تابعنا على غرار غيرنا من المهتمين بشأن العام والمسار التحرري على وجه الخصوص مؤتمر مبادرة الانبعاث ايرا الذي جاء بيان الختام في محورين ولكي نتمكن من تفتيته
لنصل لقراءة متبصرة وتحليل موضوعي بعيدا عن التحامل
فبعد تجاوز الشكر والتقدير لسيدات والسادة انغمس البيان كثيرا في الثناء على الرفاق ونضالهم المستميت في العقد اليتيم الفارط وما بذل من عمل لإنجاح النسخة الثالثة من المؤتمر على التوالي ما جعلنا نرتبك ونعيد قراءته من جديد لنتأكد هل نحن أمام بيان افتتاحي أم حقا قض طوينا ثلاثة أيام من التفكير وجلد الذات لنصل إلى هكذا بيان والجواب بالتأكيد نعم والسؤال لماذا تجنبنا شكرهم في بيان الافتتاح وإذا كنا قد قدرنا جهدهم فيه مالدوافع خلف التكرار لملأ الفراغ ...
بعد ذلك خاض البيان في ضرورية التمسك بالدين على نهج الرسول ص حتى ظننا انه مختوم من طرف إحدى الجماعات المستوطنة في العراق وبلاد الشام أو كأنهم متهمون بأفعال تتطلب منهم إظهار للموريتانيين انها لا تعبر عن منهجهم القويم التباع النبي من خلال التمسك بالدين الحنيف, درج الزعيم منذ ما سماه بالانتصار للكتاب والسنة على التبرير ساحته من ما فعل في حق كتيبات النخاسة كما درجت عادته في استثمار الفرص في الحث على نهج صاحب البيان القويم حتى ذهب بعض السذج من قومه في تحليلهم أن دوافع إيداعه ملف الترشح في اللعبة الرئاسية الماضية كان الغرض منها تطهير جسده من شوائب وأخذ صك الغفران من معبد المجلس الدستوري مع أني لا اعتقد أن الزعيم يوافقهم في ذلك بل كان على يقين انه منتصر
لكن استمراره في التبرير يضعنا أمام شك وتصديق إيحاءاتهم لما بذل الرجل من تشدد بتمسك بعهد الصحابة منذ خروجه من السجن على اثر حرق الكتيبات
وهو يواظبته على التقرب من الصالحين فبعد خروجه حط رحاله على جماعة الدعوة واصطحبهم وهاجرة إلى معط مولان لتلقين الأطفال الورد التجاني
ومع هذا كله لا يزال الزعيم يقدم أكثر من توضيح حول ما قام به مع انه لم يعد احد يولوا أي اهتمام لتك الكتيبات وذاك من فضله
المحور الثاني من "سأقول لكم رفاقي ورفيقاتي وصولا الى النهج الجديد لنضال" لم يضعنا بيان الختام أمام منهج واضح المعالم نستطيع من خلاله معرفة توجه الحركة مكتفيا بمجموعة من عموميات الكلام "الانفتاح تطوير التوجهات الأسلوب التكاتف مع التقدميين الديمقراطيين" مع أني لم أكن اعلم انه في بلادنا تقدمي يستحق أن نجعله سند ورفيق
خاتما المحور بالسود وفي الحقيقة لم اعد افهم هل الرجل لم يعد يؤمن بالحرطنة أم أن الحراطين غير موجودين أصلا وأين هي المطالب التي نادينا بها سابقا بضرورة رسم على جدار الدستور ولو كوليمة حراطين بسكون اللام ونحن كنا نلوك كل من استخدم كلمة السود
كبديل عن الحراطين مع العلم انه لم اقتصرنا على السود في أول مشوارنا لكسبنا
يختم البيان بصالون لتلاقي والفكر والتسامح والتآخي مع الموريتانيين وقد انتقد الزعيم ذات مرة ونحن معه كنا منتقدين مسعود لطلبه الصفح من كل المواطنين في مهرجان أطار 2009 وبعد تسع أعوام يدرك الزعيم أن مسعود قد صاب كبد الصواب لكنه هذه المرة جحدها إلا أننا مازنا ننتقده كما ننتقد الزعيم فخلو البيان الختامي من كلمة الزعيم تضعنا أمام أكثر من سؤال وشك حول مشروع الزعيم الضخم الذي سينقذ به البلاد مع أن المؤتمر لم يخلو فقط من كلمة الحراطين وإنما كان خاويا من كبار منظري ومدوني الحركة في الفترات الأخير ولم نعرف مصيرهم مع أن ذلك شأن داخلي لا علاقة لنا به
ما أريد إلا الإصلاح ما استطعت إليه سبيلا
محمد فال نوح