه إلى النعمة لمؤازرة ولد حدمين، ويدرس أنصاره الآن تسيير مسيرة من كوبني إلى النعمة، فيما لم يحسموا بعد ما إذا كانت ستمر عبر العيون وتسلك طريق الأمل إلى النعمة، أم ستسلك طريقا فرعيا من كوبني إلى النعمة مباشرة.
تغطية على الانقسامات..
وقد غطى صراع الوزيرين الأولين السابق والحالي على بقية الخلافات والانقسامات التي تعرفها المنطقة، وخصوصا خلال الزيارات الرئاسية، والتي تأخذ في الغالب الأعم شكلا قبليا، تتصارع فيه القبائل بينها لإثبات قدرتها على الحشد، وتتصارع الأجنحة داخل كل قبيلة.
وأدى طغيان صراع الوزيرين الأولين إلى تصنيف الانقسامات التي كانت قائمة ضمن أحد الطرفين، حيث لا يوجد خيار ثالث ضمن التصنيف المسيطر على الانتماء داخل الجماهير المشاركة في التحضير لمهرجان الثلاثاء في النعمة، فمن لم يكن مع ولد محمد الأغظف فهو مع ولد حدمين، ومن لم يدعم ولد حدمين فهو مع ولد محمد الأغظف.
امتداد للصراع
ويأتي صراع الرجلين على الحشد لاستقبال ولد عبد العزيز في الحوض الشرقي امتدادا لصراعهما داخل الحكومة الموريتانية، وفي دوائر الحكم المختلفة، حيث يتهم الوزير الأول السابق ولد محمد الأغظف خلفه في الوزارة ولد حدمين باستهداف الأشخاص المحسوبين عليه داخل الحكومة، وفي إدارات الوزارة الأولى.
وقد وصل الخلاف بين الرجلين خلال السنتين الماضيتين درجة التلاسن الحاد داخل اجتماع مجلس الوزراء، وذلك على خلفية نقاش ملف عمال برنامج أمل، حيث ألمح ولد حدمين خلال تقييمه لهذا البرنامج إلى فساد في اكتتاب عماله، وهو ما اعتبره ولد محمد الأغظف اتهاما له ورد عليه بقوة.