على عزيز أن يفهم أن الإسلامي الديمقراطي الموريتاني إزاحته كلية من المشهد السياسي خطر عليه ، و ينتهج نهج الاستحمار السياسي إن ألحق أي ضرر بالغ بالإسلام الديمقراطي بموريتاني سواء بحجز المئات من القياديين في غياهب السجون ، أو فرض حظر قانوني على الأذرع المنظماتية المُرتبطة به ، أو مصادرة ممتلكات الأعضاء القياديين، أو مَحِقَ حضورهم العلني، وشَلّ خطوط اتصالاتهم الداخلية ، لسبب بسيط أن الإسلام الديمقراطي وفر للعديد من الطيف المجتمعي فرصة المشاركة في حياة سياسية غير عنيفة ، وأسس لانتهاج النهج الوسطي المبني على الإصلاح والتنمية .
فالإسلام الديمقراطي بموريتانيا صمد وسيصمد كما صمد سابقاً في وجه حملات القمع الشرسة التي مارستها الأنظمة الديكتاتورية معاوية سابقا وعزيز اليوم .
لك يا عزيز أن تستفيد من التجارب الإقليمية التي وقفت في وجه حركات الإسلام الديمقراطي فحركة النهضة وعلى الرغم من المضايقات التي تعرّضت لها في تونس على مدى عقود، إلا أن ذلك لم يزدها سوى قوة وشراسة ، فأي قمع للإسلام الديمقراطي بموريتانيا متمثلا في " تواصل " سيجعله أقوى وأقوى ، فمناعة تيار الإسلام الديمقراطي قادرة على منحه لفترة طويلة الصمود في وجه أي موجة قمع أو حظر عاتية ستتبعها ضدهم ، فبعد كل قمع سيعاودون النهوض مجددا بحلة جديدة وأقوى مما كانوا فلا داعي يا عزيز لإتعاب نفسك واتباع نهج الاستحمار السياسي بحظر الإسلام الديمقراطي بموريتانيا إذا ما أردت خيرا بنظامك ، فللإسلام الديمقراطي متمثلا في تواصل حضورا علنيا بارزا في موريتانيا جسده الأداء الانتخابي الحسن خلال الانتخابات الراهنة ، وتلويحك ياعزيز تهديدا بحظرهم رسميا أمر في غاية الغباء والاستحمار السياسي ، فمهم أن تعي ــ قبل دفعك من المستشارين الأغبياء الذين يستعجلون حفر قبر نهاية نظامك قبل أوانه ــ أن بإمكان تيار الإسلام الديمقراطي بموريتانيا الاستمرار حتى وإن حظرتهم لما يمتلكونه من شبكات مجتمعية واسعة ووجود سياسي وإعلامي نافذ .
لذا من الاستحمار السياسي يا عزيز التفكير ولو بالتلويح بشطب الإسلام الديمقراطي بموريتانيا فجذوره عميقة في موريتانيا ومرونته حيوية في مواجهة الأنظمة القمعية كنظامك ، فلا أحد بإمكانه تغيب الإسلام الديمقراطي بموريتانيا ، فوحدهم من بين ألوان الطيف السياسي بمقدورهم مواصلة اجتماعاتهم وهيكلتهم التي ستظل سوية لا يحطمها الحظر أو الاعتقال أو القتل أو النفي ، وستفتح ياعزيز بحظرك لتواصل ــ واجهة الإسلام الديمقراطي بموريتانيا ــ حالة من الفوضى والاضطراب في جسم نظامك السياسي .
فمهم أن لا تتعب يا عزيز نفسك بقمعك للإسلاميين ودفعهم إلى العمل السرّي ، فدار الأرقم ابن أبي الأرقم لا زالت قادرة على أن تبعث د من جديد، ولتفهم أن إقصاء الإسلام الديمقراطي من المشاركة السياسية أمر غير منطقي ومثار رفض شامل ، وسيظل التيار كعادته بإمكانه دوما التكيف مع المضايق في أي زمان ومكان ومع أي نظام فله باعه المديد في ممارسة النفس الطويل ، ومن الأسهل عليه التأقلم مع الظروف المُعادية له خصوصا في ظل نظام يا عزيز كنظامك .
أخيرا لأخوتي الفضلاء في تيار الإسلام الديمقراطي بموريتانيا تحتاجون الآن أكثر من أي وقت مضى لغنوشي قوي قادر على قيادة الدفّة عبر لجج بيئة مضطربة تلوح فيها تلويحات الحظر .