اثار رفض امام مسجد ابي تلميت الصلاة على احد موتاهم غضبا عارما في صفوف ساكنة المدينة، حيث اعاد بعضهم الامر الى عنصرية الامام اتجاه بعض الشرائح الاجتماعية، فيما رده البعض الآخر الى الفكر السلفي المؤيد للداعش الذي كثيرا ما عبر عنه الامام وتغني الامام على مجازرها في كل من سوريا والعراق -حسب وصفهم-.
وعلى صعيد منفصل كتب الناشط الحقوقي يعقوب ولد السالك تدوينة على صفحته في الموقع الاجتماعي فيسبوك، تساءل فيها عن سبب تصرف الامام غير المؤصل شرعا.
وجاء في تدوينة ولد السالك، ما نصه:
توفي مسّه ولد الصبار، الملقب "الفيجح"، يوم الاثنين 13 مارس 2017، وتوافدت ساكنة بتلميت، عن بكرة أبيها، من كل فج، لتودع من كان يُدخل السرور علي الكبير والصغير.
كانت صدقات "الفيجح" تصل القريب والغريب.. كان ملتزما في مواعده الرمضانية بإفطار من استطاع من الصائمين.. كان متعودا على التصدق على مساجد المدينة وأراملها وأيتامها.. كان يمازح الكل، ويدخل البسمة على الكل، ويطرب الجميع، لكن الإمام الراتب (وريث الإمامة) لم يكن في الموعد ليتقاسم آلام المؤمنين، فرفض – للأسف- أن يؤم الصلاة على المغفور له "الفيجح" متناسيا أن من البر أن يكرم المرء أهل بر أبيه، فالمرحوم كثيرا ما مازح والد الإمام العالم الجليل الإمام الشيخ أحمد ولد المصطفى. كان الإمام الراحل (والد الإمام الحالي) يشهد للفقيد الفيجح، كما يشهد له الجميع، بصدقة الجهر والسر، وبحسن معاشرة الناس، وبمودة الجميع، مع ما حباه الله به من القبول وخفة الدم وحب الدعابة بما يدخل الفرح والسعادة في قلوب المسلمين. فمن أين جاء الإمام بفعلته هذه؟ وعلى أي أساس شرعي استند؟.. فالمرحوم الفيجح لم يكن كافرا ولا مرتدا ولا منافقا، بل يشهد له جميع من عرفوه بأنه مسلم يحب مدح النبي صلى الله عليه وسلم ويكثر صدقات السر على المحتاجين.
لقد تأثر جميع سكان بتلميت، خاصة معارف وجيران الفقيد في حي اجّـنكه العريق، من هذا التصرف الغريب غير المؤصل شرعا.
فصلاة الجنازة فرض كفاية يستحقه كل من مات مسلما أو مات وهو يظهر الإسلام، وقد أكد النووي بأن ذلك هو إجماع العلماء بلا خلاف. وحسب كتب الفقه، فلم يرد في الأدلة الشرعية استثناء أي مسلم من الصلاة عليه إلا إذا كان شهيد معركة جهادية أو كان مرتدا، ومعلوم أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن يصلي على من استشهد في الجهاد. ومهما يكن فإنه من حق الفيجح علينا، ومن حق الإمام المرحوم المعتدل أحمد ولد المصطفى علينا، أن نشجب هذه الفعلة الشنيعة الغريبة على مدينتها وعلى دينها المنفتح غير الظلامي وغير المتطرف، كما أنه من حقهما علينا أن نترحم عليهما ونرجو من الله أن يمن عليهما بواسع مغفرته.
عنوان التدوينة الاصلي: رحم الله والدكم، أيها الإمام!
للناشط يعقوب ولد السالك