قال الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، إنه لم يسبق أن خطط لأن يكون رئيسًا للبلاد، رافضًا أي حديث عن ترشحه لولاية رئاسية ثانية، معتبرا أن ذلك سيخلق أجواء حملة انتخابية سابقة لأوانها.
ولد الغزواني الذي كان يتحدث في مقابلة مع مجلة «جون أفريك» الفرنسية، نشرت اليوم الخميس، قال ردا على سؤال حول إمكانية ترشحه لولاية رئاسية ثانية عام 2024: «هذا سابق لأوانه ! أولويتي هي ولايتي الحالية».
وأضاف ولد الغزواني في السياق ذاته: «حين أعلن ترشحي فإن ذلك سيخلق أجواء حملة انتخابية، بدل أجواء العمل».
وردا على سؤال حول بداية طموحه لرئاسة البلاد، وهو العسكري المتدرج في المؤسسة العسكرية، قال ولد الغزواني: «لم يسبق أن خططت لذلك».
وسألته المجلة الفرنسية إن كانت الرئاسة «مجرد فرصة سنحت له ؟»، فرد: «يمكن قول ذلك، ولو أنه من الصعب اختزال انتخابات رئاسية في مجرد فرصة بسيطة».
وجدد ولد الغزواني في المقابلة رفضه لأي حديث عن «حوار وطني»، وقال: «عندما نتحدث عن حوار وطني، فيمكن الاعتقاد بأننا في وضعية أزمة، وهذا مخالف للوضع في موريتانيا. لقد انفتحنا على المعارضة والمجتمع المدني».
وأوضح ولد الغزواني أنه «من الممكن أن تكون لدينا رؤى وبرامج مختلفة، ومع ذلك نلتقي ليسمع كل منا وجهة نظر الآخر».
وأكد أنه «بدل الحوار، يمكننا تنظيم تشاور نتطلع لأن يسفر عن نتائج إيجابية، لن تكون لدينا أي عقد للعمل على تنفيذها»، وفق تعبيره.
واشار ول\ الغزواني، إنه لم يتحدث بعد وصوله إلى الحكم مع الرئيس السابق معاوية ولد سيد أحمد الطايع، مشيرا إلى أنه حين يقرر العودة سيعود.
ويوجد ولد الطايع في منفاه الاختياري بدولة قطر منذ الإطاحة به في انقلاب عسكري عام 2005، كان ولد الغزواني أحد المشاركين فيه.
وفي رده على سؤال للصحيفة الفرنسية حول أنه تحدث مع ولد الطايع بعد تنصيبه قبل عامين، قال ولد الغزواني: «غير صحيح، لم أتحدث معه، وعودته لم يسبق أن كانت مطروحة، لا من طرفه ولا من طرفي».
وأضاف ولد الغزواني أن «وجود معاوية ولد الطايع خارج موريتانيا نابع من إرادته الخاصة. وفي اليوم الذي يقرر فيه العودة، سيعود بكل تأكيد».
وسألت الصحيفة ولد الغزواني حول تعيين آمال بنت سيدي ولد الشيخ عبد الله، في آخر تعديل حكومي وزيرة للتعليم العالي والبحث العلمي، إن كان رسالة ودية تجاه عائلة الرئيس السابق بعد أن ساهم في الإطاحة به عام 2008.
رد ولد الغزواني أنه لا يحب الحديث عن من توفاهم الله، مشيرا إلى أنه رغم تباين وجهات النظر في بعض الأحيان بينه وولد الشيخ عبد الله، إلا أنه كان يحتفظ له بالتقدير والاعتبار.
وأضاف تعليقا على تعيين بنت الشيخ عبد الله: «يجب أن نرى فيه رسالة إلى المرأة، أو رسالة إلى الشباب، نحن لا نعين شخصا لأن والده رئيسا سابقا، ولكن لأننا نعتقد أن لديه المؤهلات المطلوبة».
وفي سياق الرد على سؤال حول إمكانية استئناف العلاقات مع إسرائيل، قال ولد الغزواني: «نحن ملزمون بأن نأخذ في الاعتبار إرادة الشعب الموريتاني، المتمسك جدا بالقضية الفلسطينية، والمؤمن بأنه لا حل من دون قيام الدولة الفلسطينية التي عاصمتها القدس الشرقية».
وأكد ولد الغزواني أن «الشعب الفلسطيني يجب أن يستعيد حقه في الاستقلال، وإقامة دولته ذات السيادة».
وقال: «إنها قضية عدالة».
واكد ولد الغزواني رفضه التدخل في ملف التحقيق مع الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز، وقال: «لستٌ قاضيا لأقول إنه مذنب أم لا».
ويوجد ولد عبد العزيز في السجن منذ يونيو الماضي، في إطار التحقيق معه حول تهم فساد وغسيل أموال وإثراء غير مشروع وجهتها له النيابة العامة مارس الماضي.
الصحيفة الفرنسية في مقابلتها مع ولد الغزواني، قال إن ولد عبد العزيز تحدى الجميع بتقديم أي دليل على فساده، وسألته إن كانت العدالة بحوزتها أدلة، فرد ولد الغزواني: «بصراحة، لا أدري. منذ وصولي إلى السلطة وأنا أمتنع عن الاهتمام بالملفات التي بحوزة القضاء».
وأضاف ولد الغزواني: «فصل السلطات لا يسمح لي بالحديث في هذا الملف»، لتسألأه الصحيفة إن كان يعتقد شخصيا أن ولد عبد العزيز مذنب، فرد: «لست قاضيا لأقول إن كان مذنبا أم لا».
وأوضح ولد الغزواني: «منذ وصولي إلى الحكم لم تنظم أي انتخابات تشريعية، آخر انتخابات كانت عام 2018، لذا لا يمكن القول إن نوابه كانوا أقرب لي، حتى وإن كنت سعيدا اليوم بأغلبيتي».
وأضاف: «الموريتانيون يعلمون جيدا الظروف التي أنشئت فيها لجنة التحقيق البرلمانية، ولا أعتقد أنه يمكن اتهامي بأنني تدخلت، سواء في تشكيلها أو في مسار تحقيقاتها».
وفي سياق الرد على سؤال طرحته الصحيفة حول إمكانية تمسك الرؤساء الأفارقة بالحكم بعد سجن ولد عبد العزيز، قال ولد الغزواني: «لا أعرف أي رئيس يطلب حصانة أبدية، ثم إن الخوف من العدالة أو من تحمل المسؤولية ليس أفضل وسيلة لتطوير وتجذير الديمقراطية في بلداننا».
ورفض ولد الغزواني الرد على سؤال حول مشاعره وعلاقته الشخصية القديمة بولد عبد العزيز، وقال: «لا أحب الحديث عن مشاعري، إنها تبقى شخصية».
وقال في سياق الرد على آخر: «إذا كان علي السماح لشخص ما بالوجود، كان هو ذلك الشخص»، في إشارة إلى ولد عبد العزيز، قبل أن يضيف: «أعتقد أن اي رئيس سابق للدولة يجب أن يحتفظ بأبهة كبيرة، ويستفيد من اعتبار وتقدير الجميع، في بلده وخارجه. والرئيس الموجود في السلطة هو أول من يجب أن يقدم له الاعتبار والتقدير».
من جهة أخرى، قال الرئيس الموريتاني ردا على سؤال حول انتقاده بالعمل مع شخصيات كانت تعمل مع سلفه: «هذه التقسيمات مصطنعة وغير متفق عليها»، واضاف: «فيما نبحث عن الكفاءة والتجربة، فإننا سنحرم أنفسنا من 80 في المائة على الأقل من الأطر الموريتانيين إذا اعتمدنا هذه التقسيمات. إن هذا ليس في مصلحة أي أحد، وليس في مصلحة البلد».
وأكد ولد الغزواني قائلا: «نحن لا نقصي رجالا ونساء فقط لأنهم، في لحظة معينة، عملوا مع واحد من أنظمتنا السابقة. هذا لا يمنع إدخال وجوه جديدة، وهو ما نواصل العمل عليه».