كتب الاستاذ والناشط الحقوقي الممعلوم ولد اوبك عن محنته امس مع نقطة تفتيش الدرك الموريتاني عند الكلم 52 من نواكشوط باتجاه نواذيبو، وعن الاهانة التي تقاها .
وكتب ولد اوبك على صفحته في الوقع الاجتماعي فيسبوك، مانصه:
"صباح الشكر لكم على كل صفات التضامن اتصالا وتدوينا ومكالمات .
#من_المعلوم : إهانتي عند الدرك
الساعة تشير إلى 2 و 34 دقيقة أصل انواذيبو
لطالما ارتبطت الدركية في ذهنيتي بكثير من الانضباط والاحترام والمسؤولية وتقدير الشخص ، لكن الغريب أن تلك الصورة النمطية تحطمت على أسوار حجزي عند الدرك في ليلة الثلاثاء نوفمبر 2019
بدون أبسط سبب مقنع ، باص نقل يفتشه دركي يضيط كيسا به أدوية ، ننتظر كمسافرين أزيد من2 ساعة بدون أي حسم ، تقدمت للسائق سألته ماذا قال له الدرك قال لي لم يقولوا لي شيئا ، ، فما كان مني إلا أن توجهت للمسافرين مجتمعين موضحا لهم أننا يجب أن نتصرف لا مبرر للسكوت ، والشركة من خلال السائق مطالبة بحسم الأمر ، والدرك عليهم حسم الأمر من خلال إعطاء للسائق الجواب بخصوص الكيص المحتجز ، وإما بحجز الكيص أو إرجاعنا إلى أنواكشوط ، أو نتصل على الشركة ، فلا مبرر لأن نظل ضائعين كل هذا الوقت ، وبدأت أرفع صوتي بصوت عالي في صفوف المسافرين بضرورة حسم الموضوع اما الاتصال بالشركة أو العودة بنا أو الاتصال بصاحب رسالة الكيس أو ان نتابع في رحلتنا وأن لا مبرر أن نظل ساكتين أبدا ،اتصلت على صاحب الكيص ولحسن الصدف هواتفه مغلوقة ، طلبت من السائق أن يتصرف لا يمكن أن ننتظر أكثر ، ليتقدم دركي كان واقفا على رصيف الشارع يوقف السيارات وطلب مني أن أتقدم لمكتبهم ولما وصل حكى لسيده أمر أنني اتصلت على صاحب الكيس لأدفعه للتخفي وأنني ربما أكون شريكا في الأمر باتصالي هذا ، أكدت لقائده أنه وصدفة أرقامه مغلوقة وأننا نتصرف لنضع حد لتوقيفنا كل هذا الوقت ، فأمر القائد الدركي فرد الدرك بمواصلة عمله والذهاب إلى حيث كان ، وطلب مني قائدهم منحه بطاقة تعريفي ومعلوماتي ، وفتح دفتر المحاضر وطرح أسئلتهم المعهودة وطاتن من بينها سؤاله لي عن قبيلتي قلت له أن بطاقة تعريفي غير مكتوب فيها قبيلتي وانطلاقا من ذلك ليست جزء من بطاقة هويتي وتعريفي كمواطن ، وأنني لا أقدم نفسي بها ، واذا كان لا بد من لي من ذكرها ليطلب من وكالة الوثائق المؤمنة كتابتها على الوثائق ، قال لي أن الأوامر التي توجد لديهم من ضمنها سؤال الشخص عن قبيلته ،فطلبت منه توجيه طلب للوثائق المؤمنة بكتابة إسم القبيلة على واجهة بطاقة التعريف ، وعبرت له أن علاقتي بالقبيلة علاقة تبعية ، ولذلك لا يشرفني التبعية لمن يكرس وجودي في أسفل السلم . بعدها وجه لي تهمة إهانة دركي والتحريض على القوى العمومية ، وأنني محتجز وووووووو ..................... طلب مني إنزال حقائبي المكونة من جهاز كومبيوتر ومجموعة كتب ، أنزلتها من الباص ، الذي طلب من سائقه المغادرة بدوني ، وأمرني بالوقوف خارج مكتبهم في فناء من الأرض ولك أنت تتصور حجم ما ستعانيه وأنت في فيفاء أرض تضربك الرياح من كل الاتجاهات ومفروض عليك أن تظل واقفا في ذلك المكان .
وهي إهانة مهينة حيث يُمعِن دركي في إذلال أستاذ أعزل لا لشيء سوى أنه عبر أنه لا معنى لتوقيفنا ساعتين بدون أدنى توضيح لنا كمسافرين فنقطة الربط بيننا والدرك السائق والاخير قضى جل الوقت مستقلي على ظهره على ظهر الباص ، أخبرنا أنه بعد مرور 2 ساعة على وقوفنا كل هذا الزمن الدرك لم يخبروه بشيء ، فما كان مني إلا أن توجهت للمسافرين مجتمعين موضحا لهم أننا يجب أن نتصرف لا مبرر للسكوت ، والشركة من خلال السائق مطالبة بحسم الأمر ، والدرك عليهم حسم الأمر من خلال إعطاء للحارس الجواب ، إما بحجز الكيص أو إرجاعنا إلى أنواكشوط فلا مبرر لأن نظل ضائعين كل هذا الوقت .
في نهاية المطاف أمر الدركي بإخلاء سبيلي ، والتحقنا بالمسافرين في الباص ، واحتجز الدرك الكيص وأمرني بالسفر والذهاب في الباص .
حادثة الليلة أبانت لي مسائل
1- أن أفراد الدرك لم يعهدوا أن يتحدث أي مواطن رافضا وضعا غير سليم ، فلم توضع نقاط التفتيش للتعكير على المواطنين في ترحالهم بل لبعث للأمن والأمان في النفوس.
2- أن الدرك لا يزال يحمل في دماغه صورا نمطية تليدة لم يعد عصرها عصر اليوم ، فأن يستغرب دركي أن أتحدث ويسألني لماذا أتحدث أنا لوحدي حتى ولو أمضينا كل الليلة أعلن ذ ما يعنيني وأعلن لاش نتكلم وحدي من أباساجا ، وأنني محرض ، لسبب بسيط لأننا رفعنا صوتنا في جموع المسافرين في الباص مطالبين بوضع حد لمأساتنا .
3- لا زال الدركي ينظز بإزدراء لكل مدني ، وهذه عقلية تربية عسكرية مضحكة حينما يظل العسكري يزدري المدني ، خاصة وأنه في الحديث الذي جمعني مع القائد ، قال لي أنه سيوجه لي توجيهات ونصائح ، ولما انتهى منها قلت له أنني لست في حاجة لأية توجيهات منه وفي غنى عنها ، قال لي على أن التوجيهات والنصائح التي قدم لي لا يعلق عليها ، قلت له أنني أنا أعي جيدا ما أقول ولا أحتاج لأي توجيه منه خصوصا في هذه المسألة.
4- شاهدت مدى الانهزامية والخوف والذل والخنوع الذي يسكن المواطن ، مواطنون يمضون أزيد من ساعة في خلاء من الأرض ، وهم ساكنون لا يحركون ساكنا ينتابهم الخوف والفزع من المجهول ، ويؤكدون أن ليس لهم من الأمر شيئا ، هل يعقل أمرا كهذا ؟
5- على ما يبدوا يجهل الدركي على طول الطريق أن وحداتهم منتشرة لمطمئنة المواطنين وبعث الأمان في نفوسهم لا أن تتحول إلى وسيلة تكدر صفو حياتهم وتعيق تحركهم ، وتتلذذ في إذلالهم دون اعتبار لأي أخلاق
لقد اهتزت الصورة الجميلة التي طالما حملتها عن الدركي من احترام وتقدير ومسؤولية واعتبار للأشخاص واحترام للقانون ، فبداية انهيار أي قطاع تبدأ من سقوطه من أعين ما كانوا يحملون عنه انطباعا حسنا ، سقطت الدركية بكل ما تحمله من معاني شامخة في نفسي ، فحينما يكون الدركي يلفق ويكذب ويدبر المدبرات لإظهار أنه ضحية وبريء فتلك طامة الطامات الكبرى.
لا أطالب من إخوتي في قطاع الدرك سوى أن يحافظوا لنا على تلك الصورة التي طالما رسمنا كصورة ايجابية عن هذا القطاع ، واعتبر حادثة الليلة شطط في استخدام السلطة في غير محله وخروج عن السلوك الذي طالما عهدناه في الدرك".