كتب الناشط الحقوقي محمد ولد عبد القادر قصة العنصرية التي تعرض لها على ايدي قوة من الحرس ومن ثم الشرطة، تلك المعاملة التي تجسد العنصرية اتجاه السود في موريتانيا.
وهذا نص ما كتب على صفحته في الموقع الاجتماعي فيسبوك:
"السيناريو الكامل
خرجت من المنزل لشراء الدواء-5 Amlopres- للوالدة ( من أهل تانسيوه) ، في الطريق بدأ إمام مسجد الحي صلاة العشاء ، دخلت المسجد لأكمل طريقي بعد تأدية الصلاة ، بعد خروجي من المسجد توجهت للصيدلية و اقتنيت الدواء ثم على غير عادتي عرجت على قاعة عرض المباريات بقصد الإستمتاع بما يقدمه اتلتيكو مدريد ضد برشلونة.
عند كرفور مسجد النور نادى علي حرسي بطريقة عنهجية و غير مهذبة ، لبيت النداء ثم أمر بتفتيشي أخرجت له ما في جيبي ( الصورة) ، عندها سألني عن الدواء فقلت له أنه دواء لأحدهم مصاب بالضغط ثم أشرت إليه بالتوجه للصيدلية للتأكد. بتهكم و سخرية و أسلوب من يتعامل مع المجرمين سألني هل أنت من أهل الضغط؟
ضحك كمن حصل على غنيمته لم استحسن أسلوبه فأجبته بأن هذا ليس من شأنه و أنه عليه تفتيشي و بأسلوب مهذب ، عندها أخذ يستعرض علي قوته فقلت له أني لا اخاف منه و بالتالي فليحافظ على نفسه لكي لا ينفجر ليأمر بتوقيفي و هو ما اسجبت له.
خلال توقيفي نشرت تدوينة لأفاجأ به بعد دقائق يأمر بتسليم هاتفي و هو ما رفضته ، بعدها لم يسمحولي بإستعماله. و بعد مرور بعض الوقت أمر قائد الفرقة بصعود جميع أفراد داخل و قالوا لي أن على العجلة الإحتياطية و لكني رفضت ذالك لأن مبلولة نتيجة قيام أحد افراد الفرقة بإعداد الشاي عليها و في السيارة متسع، لم يعجبهم هذا و قاموا بإستخدام القوة و إجباري على الجلوس حيث أرادوا ثم توجهوا بي إلى المفوضية.
عند وصولنا للمفوضية أدخلوني الزنزانة ثم بعد لحظات ناداني وكيل الشرطة ، ثم أقاموا لي محاكمة بوليسية قاضيها الشرطة و المدعي الحرس و المدعى عليه هو أنا ، أخذ قائد فرقة الحرس يكذب و يقول أني اعتديت عليهم لفظيا و تدخلت في عملهم و قاومتهم و هو ما أقول له في وجه أنه كذب. لم يعجب الشرطة أيضا ان اقول أن الحرس يكذبون فأخذ الشرطي يمارس الإرهاب و يلوم الحرس على عدم تحطيم عظامي قبل تسليمي للشرطة و يتلفظ بألفاظ تشبه خلقه الكريه ( على سبيل المثال ندير اصباعن في اتكيكتك ) ، عندها قاطعته بغضب بأنه عبثا يحاول لأن ما يقوم به من تخويف فليمارسه مع آخرين يخافون مخافر الشرطة او سجون الحرس.
إستشاط الشرطي غضبا و قال لي إذن سنري و حالا دور اندخلوا كاملين اصباعن في اتكيتك ؛ قلت له أن ذاك ال ليهي يعدل يعدلو أما التخويف فلا يجدي معي ، أمر الشرطي الحرس بالإنصراف و بأن الشرطة ستتصرف و أن الملف سيتخذ مجرى آخر ، و بعد خروج الحرس استدعاني إلى مكان آخر و قال:
أنت قلت أننا لا نستطيع فعل ما قلنا إذن سترى عقوبة عدم الإنصياع لأوامر السلطات و احترام رجال القانون ، عندها انفجرت في وجهه أن السلطات لو كانت تريد الإحترام لأحترمت هي نفسها و أنه هو من نفسه كل ما قام به منذ وصولي بعيد من الإحترام و القانون الذي تحدث عنه يبدوا أن الحرس يجهله و أنه هو للاسف لم يثبت لي العكس ، و بعد مد و جزر و كلمتي كلمتك و هو يستشيط غضبا أني سأعلمه القانون رددت عليه نعلمولك بعد لين تعود ما هامك تطبقوا و الل فايتك.
رن هاتفي فإذا به ميتر العيد ولد امبارك فأخذته ببرودة اعصاب : وي ميتر لا عليك الأمر ليس معقدا ، غير أن ميتر كان عند باب المفوضية فأراد التأكد فقط من أني لا ازال عند المفوضية، إنبهر الشرطي و أخذ يحاول إحتواء الموقف و طي الملف و إلقاء محاضرة في الأخلاق و طرق التعامل مع الحرس و انه مكلفون بمهام امنية و قصة طويلة .
نظرت إليه بشفقة و إشمئزاز لحاله و حال رجال الأمن ، عندها دخل ميتر العيد المفوضية ليرحب به الشرطي و يتأسف له على ما حصل ثم يضع كل اللوم على الحرس و يصفهم بأنهم مغفلون !
بعيد كلام في كلام و ازعيطري البوليس طوي الملف الذي كان يمكن أن يشكل مشكلة كبيرة لو أن شخصا آخر من أبناء الهامش مر به حيث أن غالبية الشباب الذين يفتشون و توجد بجوزتهم حبوب من اي نوع كانت عادة ما يتهمون بتهم خطيرة يروحون ضحيتها و يقضون على إثرها شهور في السجن نتيجة عدم تحري السلطات و سرعة إتهامهم للأشخاص خاصة حين يكون الشاب حرطاني و الل كوري ، المهم ان يكون أسود البشرة ليكون مذنبا حتى تثبت براءته.
افراد الحرس للاسف غير مهذبين و غير محترمين و يتعاملون بعنهجية و بوليسية زائدة، و ما فكروا به الليلة فهمته من الوهلة الأولى و هو ما جعلني ارفض تصرفاتهم و اتهامهم الضمني لي و الغريب هو تغييرهم للغة العنف التي بدؤوها و توجههم بنا إلى الشرطة و هم من كانوا يهددون بأخذي إلى مكان معزول و تكسير عظامي ، و الغريب أن نفس التهديدات و نفس الممارسات الترهيبية سبق و ان مارسوها علينا ذات ليلة بمعية بعض الرفاق.
....تحياتي".