في مشهد تمثيلي هو الأول من نوعه، أجرى ثلاثة ممثلين بريطانيين “تجربة إجتماعية” على شاطيء مدينة إسكس في المملكة المتحدة بهدف إختبار ردة فعل البريطانيين عند اعتراض الشرطة لامرأة مسلمة وإجبارها على خلع البوركيني (لباس البحر الشرعي) اسوة بما حدث في مدينة نيس الفرنسية. ولعب الثلاثة أدوار الشرطي وامرأة مسلمة محجبة تدعى أمينة، وهو إسم مستعار، ومصور. وإقترب الشخص الذي لعب دور الشرطي من المرأة وطلب منها أن تخلع البوركيني قبل أن يحاول خلعه بالقوة.
وعلى الرغم من أن العديد تجاهل المشهد في بدايته، إلا أن النتيجة النهائية كانت مدهشة حيث أحاط أكثر من عشرين شخصا الشرطي ودافعوا عن حق امينة “في إرتداء ما يحلو لها.”
وصرخت امرأة في وجه الشرطي بعد أن حاول نزع حجاب أمينة وقالت: “لا يمكنك أن تفعل ذلك. إنها إنسانة، ولا تستطيع أن تميز ضدها بسبب دينها”. وسرعان ما كشف الممثلون الثلاثة عن هويتهم، وأعلنوا للحضور أن الأمر لم يكن سوى “تجربة اجتماعية” لرصد رد فعل البريطانيين لو تعرض شخص لمثل الموقف الذي حدث في فرنسا”.
وقالت امرأة ترتدي غطاء رأس رماديا وهي في حالة الصدمة بعد إدراكها أن ما حدث كان مجرد مشهد تمثيلي: “لقد توقف قلبي عن النبض. أنا سعيدة للغاية لأن ما حدث ليس حقيقيا وهو مشهد تمثيلي فقط، أنا على وشك البكاء.”
وحصل الفيديو الذي نشر على موقع “يوتيوب” أكثر من 150 ألف مشاهدة خلال أقل من 24 ساعة من نشره، فيما تداولته العديد من المواقع الإخبارية في بريطانيا والعالم وإنتشر بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.
من جهة أخرى، انتقد بعض الذين شاركوا الفيديو غياب أصحاب “البشرة البيضاء” عن المشهد وعدم قيام أي منهم بالدفاع عن أمينة بعد أن بدا واضحا أن معظم الذين تعرضوا للشرطي هم من البشرة الداكنة أو أصول أفريقية وآسيوية.
ويذكر أن حركة مناهضة العنصرية في بريطانيا دعت الأسبوع الماضي للتظاهر أمام مبنى السفارة الفرنسية في لندن احتجاجا على إجبار سيدة مسلمة على خلع رداء البحر الإسلامي (البوركيني) على شاطئ مدينة نيس الفرنسية، وذلك بعد أن حظرت المدينة هذا اللباس الإسلامي على شاطئ البحر.
وقال منظمو المظاهرة على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” “هذا الأسبوع رأينا الشرطة المسلحة الفرنسية تحيط بامرأة مسلمة على الشاطئ في مدينة نيس وإجبارها على خلع ملابسها، هذا جزء من السياسة العنصرية التي تفرض على المرأة المسلمة في فرنسا، حيث أنه وحتى الآن قررت 15 مدينة فرنسية فرض الحظر على ارتداء البوركيني على الشواطئ بحجة حماية السكان في فرنسا من الإرهاب والأفكار المتطرفة، ولكن اختيار النساء التستر على الشواطئ ليس خطرا على المجتمع″.
وكانت مجموعة من أفراد الشرطة المسلحة الفرنسية يحملون أسلحة نارية أحاطوا بسيدة مسلمة على شاطئ بحر مدينة نيس الفرنسية وأجبروها على خلع رداء البحر الإسلامي الذي يعرف بالبوركيني، وذلك تطبيقا لقانون سنته المدينة بعدم ارتداء هذا الزي، بحجة أن هذا اللباس يزيد من التشدد في المجتمع الفرنسي ويناهض القيم الفرنسية العلمانية.