الشمال الهولندي، كانت تنتظر فيه اقتراب دمار العالم ونهايته، وهي من نشرت "العربية.نت" تحقيقا عنها أمس، ذكرت فيه أن السلطات الهولندية اعتقلت الثلاثاء رجلا، ليس من العائلة وعمره 58 سنة، اتضح أمس أنه نمساوي، ذكروا أن اسمه Josef B ويشتبهون بأنه كان وراء عزل العائلة عن العالم في مزرعة استأجرها، وسيمثل اليوم الخميس أمام قاض ينظر بشأنه، علما أنه "رفض المساعدة من قنصلية بلاده" بحسب ما نقلت وكالة "د.ب.أ" الألمانية للأنباء عن متحدث باسم الخارجية النمساوية.
صور الابن البالغ 25 سنة، نشرتها وسائل إعلام هولندية متنوعة أمس واليوم، وهو الأكبر سنا بين 6 أبناء، إناث وذكور، أعمارهم بين 18 إلى 25 سنة، وعثروا عليهم مع والدهم الذي تعرض في السابق لنزيف دماغي شله بالكامل تقريبا، وكان يعتنون به وهم معزولون، إلى درجة أن بعضهم كان يعتقد أنه وحيد في الأرض، لا أحد يقيم عليها سواه. أما والدتهم، فتوقفت في 2004 حين كانوا أطفالا.
كان لبكر الأبناء، المشار إليه باسم Jan في الإعلام الهولندي، عالمه الخاص على حد ما اتضح، وكان منعزلا مع إخوته، لكنه كان يقيم في المنزل خارج القبو الواقع أسفله، وكان يستخدم الكومبيوتر، ولديه حساب في "فيسبوك" وآخر في "إنستغرام" باسم jan.zon.dorsten زارته "العربية.نت" ووجدت فيه 5 صور، اثنتان منها مختلفتان عما ظهر له من صور في مواقع إعلامية هولندية. كما يتابعه في الحساب 1591 إنستغراميا، وهذا دليل بأنه كان على اتصال مع العالم الخارجي.
وكان جان خرج من المنزل يوم الأحد الماضي، وقاده سيره إلى بلدة Ruinerwold البعيدة أكثر من 140 كيلومتراً عن العاصمة أمستردام، فدخل هناك إلى مطعم روى فيه محنته ومحنة عائلته، وبعد تحدث مالك المطعم لوسائل الإعلام وذكر أن الشاب "دخل وطلب 5 زجاجات بيرة، تجرعها سريعاً الواحدة بعد الأخرى، عندها اقتربت وبدأت أتحدث إليه في دردشة عادية، كشف لي خلالها أنه فر من القبو ويحتاج إلى مساعدة، لذلك اتصلت بالشرطة"، كما قال.
ومما ذكره مالك المطعم أن "جان" كان بائس الملامح حين دخل إلى مطعمه "كان طويل الشعر، متسخ اللحية. ملابسه قديمة شبه بالية، وكان مشوشاً مضطرباً، وأخبرني أنه لم يدخل أي مدرسة في حياته، ولا قصّ حلاق شعره منذ 9 أعوام، وأن له إخوة يقيمون معه، ولا اتصال لهم من أي نوع مع خارج المزرعة التي ينتظرون بقبوها دمار العالم، ويريدون نهاية لحياتهم فيه" وفق تعبيره.