سيحسم الشعب الموريتاني خلال الساعات القادمة الصراع الانتخابي بين الحزب الحاكم و المعارضة (تواصل)، الصراع الذي يحتدم لاعتبارات عدة، تنامي شعبية التيار الإسلامي أهمها، التجمع الوطني للإصلاح و التنمية الذي حقق نتائج بهرت الجميع و لم يتوقعها أكثر المتفائلين، بحصاد كتلة برلمانية معتبرة، اليوم يحسم المجلس الجهوي لمدينة نواكشوط و حسب رأيي المؤسس على تجربتي السياسية و قراءتي لحالات مشابهة في أرجاء العالم، و خاصة في دول أوروبية هي معاقل النسخة الدمقراطية التي اعتمدتها بلادنا، بناء على ذلك أرجح فوز المنتدى (تواصل) برئاسة المجلس (محمد جميل منصور).
سيحسم تواصل الصراع لصالحه بعد الفشل السياسي الذريع لحزب الاتحاد الذي عجز القائمون عليه عن إعادة بنائه على دعائم رغم كل الوسائل المادية و الأرضية الخصبة لإنباته.
لقد فشل أعضاء الحكومة قبل محك الاستحقاقات عن جذب التمويلات و خلق المشاريع و سيكون العجز عن استقطاب الشعب القشة التي تقصم ظهر البعير، فالعقاب الذي أنزله و ينزله المواطن (من منتسبي الحزب الحاكم و من كل الطوائف السياسية) على حكومة ولد حدمين و قادة الاتحاد و لجنة إصلاحه المنخرمة هذا العقاب خير دليل على الرفض الصريح لهذه الزمرة و اجتهاداتها المعتلة.
و لو لم يحمل الرئيس ولد عبد العزيز الدعاية على عاتقة بالزيارات و مخاطبة الشعب و الدعوة للتصويت للحزب الحاكم لكانت مأساة الأخير أشنع.
أي إصلاح ينتظر لحزب من لجنة غالبية أعضائها شباب تنقصهم الخبرة؟
أي إصلاح في استبعاد شخصيات سياسية و اقتصادية و مرجعيات المجتمع الموريتاني؟
ستكون جلسات البرلمان القادم خير دليل على فشل مقترحات لجنة الإصلاح تلك عندما تتفاوت المستويات و تظهر المعارضة ممثلة بزبدتها، و يناوش الاتحاد بكوادر من الصف الثالث أو الرابع لا مشاحة في السلم.
إذا الْيَوْمَ تنتهي مسرحية طال عرضها و ملها الناس.
محمد الغالي ولد أخطور