أصبح موضوع الحصول على جنسية مزدوجة أمراً شائعاً في السنوات الأخيرة، حيث أنه أصبح لدى أكثر من نصف دول العالم برامج منح الجنسية من خلال الاستثمار.
ونقل موقع “بي بي سي عربي” عن المحامي السويسري كريستيان كالين قوله إن موضوع منح الجنسيات تجارة عالمية تقدر قيمتها بـ25 مليار دولار سنوياً.
ويعتبر كريستيان كالين، رئيس مؤسسة (Henley & Partners) أحد الضالعين في تجارة منح الجنسيات، ويطلق عليه اسم “مستر باسبورت”، حيث يقدم خدماته للأثرياء حول العالم وعائلاتهم من أجل الحصول على الإقامة أو الجنسية في بلدان أخرى.
ودعا كالين لإعادة التفكير بموضوع المواطنة التقليدية قائلا: “إن مفاهيمنا التقليدية عن المواطنة قديمة. هذه واحدة من الأشياء القليلة الباقية في العالم التي لا تزال لها علاقة برابطة الدم أو المكان الذي ولدت فيه.” مضيفا: “إنه أمر غير عادل بتاتا، لأن المكان الذي نولد فيه لا علاقة له بقدراتنا ومهاراتنا، بل متعلق بالحظ فقط، فما الخطأ في اعتبار الجنسية مثل العضوية؟”، ويضيف: “وما الخطأ في قبول الأشخاص الموهوبين الذين سيساهمون في البناء؟”.
وأشار الموقع إلى موضوع الجنسية في دولة فانواتو، وهي جزيرة صغيرة في المحيط الهادئ، اعتمدت برنامج منح الجنسية قبل أربع سنوات وتشكل جوازات السفر الممنوحة للأجانب لديها أكبر مصدر لإيرادات الحكومة، حيث إن من أهم مميزاتها السفر بدون تأشيرة إلى جميع أنحاء أوروبا، كما أن معظم الأجانب من حاملي جوازات سفر فانواتو لم تطأ أقدامهم البلاد إطلاقاً، بل قاموا بتقديم طلبات الحصول على الجنسية من مكتب وسيط مرخص من قبل حكومة فانواتو مقره هونغ كونغ، التي تعد إحدى أكبر أسواق منح الجنسية (المواطنة) في العالم.
وتعد سوق المواطنة واحدة من أكثر الأسواق منافسة في العالم، وبالنسبة للعديد من الدول الصغيرة وخاصة الواقعة في منطقة البحر الكاريبي، يبلغ سعر جواز السفر حوالي 150 ألف دولار. ويقال إن تكلفة جواز سفر فانواتو قريبة من ذلك.
أسعار جوازات السفر
أنتيغوا وبربودا، تبدأ أسعارها من 100 ألف دولار.
سانت كيتس ونيفيس، من 150 ألف دولار
الجبل الأسود، من 274000 دولار
البرتغال، من 384000 دولار
إسبانيا، من 550000 دولار
بلغاريا، من 560000 دولار
مالطة، من مليون دولار
الولايات المتحدة، من 500 ألف إلى مليون دولار، مستثمرة في أعمال تجارية خلقت عشرات الوظائف.
المملكة المتحدة، من 2.5 مليون دولار
ونقل الموقع عن وكيل لمنح الجنسية باسم إم جي، وهو رجل أعمال خاص يساعد عدداً متزايداً من الصينيين على الحصول على جواز سفر ثانٍ أو ثالث، أن الحصول على جواز سفر فانواتو “سريع للغاية”، وتستطيع الحصول عليه خلال ثلاثين يوماً فقط، مما يجعله شائعاً ومرغوباً.
بينما حذر كالين من أن لجمهورية فانواتو سمعة سيئة ملطخة بالفساد. وجمهورية فانواتو عبارة عن أرخبيل من أصل بركاني وتقع على بعد 1,750 كم تقريباً شمال شرق أستراليا وعدد سكانها أقل من ربع مليون نسمة.
“ملاذ التهرب الضريبي”
وتعتبر بورت فيلا عاصمة فانواتو ملاذا للتهرب الضريبي، حيث انضمت مؤخراً إلى “القائمة السوداء” للاتحاد الأوروبي، بسبب قضايا تتعلق بالشفافية والفساد.
وقبل أقل من 40 عاماً، لم يمتلك سكان فانواتو أي جنسية، ويقول رئيس الوزراء السابق باراك سوب: “لم يكن لدي جواز سفر حتى عام 1980، واضطررت للسفر حاملاً ورقة قدمها البريطانيون والفرنسيون لي، كان ذلك مهيناً”، معتبرا أن عرض فانواتو جنسيتها للبيع “خيانة”، ويشير إلى تدفق الاستثمارات الصينية على المنطقة.
ويتعرض الاستثمار الصيني في البلاد لانتقادات من قبل السكان المحليين مثل سوب، الذي يشتكي من توظيف الشركات الصينية العمالة الصينية فقط، وفقا لـ”بي بي سي عربي”.
لم تحرص حكومة فانواتو التي تتكون من الذكور فقط، وهي واحدة من ثلاث دول فقط في العالم يتم فيها استبعاد النساء تماماً من السياسة، على التحدث إلينا حول برنامج بيع المواطنة.
وقال دان ماكغري، الذي يدير الصحيفة المحلية، إن مبيعات جوازات السفر تمثل الآن أكثر من 30 في المئة من إيرادات البلاد، و”بالنسبة لبلد صغير كبلدنا، فهذه مشكلة كبيرة. لكن علينا أن نسأل أنفسنا، هل هذا ما قاتلنا من أجله؟ هل هذا صحيح؟ هل من الصواب أن نبيع سيادتنا المكتسبة بصعوبة إلى من يدفع أكثر؟”.