تنادت بعض أحزاب المعارضة الموريتانية ,وأ جلبت بخيلها ورجلها , وغمزت في غير مغمز , فكانت بيانات تباكيها نشازا تناوشتها الخروق واعتورها التهافت , فلا يستقيم لها إيقاع نافرة ,كنفور جمال بني أقيش , حين زورت الأحداث , وقفزت على نتائج التحقيق , ودم القتيل على يد دورية الجيش الوطني بأمبان المرحوم بإذن الله عباس جالو مازال عبيطا ,ومما لاشك فيه أن من آكد وظائف الأحزاب السياسية القيام بوظيفة الرقابة والنقد والتوجيه , لكن وفق ضوابط وشروط وظروف موضوعية , متى تخلفت بات الأمر أقرب للتحامل, ومحاولة لتسجيل أهداف خارج الوقت المحدد ,وخوضا في مياه عكرة ,ومناكفات قد لا تحمد عقباها على السلم الأهلي, واللحمة الاجتماعية ونحن نمر بظرف يقتضي التعالي عن روح التخوين وإثارة النعرات ففي مثل هذه المحن يتناسى الساسة خلافاتهم ليكونوا يدا واحدة ضد الخطر حتى تنجلي غمته.
لقد تضمنت بيانات الأحزاب طعنا وقدحا في نزاهة وحجية محاضر مؤسسات الدولة (الجيش) ,عبر وسائل الإعلام والبيانات السياسية الملقاة على عواهنها , دون اللجوء للمساطر المعهودة والتي نص عليها القانون عندما نكون بصدد حالة كهذه الحالة , في حين أن أبناء المؤسسة العسكرية يبذلون الغالي والنفيس في رباطهم على الحدود , جاعلين من أجسادهم وأرواحهم دروعا لحمايتنا من كل وباء ماحق , وعدو متربص,في مهمة نبيلة يكون من أضعف الإيمان الاعتراف لأصحابها بالجميل , بدل العقوق والتشكيك , لمجرد أن خصما سياسيا ينام بعيدا عن البعوض ,والحدود , والمتسللين الحاملين لكرونا وغيرها قد أرهقه الحجر الشعبي , بعد شهور من الامتياح السياسي آب منها بخفي حنين, حيث طبع الحياة السياسية بعد انتخاب السيد رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني جو من التفاهم والاحترام والتشاور والنجاح في إدارة الاختلاف السياسي,وإفراغ شحنة الغل والتحفز السياسي في البلد ,و بفعل القدرة والحنكة في تسيير الشأن العام و إدارة أزمة كورونا و النجاح السياسي والأمني والاقتصادي للسلطة السياسية الحاكمة بقيادته ,الأمر الذي سحب البساط من تحت أقدام سماسرة الأزمات السياسية.
ومن السخف أن تحتقر هذه الأحزاب ذاكرة المواطن ؟ فحين قتل المسن محمد فال ولد سید النافع القاطن في انبيكت لحواش ,في مارس 2019 من طرف الجيش عن طريق الخطأ وقتها لم نشهد بيانات من هذه الأحزاب تطعن في ذلك التحقيق ,أحرى أن تتعاطف مع أهله ؟ فهل دم مواطن أرخص من دم آخر؟ ربما بسبب كون العرض السياسي التأزيمي وقتها أكثر من الطلب , وسوق الانتخابات يومها على الأبواب وفي طلعتها ما يغني عن كرامة المواطن والتباكي على حقوقه .
ومما يثير الريبة أكثر في دوافع البيانات وازدواجية معاييرها وانتقائيتها غير البريئة ,هو الصمت المطبق عن وضعية المواطن الموريتاني(باب أحمد الشيخ أحمد) الذي طالعتنا المواقع بإخفائه القسري بقطر؟
فكيف لا تتداعى هذه الأحزاب المتباكية على المواطن لنصرته ؟ وتصدر بيانات تطالب بالكشف عن مصيره؟ خصوصا أن من بين هذه الأحزاب من له حظوة في الدوحة وشفاعة أم أن المواطن المختفي في قطر لا بواكي له ؟
ومن المضحكات المبكيات حرص هذه البيانات بعد التأجيج على تذييل خطاباتها بتشبثها بالوحدة الوطنية ونبذ العنف في هذا الظرف العصيب ؟ تماما كما قال القائل :
إني لأكثر مما سمتني عجبا / يد تشج وأخرى منك تأسوني
أيها الإخوة إنكم تضربون في حديد بارد , ففي ظل حكم رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني لا مجال للمزايدات السياسية ,وخلق الأزمات الضيقة لتحقيق مكاسب سياسية فذلك عهد ولى, بل إن الفيصل الحقيقي هو العمل الجاد والمنتج الذي يمكث في الأرض وينفع الناس , ويحترم الشعب ومؤسسات الدولة , ويقيم نقده على منهج وحجة جاعلا نصب عينيه المصلحة الوطنية العليا,بعيدا عن محاولة تسجيل أهداف سياسية بأي ثمن حتى ولو كان وحدة بلد ومصيره في وقت عصيب
د/عبدا لله ولد محمد بمب