
لم تسلم الأمطار في السعودية من آراء الدُعاة في المملكة وخارجها، حتى أنّهم اختلفوا حول كونها “غيث نافع″ أم “غضب” من الله بعدما تسببت موجة البرَد التي صاحبت الأمطار في عدد من المناطق بتحطيم زجاج السيارات وعدد من الحوادث في البلاد.
فبعدما تزايدت صلوات الاستسقاء مؤخرا عقب تأخر نزول المطر في المملكة، شهدت عدة مدن في السعودية هطول كميات كبيرة من الأمطار ترافقت مع حوادث عدة وخاصة في المدينة المنورة ومكة المكرمة.
ورغم أن سقوط الأمطار هو ظاهرة طبيعية في جميع بلدان العالم، إلا أنها في بلد كالسعودية كان لا بد أن تخضع لتفسير ديني من قبل الدعاة الذين عادة ما يتدخلون في كل صغيرة وكبيرة في البلاد، لكنها خضعت بالمقابل لـ”تفسير” مغاير من قبل الدعاة المعارضين لسياسة السعودية في المنطقة، وهو ما حمل هذه الظاهرة الطبيعية أكثر مما تحتمل في الواقع.
وفسّر الداعية عائض القرني في فيديو تناقلته عدد من الصفحات الاجتماعية سبب نزول المطر بقوله “قال تعالى “وهو الذي ينزّل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته وهو الولي الحميد”، قال ينزل الغيث ولم يقل المطر لأن فيه رحمة وإغاثة، وقال: من بعد ما قنطوا، لأن هذا أبعد في القدرة أي أن الناس قنطوا ويأسوا ولكن الله قريب مجيب رحيم، و”ينشر رحمته” لأن الغيث والمطر بلا رحمة لا ينفع، ولكنه ينشر معه الرحمة في الآفاق مع الإنسان والحيوان والنبات، و”هو الولي الحميد” لأنه محمود في ولايته ومن حمْده في ولايته أنه توّلى عباده وأعطاهم، وليس كل من تولى حُمد إلا الله الواحد الأحد. مُبارك لمن نزل عليهم الغيث في بلادنا وبلاد المسلمين، وأبشروا بالغيث، لن تُهلك الأمة بقحط ولا بسنة عامة، تقبّل الله منا ومنكم وعليكم، اللهم اجعله صيّبا نافعا”.