مفارقة عجيبة قادت المخرج المصري الكبير خيري بشارة إلى عالم السينما، بعدما لجأ إلى السرقة من أجل الانتقام من جده، لكن الأمر انتهى به داخل قاعات السينما.
وفي لقاء مفتوح مع الجمهور، مساء السبت، تواجد المخرج المصري في الدورة الـ 55 من معرض القاهرة الدولي للكتاب، إذ حمل اللقاء عنوان "يوم مر ويوم حلو.. حياتي في السينما".
سرقة اللحم والذهاب إلى السينما
خيري بشارة روى تفاصيل بداياته مع عالم السينما، مؤكداً أن الأمر بدأ من خلال السرقة، حيث قرر الانتقام من جده، الذي اعتاد على شواء اللحم وتناوله مع شقيقة خيري بشارة الصغيرة، دون أن يسمح له بتناول اللحم معهما.
لذلك استغل دخول جده إلى الحمام، وحصل على سكين استخدمه في شق ملابس جده، وأخذ منها 10 جنيهات، وكانت مبلغاً كبيراً للغاية في خمسينات القرن الماضي، خرج بعدها واشترى لنفسه الطعام بالمال، كما ذهب إلى السينما، ليتعرف وقتها على ذلك العالم المدهش، دون أن يفكر وقتها في الإخراج السينمائي.
السرقة تكررت مرة أخرى، حينما استخدم خيري بشارة نفس السكين في شق حقيبة خاله، ووجد بداخلها مجموعة كبيرة من الكتب المكتوبة باللغة الإنجليزية، وقتها سأل خيري بشارة والدته عن وظيفة خاله، فعلم أنه ممثل ومخرج ومترجم.
نوبة بكاء تقوده إلى معهد السينما
بعدها تولدت رغبة داخل خيري بشارة كي يصبح ممثلا، لكن خاله سأله إن كان يستطيع أن يكون مثل النجوم الكبار، أم أنه سيصبح مثل آلاف الكومبارسات، ليشعر بشارة أنها رسالة غير مباشرة، ليدخل في نوبة بكاء طويلة.
لكنها دفعته إلى الحصول على كتاب يتحدث عن صناعة السينما، وعلم منه أن أهم عنصر لنجاح الفيلم هو المخرج، وهو ما جعله يتخذ قرارا بأن يكون مخرجا، والتحق بمعهد السينما في عام 1964.