الجزائر.. الموالاة تجدد ولاءها للرئيس والمعارضة تصر على انتقال سلس للحكم

أربعاء, 30/03/2016 - 17:07

شهدت العاصمة الجزائرية الأربعاء، مؤتمرين لأقطاب الموالاة والمعارضة الأول لحشد الدعم لرئيس البلاد عبد العزيز بوتفليقة والجيش أمام “التهديدات التي تحيط بالبلاد”، والثاني لبحث “انتقال سياسي سلمي” في بلاد تعيش استقطابا سياسيا حادا منذ تعرض رئيسها لجلطة دماغية عام 2013.

حزب جبهة التحرير الوطني الحاكم حشد الآلاف من أعضائه وقيادات من أحزاب الموالاة إلى جانب منظمات أهلية ووزراء في الحكومة في “القاعة البيضوية” للمؤتمرات في شمال العاصمة في إطار مبادرة أطلقها منذ أسابيع تسمى “مبادرة الجدار الوطني للتقدم في انسجام”.

وافتتح الاجتماع عمار سعداني الأمين العام للحزب الحاكم بكلمة حماسية قال فيها “احذروا فالإرهاب يحيط بالجزائر من كل الجهات”، في إشارة إلى الأزمات الامنية في دول الجوار مثل ليبيا شرقا ومالي جنوبا.

وتابع “هذه الأحزاب تقف إلى جانب رئيس الجمهورية لتجسيد برنامجه وكذا الوقوف وراء الجيش الوطني الشعبي الذي يرابط على الحدود لمواجهة التحديات التي تواجه الجزائر”.

وأضاف نفس المتحدث “هذا التجمع ليس من أجل أحد وليس ضد أحد وإنما من أجل الوطن”.

من جهته قال عمر غول وهو وزير السياحة ورئيس حزب تجمع أمل الجزائر(موالي) في كلمته “نحن هنا لنرسل رسالة بأن الجزائريين موحدون ومتحدون ضد أي تهديد أو محاولة زعزعة”.

وتابع “نحن هنا لتجديد الوفاء والولاء للسيد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة وللوطن، ونحن هنا لدعم جيشنا الوطني المرابط في كل شبر من تراب وطنننا حفظا لأمننا واستقرارنا”.

ووفق نفس المسؤول “ولتتأكدوا وقد تأكدتم خلال الأيام الماضية بأن الكثيرين يعملون ليلا ونهارا لإسقاط الجزائر ومحاولة زعزعة استقرارها، وتغيير مواقفها أو التخلي عن مبادئها الأساسية اقليميا ودوليا، ولكننا نقول هيهات هيهات، الجزائر مستمرة تحت القيادة الحكيمة للرئيس بوتفليقة”.

من جانبه أكد بلقاسم ساحلي أمين عام حزب التحالف الوطني الجمهوري (موالي) وهو نائب وزير الخارجية سابقا “يجب أن ننتبه إلى مؤامرات تقسيم الدول على أساس العرقيات.. يجب أن نلتف حول قيادتنا الشرعية وحول الجيش”.

وغير ببعيد عن “القاعة البيضوية” عقد أقطاب المعارضة من أحزاب وشخصيات واكاديميين المنضوين تحت لواء “هيئة التنسيق والمتابعة للمعارضة” مؤتمرا بمنطقة زرالدة شرق العاصمة لبحث “التحول الديمقراطي السلمي في البلاد”.

وقال علي بن فليس رئيس الحكومة الأسبق ورئيس حزب طلائع الحريات (معارض) “المعارضة اجتمعت خدمة للجزائر وفوق ارض الجزائر بقصد الدفع بالبلاد الى الخيارات الحقيقية ولاخيار لنا اليوم سوى الخيار الديمقراطي”.

وأوضح في تصريح للصحفيين على هامش الاجتماع “اليوم بعون الله سنقيّم مشوارنا ونحدد مستقبل الخطوات التي سنخطوها مستقبلا”، دون أن يشير إلى طبيعة تلك الخطوات.

من جهته قال عبد الرزاق مقري رئيس حركة مجتمع السلم (أكبر حزب إسلامي في الجزائر-معارض) في كلمته بالمؤتمر “إن الجهة الوحيدة التي تستطيع أن تجر البلد إلى الويلات هي النظام السياسي الحاكم. إن التوترات الأمنية لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تستحكم في بلد إلا إذا توفرت أوضاع اجتماعية مزرية وبيئة شعبية مظلومة مقهورة فقيرة”.

وتابع بالقول “إننا لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نبقى متفرجين ونحن نرى وطننا يسير نحو المجهول”.

وعن أهداف المعارضة خلال المرحلة المقبلة قال مقري “إن يقيننا بإمكانية تحقيق أهدافنا في فرض انتقال ديموقراطي سلس متفاوض عليه كبير جدا، ولو بعد حين، سواء مع النظام السياسي القائم، أو مع جزء منه في حالة تفككه، أو بدونه إذا تسبب هو ذاته في انفراط عقده. غير أن الصبر على الطريق هو الأساس″.

وتعكف أقطاب المعارضة على صياغة بيان سياسي مشترك حول الوضع العام في البلاد وطرق تجاوز ما تسميه “أزمة”، تصدره في نهاية اجتماعها مساء الأربعاء.

ويعد اجتماعا الموالاة والمعارضة بالجزائر، محطة في مسلسل الاستقطاب السياسي بين الجانبين منذ العام 2013، عندما تعرض رئيس البلاد عبد العزيز بوتفليقة، لجلطة دماغية أفقدته القدرة على الحركة، لكنه استمر في الحكم وفاز بولاية رابعة من خمس سنوات مطلع العام 2014.

وتطالب المعارضة منذ ذلك الوقت، بانتخابات مبكرة وانتقال سياسي سلمي للسلطة، بسبب مرض الرئيس فيما تقول الموالاة، إنه قادر على الحكم وسيكمل ولايته إلى العام 2019.