اعلن الجمعة فوز القصة الموريتانية "ذَاكِرَةُ أُنْثَى" لكاتبها الأستاذ محم ولد الطيب- أستاذة الفلسفة بثانوية مكطع لحجار- بالمركز الثاني، في المسابقة الأدبية الدولية التي نظمها " الاتحاد العالمي للمثقفين العرب، التي شارك فيها مئات المبدعين من مختلف أقطار العالم العربي.
وقد حظي الكاتب بموجب هذا الفوز بحق عضوية الاتحاد، ونشر عمله مجانا في مجلة الاتحاد الدولية، وفي كتاب جامع
والاتحاد العالمي للمثقفين العرب هو اتحاد عربي عالمي ثقافي له رؤية ورسالة يرتقي من خلالها بالثقافة العربية، ويوصلها إلى العالم ، وهو منظمة رسمية في دولة السويد مسجل تحت الرقم 802534-5706.
تجدر الإشارة إلى أنن الكاتب سبق وأن فاز قبل هذا بالمركز الرابع في المسابقة الدولية للقصة القصيرة، المنظمة من طرف " الاتحاد الدولي للمثقفين العرب" في الكويت.
والمركز الأول في مسابقة المقال، في مجلة دمياط للأدب والشعر في جمهورية مصر العربية.
والمركز الأول في مسابقة الخاطرة الأدبية" في ملتقى الأدباء والمثقفين العرب" في العراق
والقصة الفائزة هي كالتالي:
*******************************
ذَاكِرَةُ أُنْثَى
أنَا التِي قَذَفَتْ بِي الْأَقدَارُ منْ تَابُوتِ الأَوْجَاعِ، أنَا ذلِكَ الكَائِن المَعْجٌونِ بالحُبِّ وَالحُزْنِ وَالقَهْرِ، أَرْفُل مٌنْذٌ مِئَاتِ السِّنِين فِي لَيْلِي الْحَالِكِ أَسِيرٌ عَلَى شَوَاطِئ آمَالِي، كَيْ أحْظَى-ولَو مَرَّةً- فِي حَيَاتِي المُبعثرة، بِنَظْرَةٍ خَاطِفَةٍ مِنْ ثِيمِيسْ، لَعَلَّهَا تَجُودُ عَلَيَّ مِنْ خُبْزِهَا الْمَمْنُوعِ، فَأَنَا أَقْتُاتُ مُنْذُ وِلاَدَتِي عَلَى الدُّمُوعِ، أَحْمِلُ عَلَى كَتِفي خَيْبَاتِ العَالَمِ فِي طَرِيقِي المُفْعَمَةِ بِالْمَطَبَّاتِ...
قَفَزْتُ ذَاتَ أَصِيلٍ مِنْ قَفَصِ الوَأْدِ والاِتِّهَامِ وَخَرَجْتُ مُتَسَلِّلَةً مِنْ خِدْرِي فِي غَفْلَةٍ مِنَ الفِقْهِ والْعَادَاتِ، لَعَلِّي أَغْسِلُ نَفْسِي مِنْ وَسَخِ الذِّكْرَيَاتِ.. وَحِيدَةً أَشْرب دَمْعِي مِنْ سَلَةِ الْاِنْتِظَارِ وَالْقنُوط... وَأَصْطَلِي بِلَهيبِ الذِّكْرَيَاتِ الْمُنْبَعِثَةِ مِنْ أَدْغَالِ ذَاكِرَتِي...
لَمْ يَتْرُكُوا لِي بَابًا، إِلاَ أَحْكَمُوا إِغْلاَقَهُ، وَ ذَبَحُوا تَطَلُّعَاتِي عَلَى أعَتَابِهِ أعْرُجُ تَارَةً فِي مِعْرَاجِ عَشْتَارْ، وَأٌشْرِعُ قَلْبِي لِسِهَامِ كيوبِيد، وأَنَا أَتَوجَّسُ خِيفَةً مِنْ مَغَبَّةِ عَمَاه المُزْمِنِ لِأَنَّنِي أقِفُ دَوْماً عَلَى الهَاوِيَةِ كمَا يقُولُونَ...
وأَسِيرُ مخْتَرِقَةً فِي مَغاراتِ وَأزِقَّةِ الأَوْجَاعِ الْمُزْرُوعَة فِي لاَوَعِيي، والْمُتَرَامِية أيْضاً عَلَى مَتْنِ الطَّرِيقِ الذِي يَقُودُنِي زُورًا إلَى وَهْمِ السَّعَادَة. لَقَدْ تَمَلَّكَتْنِي فُوبْيَا مِنْ عَدِّ السِّنِين وأَزْعَجَتْنِي خُرافَةُ الأَعْمَارِ المُبرْمَجَةِ سلفا. لَقَد جَعَلَتْنِي تِلْكَ الخُزعْبَلاتِ قَهْرَا، أَعِيشُ قَلِقَةً، وأَبْسُطُ يَدَيَّ وأنَا غَارِقَة فِي وَحِلِ الْأَرْبَعِين كَيْ أَحْظَى بِمَقْعْدِ وَجْدٍ فِي قَاعَةِ المَحْرُومِين. أقْصَى مَرَامِيَّ أنْ أٌلَمَلِمَ حُرْقَتِي، وَأُخْمِدُ أَلْسِنَةَ اللَّهِيبِ التِي تَعْتَمِل فِي مُهْجَتِي مِنْ فَرْطِ الغُرْبَةِ وَالضَّيَاعِ فِي هذَا الْوُجُود وَأُطْفِئ قَنَادِيلَ الأُسَاطِيرِ المُشاَغِبَة فِي ظُلْمَةِ لَيْلِي كَأنَهَّا تُقِيمُ حَفْلاً بهِيجاً لَتَدْشِينِ اِسْتِقَالتِي مِنْ جَنَّةِ الَعَوَاطِفِ العُلْوِيَّةِ، وِإعْلاَنِ اِنْتِهَاءِ صَلاَحِيَّاتِي كَجَسَدٍ، وَتَأْبِينِ أُنُوثَتِي الْمَسْحُوقَةُ عَلَى صَخْرَةِ العَادَاتِ الْبَائِدَةِ.
أ. محم ولد الطيب/ موريتانيا