في مطلع الشهر الجاري، شهدت مدينة بركان المغربية، فضيحة جنسية ربما تعد من أكبر القضايا التي شهدتها المدينة، التي تميزت بالهدوء والحفاظ على القيم الدينية، وذلك بعدما تم القبض على راقي شرعي زعم بأنه احترف العلاج بالقرآن الكريم، ليستقطب النساء بحجة علاجهن ومن ثم يغتصبهن ويصور جريمته ليهددهن بفضح أمرهن إذا لم يستجبن لأوامره، حتى وصل عدد ضحايا إلى 15 امرأة.
كانت البداية كما نشر موقع "أخبارنا" المحلي حينما استمع جيران راقي مدينة بركان المغربية، لصراخه واستغاثته بمن حوله إثر الاعتداء الجسدي الذي على وقع عليه من قبل شخصين، فاتصل الجيران بالنجدة، لتنكشف أولى خيوط أكبر فضيحة جنسية، فتبين أن الشابين انتقما لاستغلال شقيقتهما جنسيا.
كانت الفتاة التي عانت من مرض الاكتئاب ذهبت إلى "راقي بركان" بعد أن فشل الأطباء النفسيون في علاجها، فذهبت إلى منزله الذي اعتلى بداخله صوت القرآن الكريم، وبعد انتظار، دخلت الضحية وراء الراقي في غرفة ادعى أنها للعلاج.
بدأ الراقي بتلاوة آيات من القرآن الكريم، وفجأة دخلت الفتاة في نوم عميق، وبعدما استيقظت شعرت بأن أمر غير طبيعي قد حدث، فأدركت بأن الراقي قام باغتصابها فاحتجت وهددت بفضح أمره، ليواجهها بمقطع فيديو يوثق ممارسته للجنس عليها.
عاشت الضحية في صدمة وحيرة مما وقع معها، لكنها قررت إبلاغ عائلتها بالأمر بعدما أدركت أنها أصبحت عرضة للابتزاز من الراقي المزعوم، فقرر أشقائها الانتقام مما حدث معها، فذهبا إلى منزله وتعديا عليه بالضرب المبرح وتجريده من ملابسه، والتقطا صورًا له.
وبعدما تدخلت الشرطة المغربية في الأمر، اكتشفت حقيقة ما حدث بأن الراقي الشرعي ما هو إلا نصاب كان مهاجر ببلجيكا وعاد منذ عام، وبدأ في إيهام النساء بعلاجهن بالرقية الشرعية ومن ثم اغتصابهن حتى وصل عدد الضحايا إلى 15 امرأة.
وبعد انتهاء التحقيق معه، أحيل المتهم إلى الوكيل العام للملك بوجدة، وبالفعل اعترف بما هو منسوب إليه، فوجهت إليها عدة اتهامات منها الاتجار بالبشر لأسباب وأغراض تحت التهديد بالتشهير بهم، والاغتصاب ومحاولة الاغتصاب، والضرب والجرح العمدين، وإعطاء مواد مضرة بالصحة.
وتم إيداعه بالسجن المحلي بوجدة، ليتداول بعد ذلك خبر عن تعرضه للاغتصاب الجماعي داخل المؤسسة السجينة، من طرف 4 نزلاء، لكن أفاد موقع "هبة بريس" المغربي، بأن الخبر المتداول لا أساس له من الصحة، وأنه مجرد إدعاءات مغرضة الهدف منها الركوب إعلاميًا على الحدث، وذلك بحسب تصريح مدير المؤسسة السجينة للموقع المغربي.
ما زال المتهم قابع داخل السجن، ولم يستقبل أي زيارة من طرف أي محام منذ أن أدوع بالسجن، فلم يرتضي المحامون بالدفاع عنه، ومن ثم سوف تقوم المحكمة بتنصيب محامي للدفاع عن الراقي المزعوم في عدم تقدم أي محامي بمؤازرته، طبقا للاجراءات المعمول في مثل هذه الحالات، حيث تكون أولى جلساته في يوم 15 يناير 2019.
حالة من الغضب انتشرت عبر رواد مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة بالمغرب، إثر هذه الفضيحة الجنسية، ليتم تدشين هاشتاج "اقفلوا_حوانيت_الرقية"، حيث دعا النشطاء القضاء المغربي بتوقيع أقصى العقوبات على المتهم، وإغلاق هذا النوع من المحلات التي أصبحت مرتبطة بالفضائح الجنسية.