قال السكرتير الأول لحركة صحراويون من اجل السلام، الحاج احمد باريكلا، ان رؤية ومقاربة ورسالة حركته، ان موريتانيا معنية بالأساس بالقضية الصحراوية، باعتبارها معنية بالأمر، حيث فرض عليها مجهود عسكري كبير.
مضيفا ان البحث عن الحل السلمي، يجعل موريتانيا مستفيدة بعد معاناة 50 سنة من عدم الاستقرار والمجهود العسكري لمواجهة المتطلبات الأمنية بسبب النزاع الموجود على حدودها.
وأوضح الحاج احمد، في حديث مع "المشاهد"، "كنا مناضلين في جبهة البوليساريو، امضينا 40 الى 45 سنة"، مشيرا، انه خلال السنوات الأخيرة، وبعد وقف الحرب، ودخول الأمم المتحدة، والبحث عن حل، "كشفنا مجموعة من الامور كانت أخطاء قيم بها، وليس لها تبرير، سواء على الجانب السياسي او الدبلوماسي، وحتى تسيير الشأن الداخلي، في هذه الحركة".
مضيفا، انه من: "جملة الأخطاء محاولة فرض مشروع طبيعته من بداية الامر نسخة من المشروع الليبي في المنطقة، وهو ما يفسر تحالف القذافي مع هذه جبهة البوليساريو منذ البداية، مشروع ثوري تقدمي يهدف لزعزة الأنظمة الرأس مالية، وفيها أخطاء".
مشيرا، ان هناك، أخطاء ثانية من ناحية تسيير الملف مع موريتانيا وخروجها من الحرب وطريقتها، كان هو الآخر خطأ ليس له تبرير، كما ن مسلسل السلام، وخطة الأمم المتحدة وطريقة تسييرها كانت هي أيضا خاطئة".
وعن استفتاء تقرير المصير، قال الحاج احمد باريكلا، أكد ان ستة الاشهر الأولى من 1991، شابها بعض الأمور، لأسباب عدة، نظرا لان قيادة البوليساريو ليسوا من الإقليم الصحراوي، بل من عدة بلدان، كموريتانيا والجزائر والمغرب، غير منحدرين من الصحراء الغربية، ولم تطبق عليهم الاحصائيات التي كانت مأخوذة بعين الاعتبار، حيث طالبو بتغيير الاستفتاء بإضافة 500 الى 600 الف مما جعل القضية تدخل في نفق مظلم، مؤكدا ان عملية الاستفتاء غير قابلة للتطبيق.
وأوضح، ان حركته، تبحث عن حل سياسي ينهي الصراع، مبينا ان عملية السلام التي تبنتها الأمم المتحدة، مر عليها خمسة أمناء عامون، وعشرة مبعوثين خاصين، من ضمنهم ديبلوماسيين كبار، كجيمس بيكر، وكرستوفر روس، والرئيس السابق لألمانيا المبعوث ما بعد الأخير.
وأضاف ان الظرف الذي تمر به القضية حالا، ظرف حساسا، تميز بانتهاك وقف النار "عملية الكركرات" وان الرد المغربي على اشتباكاتها مع البوليساريو، نتائجها بادية للعيان، حيث تم ادخال تكنلوجيا جديدة في الحرب، حسم الملف العسكري لصالح المغرب.
وأشار، ان هذه التراكمات اثارت الانتباه للتسيير السيئ لقيادة البوليساريو، حيث فرضت نموذج الحزب الواحد غير قابل للتيارات السياسية والنقاش الديمقراطي، نقاش تكون فيه الأمور مفتوحة.
وأضاف ان مواقع التواصل الاجتماعي، ساعدت في كشف الكثير من أخطاء البوليساريو في تعاملها مع المواطنين، من جرائم في حق الموطنين الصحراويين ومواطنين أصل موريتاني اندمجوا في هذا المشروع، حيث تم تعذيبهم وتقتيلهم في سجون البوليساريو.
مؤكد ان هذه العناصر جعلت من أصوات داخل االبوليساريو تطالب بالانفتاح والديمقراطية، وان المواضيع التي اثارت الرأي العام، كشفت الاسرار غير المعلنة نتائجها، مسيطرة على الساحة والنقاش.
وأضاف، ان تغييرات مفروضة على البوليساريو، من فقدان الزعيم محمد ولد عبد العزيز، فتح باب التبادل على السلطة الصدمة المعنوية، حيث كان هناك اجماع على القائد الحالي، لكن كان من المنتظر ان يقود مرحلة انتقالية تنتهي في وقت معين.
وأشار، ان ان البوليساريو خلال الأسابيع المقبلة، ستدخل مراحل جديدة وخطيرة.
وأوضح الحاج احمد باريكلا، ان مجموعة من الأطر والكوادر، والعسكريين اجتمعو على فكرة سديدة، وهي تأسيس حركة الصحراويين من اجل السلام للخروج من هذا المأزق.
وقال، انها جاءت كضرورة لمعالجة كوراث 1973 واكثر من العلاج السياسي البحث عن حل السلمي "يخرجهم من الورطة".
وأوضح، ان مقاربة حركته تتمثل، في مقاربة خطة للحل، عبرت عنها ندوة في شهر سبتمبر الماضي في جزر الكناري حضرها أوربيون وكل الأطراف المعنية بالملف، حيث انها خطة معقولة، وانها وجدت صدها لدى الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، لتلافي "تصادم الدولتين الجزائر والمغرب".
وعن هل هناك اتصال بين حركة صحراويون من اجل السلام والمملكة المغربية، نفى ان تكون هناك اتصالات مباشرة، مؤكدا وجود وسطاء ورسائل من خلال شخصيات وزانة، يتألفون من شخصيات وزانة ولديها وإرادة للبحث وفتح أبواب جديدة وامال جديدة.
وأضاف ان المغرب قدم مقترح للحل للسلمي على أساس مقترح حكم ذاتي 2007 في وثيقة رسمية حاولت الأمم المتحدة ان تتخذها نقطة بحث على طاولة مستديرة، معتبرا ان هذا الاقتراح يشكل قاعدة للبحث عن الحل السلمي، وان حركته مستعدة للبحث فيها وتوسيعها بما يأخذ مصالح المملكة المغربية وحقوق الشعب الصحراوي.
واعرب الحاج احمد عن اسفها على الضحايا الأبرياء الموريتانيين الذين سقطوا بعد حادثة الكركرات، مطالبا موريتانيا القيام بدور وساطة بين المغرب والجزائر لتخفيف التوتر من اجل ايجاد حل يؤدي الى الاستقرار، خاصة لما تتميز به الديبلوماسية الموريتانية من ذكاء وحكمة تحت رعاية الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني.