ما بين المغايرة الجنسية (heterosexuality)، والمثلية الجنسية (homosexuality)، وازدواجية التوجه الجنسي (bisexuality)؛ هل تعرف عدد التصنيفات المعترف بها لتحديد نوع الجنس أو الميول الجنسية لدى البشر؟
بحسب النسخة الإسبانية لهيئة الإذاعة البريطانية BBC، فإن الأمم المتحدة تقبل - على سبيل المثال -، الاعتراف بـ "الخنثى" أو ما يطلق عليه الجنس الثالث والذي لا يتم تصنيفه كذكرٍ أو أنثى، حتى أن هناك اعترافاً ووضعاً قانونياً في بعض دول العالم كما هو الحال في الهند.
إذ سمحت المحكمة العليا في الهند لهؤلاء الأشخاص الذين يرغبون في تصنيفهم كجنس ثالث باستصدار الوثائق الرسمية المعترف بها لدى الحكومة.
ويستخدم هذا المفهوم للاعتراف بأن التصنيف الجنسي للبشر لا يقتصر فقط على تصنيف ذكر أو أنثى، إذ تؤكد جمعية علم النفس الأميركية APA بأن المصطلحات المستخدمة لوضع مفهوم الهوية الجنسية أوالتوجه الجنسي (رجل أو امرأة أو شيء آخر)، تختلف باختلاف الأشخاص.
ويبرز هذا الموقف الذي تتبناه الأمم المتحدة في هذه الفقرة ضمن المبادئ التوجيهية للمنظمة، "يتطور فهم هذه التعاريف، وأحياناً قد يتغير استخدام هذه المصطلحات بمرور الوقت".
وفي دراسة نفسية نشرتها جامعة كامبريدج في المملكة المتحدة، اتفقت نتائجها حول علم نفس السحاقيات (Lesbians)، والمثليين (Gays)، ومزدوجي التوجه الجنسي (Bisexual)، والمتحولين جنسياً (Transgender) وأحرار الجنس (Queers) مع الموقف الذي تتخذه الأمم المتحدة.
وبحسب النسخة الإسبانية لهيئة الإذاعة البريطانية BBC، لا يوجد تعريف عالمي متفق عليه لكل من هذه المصطلحات، لأن الكثير منها يرتبط بالثقافة الغربية، حتى أن بعض الثقافات الأخرى تستخدم كلمات ومفاهيم مختلفة للإشارة إلى الشيء ذاته.
أحرار الجنس (Queers)
يستخدم أحد هذه المصطلحات لوصف التوجه الجنسي أو الهوية الجنسية أو التعبير الجنساني (أي طريقة إظهار الرجولة أو الأنوثة)، بشكل لا يتفق مع المعايير الاجتماعية السائدة في مجتمع ما.
فوفقاً لجمعية علم النفس الأميركية APA، تم استخدام مصطلح Queer تاريخياً في اللغة الإنكليزية بشكل مهين لازدراء الأشخاص المنتمون إلى ما يعرف بـ "مجتمع LGBTQ" والتي تشير إلى اختصار الأحرف الأولى للمصطلحات الإنكليزية التي تشير إلى (السحاقيات، والمثليين، ومزدوجي التوجه الجنسي، والمتحولين جنسياً).
أما اليوم، فيستخدم العديد من الناس هذا المصطلح بصورة محايدة أو حتى إيجابية في بعض الأحيان.
ووفقاً لـ APA، فإن العديد من الشباب والشابات يستخدمون "هذا المصطلح لعدم تحديد الهوية كرجل أو امرأة، أو ما يعرف أيضاً بازدواجية التوجه الجنسية، كما أنه يمنح مجالاً للهروب من القيود التقليدية التي تفرضها مصطلحات مثل السحاقية أو المثلية أو الثنائية الجنسية".
وتضيف الجمعية الأميركية "كما أنه يُعرف بالانسياب أو السلاسة الجنسية".
الخنوثة (Intersexuality)
يستخدم هذا المصطلح للإشارة إلى الأشخاص الذين وُلدوا بتشريح جسماني وهرموني وأعضاء جنسية لا تتوافق مع التعريف التقليدي المعروف لأحد الجنسين من ذكرٍ أو أنثى.
هذه السمات المختلفة قد تظهر بوضوح منذ لحظة الولادة، أو قد تظهر في وقت لاحق، عادة في مرحلة البلوغ.
ووفقاً لبرنامج الأمم المتحدة للتنمية، "فبالرغم من وجود حالات طبية مختلفة لثنائيي الجنس، إلا أن المنتمين إلى هذه الفئة لا يوافقون على تصنيفهم ضمن تعريف طبي منفصل".
تضيف المنظمة، "الكثير من الأطفال ثنائيي الجنس يخضعون لتدخلات طبية وعمليات جراحية في الأعضاء التناسلية؛ لذلك تتأقلم أجسادهم مع أحد التعريفين الجنسيين المقبولين ثقافياً واجتماعياً".
التعددية الجنسية
وفقاً لمركز LGBT في جامعة ويسكنسون ماديسون في الولايات المتحدة الأميركية، يستخدم مصطلح الجامعة الجنسية للإشارة إلى الأشخاص ذوي التوجه الجنسي المزدوج الذي يستند إلى الانجذاب لخصائص جسمانية أو صفات شخصية معينة، وقد تتوافق مع السمات الجنسية التقليدية والهوية الجنسية للرجل أو المرأة وقد لا تتوافق.
وفقاً للمنظمة، تتألف التوجهات الجنسية للشخص ذي الجامعية الجنسانية من عدة توجهات أو تعبيرات جنسية.
لهذا، يستخدم هذا المصطلح للتعرف على الشخص صاحب أكثر من هوية أو الذي لديه العديد من الهويات الجنسية.
المتحولون جنسيّاً (Transgender)
وفقاً لمنظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، يستخدم هذا المصطلح للإشارة إلى الأشخاص الذين لا تتوافق هوياتهم الجنسية وتعبيرهم عنها مع المعايير والتوقعات المرتبطة بالشكل التقليدي الرجل أو المرأة.
لا يتم تعريف الشخص المتحول جنسيّاً بناء على الجنس الذي وُلد به؛فالمرأة المتحولة مثلاً وُلدت بأعضاء جنسية ذكرية ولكنها كانت تشعر من داخلها بأنها امرأة، بينما الرجل المتحوّل قد ولد بأعضاء جنسية أُنثوية ولكن يُشار إليه كرجل.
ووفقاً لبرنامج الأمم المتحدة المشترك لفيروس نقص المناعة البشرية، تشير التقديرات إلى أن 1% من الأشخاص البالغين هم من المتحولين جنسيّاً.
اللاجنسية
وفقاً لتعريف قسم الدمج والمساواة في جامعة بيركيلي في الولايات المتحدة؛ يستخدم هذا المصطلح للإشارة إلى الأشخاص الذين لا يشعرون بأي ميول أو رغبات جنسية تجاه أي من الجنسين، وهذا ما يفسر استخدام مصطلح "عديمو الرغبة الجنس" للإشارة إلى الأشخاص الذين يفتقرون إلى تحديد التوجه الجنسي أو الهوية الجنسية.
عادة ما يحتاج الأشخاص المُدرجون في هذا التصنيف بعض الوقت لمعرفة كيف يشعرون بشكل واضح.
في النهاية، فإن المنظمات المعنية بالدفاع عن حقوق الأشخاص المنتمين إلى رابطة LGBT تستخدم مصطلح (الاستجواب أو توجيه الأسئلة) لتحديد العملية التي يستكشف الأفراد من خلالها توجهاتهم وميولهم الجنسية.