أودت 8 شهادات نسائية عبر وسائل إعلام، الى استقالة نائب رئيس البرلمان الفرنسي وهي نهاية وصفت بـ«الفضيحة». إذ أستطاعت عضوات في حزب أنصار البيئة «الخضر» الإطاحة بدوني بوبان، بعد إتهامهنّ له بالتحرش الجنسي. وهي فضيحة هزت الوسط السياسي الفرنسي، منذ صباح أمس، ولا تزال مادة دسمة في وسائل الإعلام، وعنونت عليها مواقع الكترونية متخصصة بأخبار المشاهير.
وهذه القضية الجديدة التي طاولت بوبان المتزوج من وزيرة الإسكان الحالية ايمانويل كوس، لم يكن لها وقع المفاجأة في حزب الخضر. إذ يبدو أن كثراً في الحزب على دراية وعلم سابقين بتصرفات الرجل مع النساء، والتي تعد «تحرشاً» جنسياً لا يليق برجل يتعاطى السياسة، ويمسك بزمام مسؤوليات عالية الحساسية. وهو أمر يلقى أهمية كبرى في بلد مثل فرنسا، حيث القوانين صارمة في هذا الشأن، ولا تمر مرور الكرام.
واختارت الوزيرة كوس، زوجة بوبان عدم اللجوء إلى الصمت حول هذه القضية وقالت في حديث إلى إذاعة «فرانس انفو» أنها «متأثرة جداً، وأن الكلام يدور حول قضية «بالغة الخطورة» وإذا ثبتت صحتها فإنها ينبغي أن تحال على القضاء.
وعلى الرغم من ذلك، نفى بوبان عبر محاميه التهم الموجهة إليه ووصفها بأنها خالية من الصحة، وقرر التقدم بشكوى ضد «ميديا بارت» و «فرانس انتير» بتهمة التشهير، وهما أول المؤسسات الاعلامية التي نقلت هذه الشهادات عبرهما.
ولم تقدّم أي من النساء الـ8 شكوى قضائية، لكن النيابة العامة الباريسية قررت فتح تحقيق أولي حول القضية والإستماع إلى شهاداتهن والتحقق منها. وتوالت الانتقادات الموجهة لبوبان من مختلف الشخصيات السياسية التي دعا بعضها إلى استقالته من المجلس النيابي.
وجاءت هذه الشهادات بعد خمس سنوات على فضيحة فندق «سوفيتيل» في نيويورك، التي قضت على مسيرة الوزير الاشتراكي السابق دومينيك شتروس كان للرئاسة، وبعد عام على نشر 40 صحافية فرنسية نداء يدين الممارسات غير اللائقة التي يتعرضن لها من جانب السياسيين كونهن نساء.
وأشاد حزب الخضر في بيان بشجاعة النساء الـ8 لإقدامهن على «كسر الصمت» واعداً بـ»إجراءات داخلية» لتمكين من يتعرضن للتحرش من البوح بما تعرضن له بسهولة وحرية أكبر من دون التعرض لهن.
وعن دواعي توجه النساء إلى الإعلام للحديث عما تعرضن له، قالت إحداهن، ساندرين روسو، أن ما استفزها هو صورة نشرها بوبان على «تويتر» في اليوم العالمي للمرأة ويظهر فيها بشفاه محمرة محاطاً ببعض النواب وأرفقها بعبارة تدعو للإلتزام بالعمل ضد تعنيف النساء.
ونشرت صحيفة «ليبراسيون» عريضة تحمل توقيع 500 شخصية نسائية تدين التصرفات الشاذة لبعض زملائهن وتدعو إلى عـــدم السماح لهم بالإفلات من العقاب.