عشر سنين عجاف ظلت فيها المعارضة الموريتانية وبإسم شعب مسلوب الإرادة والحقوق تخرج في مسيرات كبيرة تارة ومقابلات متلفزة تارة أخرى ناقمة ساخطة على أداء حكومات الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز
عشر سنين ظلت فيها تنافح تصدح بقول الحق بكرة وعشيا وهو حق اتضح أن المراد به باطل
منذ إنقلاب السادس أغسطس 2008 وحاكم البلاد الجديد عزيز يرى أن شرط السيطرة على السلطة يعتمد في عدم إعارة المعارضة أدنى إهتمام بل كان يتفنن في تهميشها و تجاهلها في محاولة منه لإزاحتها عن المشهد أو إزاحة هذه الوجوه التقليدية ان صح التعبير من خلال عملية تجديد الطبقة السياسية
فهمت المعارضة هذا الإحتقار والإزدراء الممنهج نحوها من قبل الرجل
لتقوم بقلب الموازين مستغلة الشعب ايما استغلال من خلال إيهام ملايين الجياع العاطلين والمشردين أنها هي ملاذهم نحو الإنفراج حصنهم الواقي من ويلات القهر والنسيان
هكذا لم يجد الشعب البرئ غضاضة في الانخراط في هذه المهزلة السياسية
دون دراية من بعضه ويأسا من بعضه الآخر
تكتلات حزبية فاقت عدد شهور الحمل لتبقى موريتانيا حبلى فقط بنخبة لا ترى في المستقبل القريب سوى مصالحها الضيقة ورغبات ذاتية رخيصة
ومع وصول الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني سدة الحكم وما إن رأى هؤلاء النبلاء باب الرئاسة مواربا قليلا حتى دلفوا برشاقة بين طرفي الباب يستجدون " المشوي " ما يسد رمقهم ويسكت صفير امعائهم ، وهكذا انكشف قناعهم المزيف ولسان حالهم يقول : لقد كنا نعارض فقط رئيسا لم يعد موجود
امتلأت بطون المناضلين حد التخمة حتى نسوا أو تناسوا زحمة الميادين ورمضاء الشمس وصراخ المسحوقين
اليوم وبوجه من فلاذ يلوم هؤلاء عشرية السرقة السوداء وي كأنهم لم يسرقوا هم أحلام الجياع وتطلعاتهم نحو غد مشرق جميل
ليعطوا صورة نمطية بأن
المعارضة الموريتانية هي والصنمار عزيز صنوان لا يفترقان
من المؤسف حقا أنها ولحد الساعة لم تكلف نفسها عناء الإعتذار للشعب بالرغم مما تشهده من انتقاد وما يلامس اسماع أصحابها من إستهجان
نعم لقد باعت المعارضة المواطن وشربت على نخب مآسيه كأسا زلال .
بقلم الشيخ / التراد