تشكل فكرة "صالون غزواني الثقافي" ديناميكية سياسية واعدةلبلورة رؤية ثقافية وطنية متوجة لذلك المسار الوطني الحافل بالتراكم الفكري؛ الثقافي؛ الوظيفي للثقافة؛ حيال إشكالات التربية والتعليم والقيم الروحية والاجتماعية ومدى تحقق الإشباع لممارسي الثقافة ومستهلكيها والطامحين إلى آفاق استثمارية - ولم لا؟.
ولأن الفكرة تجسد تحركا استشرافيا لمكانة الثقافة في الحيز السياسي والتنموي؛ فهي أيضا تحليل جيد للظرفية والغاية الوظيفية من الثقافة ضمن مخاض سياسي مشجع؛ إلى جانب خلق ديناميكية موازية تظل معطا مهما في معادلة البناء والتحولات الجارية.
الواقع أن الخطوة التي تندرج في سياق التوجهات العريضة والداعمة لحملة مرشح الإجماع الوطني؛ السيد محمد الشيخ محمد أحمد الشيخ الغزواني؛ تلخص في بعض جوانبها فهما عميقا للواقع السياسي؛ خاصة حين يتعلق الأمر بالمرشح الوحيد الذي أعرب لحد اللحظة عن رؤية استشرافية حيال المكانة الاستراتيجية والوطنية للثقافة.
الفكرة أيضا؛ نداء مرحلي لإعادة تشخيص الواقع الثقافي في المجمل للتعرف على مكامن الخلل ووضع الفاعلين الثقافيين الوطنيين أمام تحدي ورهانات المرحلة..
يكشف التشخيص التسلسلي لمسار تداول مفهوم الثقافة اجتهادا معادا حول نسبية تموقع الثقافة حيال الغايات المنشودة؛ فارتبطت حينا بالتربية والتعليم والإعلام وشؤون الدينوأحايين بالاتصال والبرلمان والشباب والرياضة والسياحة؛ الأمر يلخص حركة في الفهم؛ وحاجة لإعادة التوصيف.
غياب مفردة الثقافة في الخطاب السياسي العادي في فترات معينة من تاريخ البلد؛ كان مؤشر ضعف النضالية لدى المثقفين والفاعلين الثقافين؛ عوضا عن شكهم حيال مزايا الشراكة السياسية أثناء المواسم الانتخابية التي طالما شكلت فرص مهمة للمناصرة.
في الغضون لم تكن ثمة رؤية ثقافية واضحة المعالم بالمفهوم الاجتماعي؛ واثقة إلى حد تقديم أجوبة لمشاغل التربية والأخلاق والقيم والأمن واللحمة الاجتماعية؛ وغيرها من المشاغل التي يجب أن نعيد صياغة فهمنا الوطني لها؛ على الأقل من زاوية مساهمة المجتمع والمثقفين والمؤسسات الفاعلة.
صحيح أنه علينا أن لا نغفل دور الورشات الكبيرة التي ساهمت منابر الشوارع والفضاءات المغلقة والمفتوحة والجدران الرقمية ومنصات النشر المتعددة في بلورتها؛ لكن من المهم أيضا أن نقر في المقابل أن كل ذلك التراكم لم يرقى يوما إلى مستوى حث إجماع وطني حول مسألة لا تقل قيمة عن مسائل السيادة.
الفعاليات الثقافية ذات الصبغة العالمية والممولون الثقافيون والهيئات المستقلة جميعها شكلت في مراحل معينة أداة مساعدة على بناء ثقافي غير تقليدي؛ لكن تبقى الذهنية الفردانية والتسيب المؤسسي مسلكا يجب الإقلاع عنه من قبل الفاعلين الثقافيين.
وبالمجمل وعند كل منعطف تاريخي تكون ثمة حاجة ماسة لإعادة صياغة الغايات الكبرى ووضع الرهانات الكفيلة بتحقيقها؛ واليوم نحن أمام فرصة تاريخية لإعادة صياغة المشروع الثقافي الوطني عبر رفع سقف تطلعاتنا السابقة على ضوء الإرادة السياسية والمؤشرات التي تشكل ضمانات ملموسة من قبل مرشح الإجماع الوطني؛ السيد محمد الشيخ محمد أحمد الشيخ الغزواني؛ الأمر الذي يستدعي الدعم على نطاق أوسع وكذا الشروع في تدابير من بينها :
مساهمة الصالون في إعادة بلورة وتحديث مفهوم الثقافة الوطنية على ضوء المحددات والغايات الوطنية الكبرى لنا كموريتانيين.
مساهمة الصالون في تجاوز حاجز الشك لدى الفاعلين الثقافيين حيال الشراكة في المشروع السياسي المستنير لتحقيق غايات ومنافع للثقافة والفاعلين الثقافيين.
مساهمة الصالون في الدفع نحو أجوبة محددة حيال المشاغل التربوية؛ الأخلاقية؛ القيمية والأمنية وحيال مسألة المواطنة.
مساهمة الصالون في بلورة رؤية ثقافية جامعة مانعة تستوعب جميع الموريتانيين وتتجاوز الميول والانتماءات الضيقة.
مساهمة الصالون فيالدفع قدما بالحراك المدني القاضي بإعداد وثيقة خاصة بالسياسة الثقافية الوطنية لتحصين وحماية ثقافتنا الوطنية.
عضو المجلس الأعلى للشباب/الراجل عمر أبيليل