أعلنت منصات إخوانية صباح اليوم الاثنين عن وفاة الفاتح علي حسنين، وهو طبيب سوداني وقيادي بالجماعة، كاشفة من خلال سيرته الذاتية عن سر تغلغل الجماعة في البوسنة وشرق أوروبا.
وكشفت منصات الإخوان أن الداعية السوداني والطبيب الفاتح حسنين لفظ أنفاسه الأخيرة صباح اليوم بعد معاناة مع المرض، معلنة أنه كان المستشار السياسي للرئيس البوسني السابق علي عزت بيجوفيتش بل وصل إلى رئاسة البوسنة والهرسك بالنيابة، وكان له دور في تزايد نشاط الجماعة في دول شرق أوروبا.
وأضافت أن ﺣﺴﻨﻴﻦ من مواليد العام 1946 ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻛﺮﻛﻮﺝ ﺑﻮﻻﻳﺔ ﺳﻨﺎﺭ جنوب شرق السودان، تخرج من كلية الطب ﺑﺠﺎﻣﻌﺔ ﺑﻠﻐﺮﺍﺩ بيوغسلافيا السابقة، وأسس ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻟﺸﺮﻕ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ، كما أسس اتحاد الطلاب المسلمين في يوغسلافيا، واتحاد طلاب المسلمين بشرق أوروبا وكلها تنظيمات تابعة لجماعة الإخوان والتنظيم الدولي.
ساهم القيادي السوداني في تأسيس حزب العمل الإسلامي الذي تولى الحكم في البوسنة في التسعينيات، وتأسيس الحزب الديمقراطي في بلغاريا، وأسس ودعم كل معسكرات اللاجئين البوسنية في كل من تركيا، كرواتيا، النمسا، المجر، سلوفاكيا والتشيك، كما أسهم في تشكيل وتأسيس روابط ومنظمات تنسيق العمل الإسلامي والعربي بأوروبا مثل اتحاد المنظمات الإسلامية ومقره ألمانيا.
يذكر أنه قبل عامين وبعد تزايد الضغوط على جماعة الإخوان لترحيل عناصرها من تركيا التي دخلت في تفاهمات للتقارب مع مصر قررت الجماعة التوجه نحو البوسنة وشرق أوروبا من أجل توفير ملاذات آمنة لعناصرها وقادتها الذين سيغادرون تركيا.
اختيار البوسنة كملاذ أخير
واختارت الجماعة البوسنة كملاذ جديد، نظرا لتزايد نفوذها وتواجدها هناك منذ أوائل التسعينيات من القرن الماضي، وهو ما وضح من تواجد القيادي السوداني الراحل في منصب مستشار الرئيس البوسني السابق وتوليه رئاستها بالنيابة.
ونشطت قيادات الجماعة هناك ومارست دوراً كبيراً في تزايد وتغلغل النفوذ الإخواني في البوسنة، ومن أبرزهم أحمد الملط وعبد المنعم أبو الفتوح، الذي كان يعتبر الأخطر في هذا الملف، وفقا لنصيحة من معلمه محمد فريد عبدالخالق.
وكان اللواء عادل عزب، مسؤول ملف النشاط الإخواني الأسبق بجهاز الأمن الوطني، والشاهد في قضية التخابر المتهم فيها الرئيس المصري المعزول محمد مرسي، قد كشف من قبل تفاصيل التواجد الإخواني في أوروبا وتزايد نشاطه منذ الستينيات حتى الآن.
وأوضح في تصريحات سابقة لـ"العربية.نت" أن التنظيم الدولي للإخوان أنشأ له فروعاً في أوروبا وأميركا بمساعدة جهات غربية.
وتابع أنه منذ أوائل الستينيات، أنشأ الإخوان مركزين للتنظيم الدولي بجنيف وميونخ، وكانت البداية الحقيقية للتنظيم الدولي الذي أسسه سعيد رمضان زوج ابنة حسن البنا، الذي كان يتنقل بين الدول مستخدما 7 جوازات سفر لعدة دول بينها إيران وباكستان.
وأضاف أنه في بداية الستينيات تم وضع النواة الأولى لتأسيس اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا ومقره بريطانيا، كمظلة تحوي الأنشطة الإخوانية في أوروبا، والذي تأسس بشكل رسمي عام 1989، ويضم حالياً 30 اتحادا على مستوى أوروبا.
وذكر عزب أن أبرز الاتحادات كان اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا، الذي تأسس عام 1983، ويضم 250 جمعية وفرعاً على مستوى فرنسا، الذي أعقبه إنشاء هيئة الإغاثة الإسلامية في برمنغهام عام 1984 في بريطانيا، وتضم حوالي 80 فرعاً بكافة دول العالم.
إضافة إليهما هناك الجمعية الإسلامية بشمال أميركا عام 1963 بولاية إنديانا، والتي تعد المرتكز الرئيسي للحركة الإخوانية في أميركا، ثم الاتحاد الإسلامي العالمي والمنظمة الطلابية عام 1969، الذي تأسس في المركز الإسلامي في ايخن بألمانيا، ويتبعه العديد من الاتحادات الطلابية في أوروبا وأميركا وكندا والمملكة المتحدة وإيران.
ولفت إلى أنه عقب إنشاء تلك الفروع والجمعيات تم حصد وجمع الكثير من التبرعات واستخدام تلك الأموال في إقامة كيانات اقتصادية كبيرة في أوروبا.