بزرع هذه الرقائق تحت الجلد أخذ مئات الاستراليين يتحولون الى "سوبر" بشر يستطيعون فتح الأبواب واضاءة المصابيح وتشغيل الكومبيوترات دون ان يستخدموا أيديهم بأي شكل من الأشكال.
احد هؤلاء المواطنين شانتي كوربورال من مدينة سدني التي زرعت اثنتين من هذه الرقائق تحت جلدها.
وهي تستطيع الآن ان تفتح سيارتها وتدخل مكان عملها دون مفاتيح معربة عن الأمل بأن تستغني تماماً عن محفظة نقودها وبطاقاتها.
وقالت شانتي ان هذه الرقائق تمكن الانسان من ان يعيش حياته دون قلق بشأن كلمات المرور وارقام الهوية الشخصية معربة عن الأمل بأن تتولى الرقيقة الالكترونية تسديد اثمان مشترياتها ايضاً في المستقبل.
وأوضحت شانتي ان الشخص يُمنح رقم هوية يمكن ان يُبرمج في الرقيقة الالكترونية بحيث تفتح الباب والكومبيوتر وآلة الاستنساخ بلا أدنى حركة من اليد.
وتستطيع الرقيقة الالكترونية التي لا يزيد حجمها على حبة القمح أو الرز ان تقوم بدور بطاقة الأعمال ونقل تفاصيل العقود التجارية الى الهواتف الذكية وحفظ معلومات طبية معقدة.
وتلقت شانتي على فايسبوك رسائل من مسيحيين متزمتين تقول لها ان مصيرها سيكون نار جهنم بسبب زرع هذه الرقائق تحت جلدها ولكن غالبية ردود الافعال كانت تتسم بالفضول والاستغراب.
وقالت شانتي ان جدتها تريد ان تُزرع لها رقيقة وان اصدقاءها يحسدونها على رقائقها.
وحين ادركت هذه الشابة الاسترالية البالغة من العمر 27 عاماً ان كثيرين يرغبون في زرع هذه الرقائق تحت الجلد اطلقت خدمة توزيع في استراليا مع زوجها.
تكلف الرقيقة ما بين 80 و140 دولارا حسب درجة تطور التكنولوجيا المستخدمة فيها ويتقاضى الطبيب 150 دولارا عن عملية زرعها تحت الجلد.
وبحسب شانتي كوربورال فان الرقيقة تُزرعبعملية صغرى يُستخدم فيها مخدر موضعي وحقنة وفحص بالموجات فوق الصوتية للتأكد من ثباتها.
وزرعت شانتي وزوجها رقيقة لتحديد الهوية بموجات الراديو في اليد اليسرى وأخرى لاتصالات المجال القريب في اليد اليمنى.
ويكاد مكان زرع الرقيقة ألا يكون مرئيا لأن الأثر الذي تتركه عمليه الزرع صغير بحجم النمشة.
وكان الاميركي امل غرافسترا الذي يعتبر رائد هذه التكنولوجيا أصبح اول شخص في العالم زُرعت له رقيقة في كفه لتحديد الهوية بموجات الراديو في عام 2005.
ومنذ ذلك الحين فتح مخزناً على الانترنت لبيع هذه الرقائق الى الراغبين في "تحديثأجسامهم".
ونشر غافسترا كتاباً عنها وتحدث في مؤتمرات تكنولوجية وظهر في افلام وثائقية.
وقال غافسترا لموقع نيوز الاسترالي ان الرقيقة الالكترونية تختلف اختلافاً تاماً عن الهاتف الذكي من الناحية النفسية لأنها تدخل في الجسم. واضاف انها مثل الكلية التي تعمل بلا توقف لكن الانسان لا يفكر فيها، وهي ليست شيئاً يتعين ادارته.
واكد غافسترا ان الرقيقة التي زُرعت في يده اعطته "القدرة على التواصل مع آلات" لأنها مندمجة بكيانه.
وقال غافسترا انه يدرك التحفظات الأخلاقية والمخاوف الأمنية ولكنه يشير الى ان البيانات تكون مشفرة وان غالبية البطاقات المستخدمة الآن ليست بطاقات "مأمونة" أصلا وكل ما في الأمر انها "عملية حوسبة تجري في الجسم".
وينشط غافسترا الآن للدفاع عن حق المواطنين في استخدام هذه الرقائق. وهو يرى ان تدمير الرقيقة يمكن ان يُعد في بعض الحالات اعتداء ، كما في حالة تدمير جهاز تنظيم ضربات القلب. ومن الأخطار الأخرى التي ينبه اليها قيام الحكومات باستخراج الرقائق أو ما فيها من بيانات بالاكراه من اصحابها.
وقال غافسترا انه يريد ان تُعامل هذه الرقيقة وكأنها عضو من اعضاء الجسم.
وسمحت شركة في السويد لموظفيها باستخدام الرقيقة الالكترونية بدلا من بطاقة المرور لدخول مكان العمل فاختار 400 موظف الرقيقة على البطاقة التقليدية. ولكن غافسترا يقول ان غالبية استعمالات الرقيقة الالكترونية تحت الجلد تتركز الآن على البيت والكومبيوتر منوها بامكانية استخدامها لاحقا لتسديد الفواتير والمدفوعات على اختلافها.
ومن الاستعمالات الأخرى تعقب الأطفال لطمأنة الآباء الى وجودهم سالمين في المدرسة أو اللاجئين في المخيمات.
ويمكن ان تتقاسم الرقيقة الالكترونية ما تجمعه من بيانات عن التمارين البدنية والنوم مع صاحبها وطبيبه. كما ان الجيل المقبل من هذه الرقائق يمكن ان يطلق الدواء في الجسم عند الحاجة.