الموت هو أكثر حقيقة يقينية في عالمنا، والتفكير فيه يؤثر علينا بطرق مختلفة، لذا سعى العلماء في مجالات عديدة لدراسته كل من زاويته.
وهنا نتائج توصلت إليها أبحاث في الكيمياء الحيوية، والطب، والجينات، وعلم الاجتماع والنفس، قد لا تكون على علم بها من قبل.
ما هي رائحة الموت؟
من الصعب تحديد ما تشبهه الرائحة للموت، لكن معظم الناس يعتقدون بأنها سيئة.
على كل، فإن رائحة تحلل أجساد البشر معقدة جداً، وتضم أكثر من 400 من المركبات الكيمائية المتطايرة.
ونتشارك في العديد من هذه المركبات مع الحيوانات، لكن دراسة جديدة وجدت أن خمسة من هذه المركبات العضوية فريدة وخاصة بالبشر، وتمت مقارنتها مع 26 نوعا من الحيوانات، والمثير للاهتمام أنها تصدر أيضاً عن الفاكهة وخاصة عندما تتعفن، وهذا ربما يفسر ما يقوله أخصائيو الطب الشرعي في تقاريرهم عن بعض الجثث حينما يصفون رائحتها بأنها ذات حلاوة مثيرة للغثيان.
الأظافر والشعر لا تنمو بعد الموت
الكثير من الأفكار الشائعة بين الناس تقول إن الأظافر والشعر يواصلان النمو بعد الموت على الأقل لفترة معينة، وقد تكون هذه الفكرة الخاطئة قد جاءت من الملاحظات القديمة للجثث، فهي تتقلص بعد وقت فتبدو الأظافر والشعر أطول.
الجزء الوحيد الذي يبقى حياً هو الظفر تحت الجلد، وبصيلات الشعر، وهذه الأجهزة تتطلب تنظيماً هرمونياً لإنتاج الشعر والأظافر، ناهيك عن التزود بالبروتين والزيوت التي توقفت بمجرد الموت، أو بعده بمدة وجيزة.
الخوف من الموت يتناقص مع تقدم العمر
على الرغم من أن التقدم في العمر يعني الاقتراب أكثر من الموت، إلا أن الخوف منه يتناقص تدريجياً بحسب دراسة أميركية، أحد الأبحاث وجد أن الناس في العمر بين 40 إلى 50 سنة، كانوا يشعرون بخوف أكبر من الموت من هؤلاء الذين في المرحلة بين 60 إلى 70 سنة، فيما بينت دراسة أخرى أن الأشخاص في الستينيات من أعمارهم يعانون من قلق أقل فيما يتعلق بالموت، مقارنة بالأصغر عمراً (35 إلى 50 سنة) وكذلك الحال بالنسبة للشباب بين 18 إلى 25 سنة.
التفكير بالموت وما يولده من مشاعر على مدار الـ25 سنة الماضية، طُلب من آلاف الأشخاص، أن يشرحوا مشاعرهم حين يفكرون بأنهم يموتون، وما يعتقدون أنه سيحدث حين يموتون جسدياً.
وأظهرت النتائج أن التفكير بالموت مقارنة مع التفكير بمصادر القلق الأخرى، يجعل الناس أكثر تسامحاً مع العنصريين، وأشد قسوة تجاه البغاء، وأقل استعداداً لشراء البضائع الأجنبية، وأقل دعماً للمثليين.
بالإضافة إلى رغبة هؤلاء بالمزيد من الأطفال، وإطلاق أسمائهم عليهم، بمعنى آخر، فإن التفكير بالموت يجعلنا نريد الاستمرار في الخلود رمزياً، ومتابعة الحياة من خلال أولادنا، أيضاً بينت النتائج أن مواجهة الموت تجعل الناس غير المتدينين أكثر استعداداً للإيمان بالله والآخرة.