بعدما بدأ حاكم مقاطعة امبود الجديد يباشر مهامه؛ وقع حادث سير على مشارف سوق المدينة إذ اصطدمت سيارة بجدار أحد المحلات مخلفة أضرارا بالغة في الدكان وقد نجت سيدة كانت تبيع الخضار وسط الشارع الرئيس بأعجوبة وقدر.
عاين الحاكم موقع الحادث ورأى كيف أن حوادث أخرى قد تقع وقد تكون أليمة لو استمر احتلال الشارع الرئيس والممرات التي تتوسط السوق الأكبر في المقاطعة.
كان الباعة يعرضون بضائعهم في عمق الطريق و منهم من استعان بأعمدة الإنارة وربط حباله بين أسلاك الكهرباء المتفرعة.
وحين يحل الليل تتجمع الكلاب السائبة حول أخبية بيع اللحوم تأكل المِزق المرمية على الأرض وتنثر لعابها على الجذوع والأوتاد التي يُقطع وينشر عليها اللحم.
توجه الحاكم إلى أهل السوق حاثا لهم على ضرورة الأخذ بمعايير السلامة وإخلاء الشوارع والطرق والممرات العامة معلنا أن الإدارة لن تتساهل مع المخالفين للقانون.
وبعد حملة تحسيسية ميدانية ولقاءات متعددة داخل مباني المقاطعة مع البائعين المتجولين والجزارين والحرفيين وأصحاب الدكاكين والمحلات في السوق، وبعدما تبرع أحد المستثمرين الوطنيين (مدير شركة الحجرة) بجرار وشاحنة مدة ثلاثة أيام وبالتنسيق مع البلدية التي نزلت بعمالها إلى الميدان؛ بدأت عملية تهيئة السوق وفتح الشوارع والطرقات وتنظيف المدينة..، متواصلة ثلاثة أيام ليتغير ماكان بالأمس بعيدا عن التغيير، فقد اختفت ظاهرة العرض في قلب الطريق واختفت الأعرشة التي احتلت ممرات السوق واستكرى الجزارون دكانين تغَلَُقُ ليلا في وجه الكلاب الضالة؛ التي تعد سببا محتملا في نقل جراثيم وفيروسات إلى الناس.
لقد أُرسِيَ النظام واستجاب الجميع لدعوة السلطات إلى ما رأوه خيرا لهم وفيه صالح المواطنين جميعا.
-----
إن اتباع السائد أن يغلق الحاكم عليه بابه ولا يخرج إلا في جولات مراءاةً، وكسرا لملل ما، أو يرافق البعثات إلى تدشين مشاريع، أو يكون مجرد منسق للكرنفالات السياسية.
إن اتباع السائد أن يأخذ المسؤول عمولة من المستثمر ولا يحثه على الإسهام في تنمية المجتمع ولا الحيز الذي يرْبي فيه ماله...
لكن الرشد أن يبادر المسؤول إلى مابادر إليه هذا الحاكم الذي انتهج سبيل خدمة الناس والوقوف على أحوالهم والعمل على الرفع من أداء المرفق العمومي الذي يديره، وهذا ما شهد به مواطنو فديرك وازويرات وسيلبابي، وما يحظى به اليوم أهل مقاطعة امبود.
المصطفى الحسن حمامين