"ما هو إلا مسخ ارتدى قناع الإنسانية.. يرضي شهواته المحرمة من جسد النساء.. وأي نساء، فهو يشتهي السيدات اللاتي بلغن من العمر عتيًا، دون شفقة أو رحمة".. بتلك الكلمات وصف خالد عبدالقوي، وكيل النائب العام، في مرافعته أمام المحكمة، المتهم الشهير بـ"بالوظة" داخل قفص الاتهام، الذي لم يكترث لما يدور حوله بحسب صحيفة مصراوي.
"إحسان لم أرها من امبارح.. معايا نسخة من مفتاح شقتها بس مش عايزة افتح الباب لوحدي".. مكالمة هاتفية جاءت لـ"مجدي" من ابنة خالته، ليتوجه على الفور إلى منزل شقيقته في منطقة محرم بك وسط الإسكندرية للاطمئنان عليها.
وبفتح باب الشقة وتحديدًا فجر يوم الثالث من إبريل الماضي، كانت المفاجأة، بعدما شاهد "مجدي" شقيقته "إحسان" جثة هامدة ملقاة على أرض المطبخ على وجهها ورأسها ملفوف بكيس بلاستيكي، بينما آثار الدماء تلطخ الأرض والثلاجة ومحتويات المنزل.
من القاتل؟
المجني عليها "إحسان. ز" سيدة مسنة في العقد الثامن من العمر، تعيش بمفردها، لا زوج ولا ولد، فمن يكون المتسبب في إراقة دمائها؟ واستباحة عرضها؟.. أسئلة شغلت الرائد إسلام شومان، رئيس مباحث قسم شرطة محرم بك، بحثًا عن خيط يقوده للقاتل المجهول.
فريق البحث الجنائي، واصل عمله ليل نهار، وأخيرًا تطابقت أقوال شهود العيان على رؤية شخص واحد صعد لمنزل العجوز هو "محمد. ع. أ" وشهرته "بالوظة"، عاطل، 22 سنة، وخلال ساعات سقط في يد رجال المباحث.
لم يجد "بالوظة" في الحياة لذة إلا تتبع عورات النساء الكبار في السن، فعندما شاهد المجني عليها تسير في الشارع بخطى متمهلة لكبر سنها، متكئة على عصا، تتبع خطاها، وبدأ مخططه الإجرامي".. هكذا تقول أوراق القضية التي حملت رقم 9113 لسنة 2018 جنايات محرم بك.
"بالوظة" يعترف
وأمام ضباط المباحث اعترف المتهم بجريمته قائلًا: "تتبعتها إلى مسكنها، وعندما دخلت، وأغلقت الباب، تسللت دون أن تشعر إلى داخل المسكن، وشاهدت على الترابيزة المجاورة للباب شاكوش، فتسللت خلفها خلسة".
"خلعت غطاء رأسها وحاولت تكميم فمها بيدي اليسرى فعضتني، وحاولت الصراخ، فأسرعت بضربها بالشاكوش على رأسها حتى سقطت أرضًا في المطبخ وتناثرت دمائها على الثلاجة وعلى الأرض وبحثت في المسكن عن كيس بلاستيك لأضعه على رأسها لأوقف الدماء وقمت بلفها بلاصق شفاف".
وأضاف المتهم في اعترافاته الصادمة: "سرقت البوك الخاص بها، كان فيه 400 جنيه، وغادرت المنزل، واشتريت بيهم حشيش".
ما جاء في تقرير الطب الشرعي الخاص بالمجني عليها يؤكد ما ألحقه بها المجني عليها من إصابات، وأثبت وجود إصابات في مؤخرة فروة الرأس وسحجات احتكاكية في مؤخرة المرفق الأيمن وإصبع الخنصر الأيمن وبمقدمة الركبة من جراء سقوطها أرضًا.
ست كبيرة بعكاز
في الصفحة العشرين من تحقيقات نيابة محرم بك في القضية، سأل وكيل النائب العام المتهم.. ما الذي استرعى انتباهك للمجني عليها؟ فجاء رده: "أنا بضعف قدام الستات الكبيرة".
وأمام اعترافات المتهم وتحريات المباحث وتقريري الطب الشرعي والأدلة الجنائية وجهت النيابة العامة للمتهم" محمد. ع. أ. م" وشهرته "بالوظة" تهمة القتل العمد والسرقة وهتك عرض المجني عليها "إحسان ذ. م. ج"، فيما تبين أن المتهم قبل القبض عليه وإحالته إلى محكمة الجنايات ارتكاب واقعة مماثلة بالاعتداء على سيدة عجوز أخرى.
إدام المتهم
"سيدي الرئيس.. السادة القضاة الأجلاء.. إني استشعر روح المجني عليها.. طوافة في قاعة هذه المحكمة.. تنتظر كلمة حق وكلمة عدل.. حتى تهدأ في مثواها.. القصاص يا قضاة العدل.. فاقضوا بإعدام المتهم".. هكذا ختم وكيل النائب العام مرافعته التي اهتزت معها المحكمة من حجم الجرم وتفاصيل جريمة يندى لها الجبين.
قررت الدائرة "27" بمحكمة جنايات الإسكندرية برئاسة المستشار أحمد عبدالحميد عبدالفتاح، تأجيل القضية رقم 9113 لسنة 2018 جنايات محرم بك والمقيدة برقم 1108 لسنة 2018 كلي شرق، إلى جلسة 21 يناير المقبل لسماع مرافعة دفاع المتهم.