قال الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز إنه ليس "الوحيد الذي يملك المال في موريتانيا"، لكنه "الوحيد الذي يسأل عن ذلك"، مضيفا أنه عندما يمثل أمام العدالة فإنه سيشرح سبب ثرائه، وفي انتظار ذلك فإنه "ليس مضطرا للرد على أي كان حول أصل ممتلكاته".
وردا على سؤال ضمن مقابلة أجرتها معه مجلة "جون أفريك" الفرنسية، حول تقدير ثروته ب"90 مليون دولار تم الحصول عليها بطريقة غير مشروعة، فضلا عن ممتلكات عقارية كبيرة"، قال ولد عبد العزيز إن هذه الأرقام "فلكية، لأنها بالغت في تقدير قيمة المنازل التي أملك، وتلك التي لا أملك أيضا، ومن ضمن ممتلكاتي الخاصة، هناك مزارع قمت ببنائها منذ أكثر من 20 سنة، وهذه ليست لها قيمة مالية، ولكنها ذات قيمة رمزية كبيرة في نظري".
وأردف ولد عبد العزيز أنه لن يبيع تلك المزارع "تحت أي ظرف، حتى ولو ب100 مليون، لأنني نميتها من عرق جبيني وزرعتها بنفسي، عندما كنت ضابطا شابا، وقد وضعت أول نخيل فيها عام 2003".
وتحدث ولد عبد العزيز كذلك عن "تضخيم أسعار السيارات" التي يملك، مضيفا أن مدير الشرطة المكلفة بالجرائم الاقتصادية "اعترف بذلك" أمامه.
وحول ما إذا كان هذا الأمر قد "صدم الرأي العام" وشوه صورته الشخصية، قال ولد عبد العزيز: "حتما، عندما يقال إنني نهبت البلد وإن البعض يعاني البؤس، فهذا أمر طبيعي. إلا أن كل هذا هو تدبير من الدولة والشرطة والأجهزة الأمنية. إنها مسألة سياسية!".
قال واضاف الرئيس السابق، إنه سيشارك في الانتخابات المحلية والتشريعية المقررة في فبراير 2023، سواء من خلال حزب الرباط الوطني من أجل الحقوق وبناء الأجيال، أو من خارجه، مضيفا أنه "سيدعم أي شخص يريد تغييرا إيجابيا للبلد"، مردفا أنه أقرب إلى حزب الرباط "لأن العديد من مؤيدي وجدوا أنفسهم فيه عندما كنا بحاجة إلى إطار سياسي".
واعتبر ولد عبد العزيز، أن الدولة "إما أن تنظم انتخابات حرة وشفافة، وفي هذه الحالة تنقذ البلاد وتفقد السلطة، وإما أن تحضر انتخابات مزورة وتخسر، وتعرض استقرار البلد للخطر، أو حتى ما هو أسوأ من ذلك وجود البلد. وفي كلتا الحالتين، ليست لديها مصلحة في إجراء الانتخابات مبكرة".
واكد ولد عبد العزيز إنه لا يفهم "لماذا تنظيم انتخابات مبكرة، عندما تكون الحالة المدنية غير جاهزة"، مضيفا أن معظم بطاقات التعريف "على وشك الانتهاء وليس هناك على ما يبدو سوى 6 إلى 7 أشهر لتجديدها، ولن تكون لدى البعض إمكانية التصويت، ما يوحي بأن الدولة سوف تتجه نحو التزوير".
وأشار ولد عبد العزيز الذي يتعالج بفرنسا منذ أسبوعين، إلى أن هذه الانتخابات "لن تعكس المشهد السياسي لأن العديد من الشخصيات المعارضة، التي تم حل أحزابها أو لم يعترف بها، لا تمكنها المشاركة، ومعظم التشكيلات المرخصة موالية للنظام".
ولدى سؤاله حول ما إذا كان ممكنا أن يتحالف مع المترشح الرئاسي السابق والنائب البرلماني الحالي بيرام الداه اعبيد، رد ولد عبد العزيز بأن الأمر "غير مطروح، لأنني مع التغيير السلمي"، متحدثا بالمقابل عن أن التحضيرات جارية في حزب الرباط الوطني، من أجل عقد مؤتمره.
قال الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز إنه لا يستبعد أن يكون في الجيش الموريتاني أمثال عاصيمي غويتا، أو مامادي دومبويا، أو إبراهيم تراوري، وهم ثلاثة عسكريين أجروا انقلابات تواليا في مالي وغينيا كوناكري وبوركينافاسو.
وأضاف ولد عبد العزيز لدى سؤاله عن إمكانية وجود مثل هؤلاء العسكريين الثلاثة في الجيش الموريتاني: "يمكننا أن نتوقع كل شيء".
وأوضح ولد عبد العزيز أنه إلى غاية مغادرته السلطة "لم يكن هناك أي فرنسي، وقد تعاملنا مع مشاكلنا الأمنية بأنفسنا، وبإمكانياتنا المحدودة"، مردفا أنه لم يرد "أن تأتي فاغنر أو أي بلد آخر ويقوم بعمل الموريتانيين، لأنه لا يمكن لأحد أن يفعل ذلك أفضل منهم".
واعتبر ولد عبد العزيز أن موريتانيا واعتبارا "لماضيها وصلاتها وقربها" كان يمكن أن تلعب دورا إزاء الوضع في مالي، معبرا عن عدم رضاه "عن العمل الدبلوماسي للبلاد"، مضيفا: "نحن عمليا خارج المشهد، حيث لا حديث، ولا تحرك، ولم يعد لنا صوت يسمع".
وحول عدم انحياز الرئيس محمد ولد الغزواني لموقف المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا "إيكواس" المتمثل في فرضها عقوبات على مالي، قال ولد عبد العزيز إنه كان سيفعل "الشيء نفسه للبقاء على اتصال مع الماليين، وعدم خنق 15 مليون شخص، لأن ذلك لن يخدم المنطقة، إذ علينا أن نجعل حياتهم أسهل، فهم جيران، وستتردد أصداء أي مشاكل يواجهونها في جميع أرجاء المنطقة".
وردا على سؤال حول ما إذا كان ينبغي إعادة إطلاق مجموعة دول الخمس في الساحل أم أن الأمر هدر للوقت؟ قال ولد عبد العزيز إنه يجب "أن نبذل قصارى جهدنا لحل المشاكل، لأننا إذا استسلمنا، سيحدث الأسوأ"، مضيفا أن "الماليين إذا انسجموا مع بعضهم البعض أولا، فسيكون ذلك أسهل".
وتحدث ولد عبد العزيز عن "فقدان للثقة" و"صعوبة" للوضع في مالي، معتبرا أن غويتا "بانضمامه إلى الروس، نأى بنفسه عن زملائه الأفارقة، لكن يمكننا دائما إيجاد طريقة لإقناعه".
واعتبر ولد عبد العزيز أنه وعلى الرغم من وقوع انقلاب ثان في بوركينافاسو، وكون "غينيا ليست في وضع أفضل"، إلا أنه "يجب فهم هؤلاء الناس، والنقاش معهم لمحاولة إنقاذ المنطقة".