قبل الدخول في صلب الموضوع المتعلق بإشكالية الاستبداد والطهاد البلاد والعباد في الأقطار الواقعة في الناحية الجنوبية من المبسوطة المعروفة بربوع الشعوب العالم الثالث علينا أن نوضح في إيجاز مفهومين وهما نجمي هذا المقال المتعلق بالبحث داخل دهاليز
المنظومة القاهرة المستبدة وعقبات بزوغ شمس الحرية والإنعتاق إن الطغيان والاستبداد والدكتاتورية هما مصطلحات يرجع ظهورهما إلى العصور القديمة مما كان يتصف به أصحابها من تجبر وتعالي على باقي البشر والتدخل في نظامي خالق السماء كما وقع للعديد من أئمة هذا الثلاثي المقيت كرمسيس الثاني المعروف بفرعون والنمرود ابن كنعان ولم تتوقف هذه الظاهرة في العصور القديمة للبشرية بل تجاوزته لتكسب أنصارا جدد على غرار موسي ليني وهتلير ولنين وغيرهم من كانوا مهووسين بسفكي دماء الأبرياء لاستمتاع إلا أن ومع تقدم تلك الشعوب في أمصارها التي شهدت هذا النمط من الأنظمة واستطاعت إيقاف ذلك النزيف وكانوا أرض المنبع وكنا نحن في العالم الثالث أرض المصب!
وأصبحنا سهول خصبة وأوكار ليرتع فيه ما أستطاع الآخر القضاء عليه!
الأنظمة المتجبرة
تعتمد الأنظمة المستبدة علي أربعة مفاصل أساسية لممارسة السلطة المطلقة
أو بمعني آخر أربعة أشكال للفساد وهي ...
1- الفساد السياسي:
من بين صوره القفز إلي سدة الحكم قهرا وزوال سيادة القانون حتى يتمكن من فرض سيطرته...
2- الفساد الاقتصادي:
من صوره الإسراف وبذخ المبالغ علي كل المؤسسات وخاصة منها التي من خلالها يستطيع فرض عقليته النرجسية المهووسة بحب المال كالمؤسسة العسكرية والأمنية ...
3- الفساد القضائي :
ومن أبرز أدواته تعطيل العدالة وحرصه أي الحاكم علي فرض سيطرته على هذه المؤسسة
التي يجب أن تكون من أكثر المؤسسات احتراما لما تمثله من حساسية لكن الحكام لا يحترمون
إلا من يسابق إليهم ليشاهد معهم المسلسل الطويل المعروف
في جميع أدبيات الأنظمة الرجعية الدكتاتورية بعنوان دمقرطة الواقع ولكل زمن حكمه ...
هذا المصطلح المائع الفضفاض يتم لأحتوى به على العلماء والقضاء بالإضافة إلى عقلية الترغيب والترهيب لفرض مزيد من التشريعات تكرس حكم الطاغية أكثر فالكثر من أجل كسب وده وتأييده بعد نجاحه في استمالتهم إليه وضمان ولائهما له
لفرض الجبايات على المواطنين المغلوبين على أمرهم ذات مصادر غير الشرعية سوى أنها أنشئت لخدمته
4-الفساد الإداري :
من مظاهره تفشي ظاهرة البلقراطية بما فيها من إفساد لكل الأجهزة من الشرطة وحالة مدنية
والمحسوبية في التعين وفي الوظائف العامة ...
لقد شهدت جميع أنظمة العالم الثالث ويلات الظلم والقمع والاستعباد من طرف أنظمتها المارقة و موريتانيا ليست إلا من الاستعباديين القمعيين النفعيين وهذا ما جعل شعبها يرزح تحت وطأت الفقر والجهل والتخلف ....
فكل نظام استبدادي هو نظام كذوب، ولكنه يتعرض دائماً لخطر تصديق كذبه، فيسقط في الجب الذي حفره لشعبه ومن ألاستبداديته يستحدث أجهزة أمنية بغية إحكام سيطرته على البلاد ومقدراتها
ومع أن هذه الأجهزة وآلياتها للسيطرة على النظام نفسه. فكما أن النظام سيبقي استبداده يلجم الطاقات الحية في المجتمع وقمع كل مبادرات والحركات فإن الجهاز الأمني يمارس نفس المهمة داخل النظام، مما يدمر إمكانياته وقدراته
وأهم نتيجة لهذا المنحى التخلص من العناصر القادرة والذكية بصورة محكمة التنظيم لأن استقلاليتها كي لا تهدد سيطرة النظام القائم!
وبعكس المدينة التي تنفي خبثها، فإن النظام ينفي أذكياء، إلا من يتذاكى منهم فيخادع بالنزول إلى مستواه، فيخلو الجو للأغبياء والمتغابين...
فنحن هنا أمام نظرية نشوء وارتقاء بالمقلوب، حيث البقاء ليس للأصلح، وإنما للأفسد والأغبى والأقل كفاءة. ولا نحتاج هنا للإفاضة في تعداد أنصاره ...
إن نظام هكذا حاله لن تكون نتيجته إلا خروج أو بالأصح إخراج أهل العلم والكفاءة بغية المزيد من السيطرة على المجتمع من طرف حلف الجهالة
ولكني أكتفي هنا بالإشارة إلى عدد من الأشخاص، لا أريد تسمية أي منهم، كانت لبعضهم قدرات فكرية وعقلية لا بأس بها، وقد لعبوا أدواراً مهمة في لحظات حاسمة من عمر دولة (كوميات واليمازلن) في الحقب الفا رطة
ولكنهم اضطروا تحت ضغط داينامية النظام الإقصائية للتواري ولعب أدوار ثانوية. وقد بدأ بعضهم في تبني خطاب النظام الغبي الهابط...
ممارسا فلسفة التقية في أول الأمر، ولكنهم عادو إلى جادتي الصواب
مشحونين برفض الغير حتى منهم من أدى به الرفض وتقمصه وتبنه نضال المقاطعة
إلى أنه أصبح من الصعب الدخول معه في حوار عاقل كما كان الشأن في السابق
إن مواجهة الظلم والاستبداد في ظل حياة اجتماعية قاهرة وفقر متقع مع القمع للحريات ليسمح للمتسلطين باستغلال خيرات البلد من أجل السيطرة ...
حيال هذا الواقع المرير الذي تشهده ربوع العالم الثالث بصفة عامة
وأرض (السيبة أو بلاد السودان ولما لا لا نسمها أرض الأجداد) المغتصبة
إن ظاهرة الاستبداد ليست بجديد كما أن ثقافة الرفض والثورة على الطغاة
لتصحيح المسار وتقويم والأخت للات الموجودة
إن لم تكن سبقت الاستبداد ليست بالحديثة
لو كان الاستبداد رجلاً، وأراد أن ينتسب، لقال: أنا الشر، وأبي الظلم، وأمي الإساءة، وأخي الغدر، وأختي المسكنة، وعمي الضر، وخالي الذل، وابني الفقر، وابنتي البطالة، ووطني الخراب، وعشيرتي الجهالة.
لا تخاف أبداً أن ترفع صوتك من أجل الصدق والحقيقة ومن أجل التصعيد ضد الظلم والكذب والطمع.
عليكم أن تـقولـــوا لا ولو لـمرة واحدة لا للــــــــــخنوع ولا لـــــــــــظلم ولا للقهر والأستبداد
لو فعل كل الناس ذلك.. سيتغير العالم. عند ما تقرر الوقوف ضد الظلم، توقع أنك سوف تُشتم ثم تخون ثم تكفر لكن إيّاك أن تسكت عن الظلم من أجل أن يقال عنك أنك رجل سلام
من الممكن أن أموت مخنوقا لكن من المستحيل أن أعيش خانعا
بقلم بوبكرولد سيدي ولد أمبيريك