62 يوما تفصل محكمة الجنايات عن تطبيق القصاص على المتهمين باغتصاب وقتل الطفل "حمزة.ع"، 3 سنوات، بعدما أحالت، أمس، أوراق المتهمين إلى مفتي الجمهورية للتصديق على الحكم بإعدامهما شنقا، وقررت إصدار الحكم يوم 16 يناير المقبل بحسب ما أوردت صحيفة الوطن المحلية.
وتبينت المحكمة من إدانة المتهمين بارتكاب الجريمة، التي تبعتها جريمة أخرى وهي قتل والد الطفل، واتهام أسر المتهمين بهتك عرض الطفل في قتله لرفضه التنازل عن القضية، والتي تنظرها المحكمة أيضا بعد أيام من قضية الاغتصاب، وتحديدا يوم 21 يناير المقبل.
في اليوم الثاني من شهر رمضان الماضي، اختفى حمزة من أمام الجميع بمنطقة المطرية، وبحثت أسرته عنه لساعات طويلة، إلا أنهم لم يعثروا عليه، في هذا التوقيت، كان المتهمان "عرفة"، 17 سنة ، و"محمود"، 21 سنة، يفكرون في وسيلة للتخلص من الطفل عقب استدراجهما له بأحد العقارات لاغتصابه، ودلهما شيطانهما على التخلص منه بإلقاءه من أعلى العقار، لتعثر عليه أسرته لكنه كان قد لقي مصرعه، ولم يكن يرتدي سوى "البامبرز".
حالة من الفوضى والذعر تعم الشارع الذي شهد الجريمة وتم إبلاغ الشرطة ونقل الطفل للمستشفى لكنه كان قد أصيب إصابات بالغة، ولم يعلم أهله ما تعرض له إلا بعد إجراء المباحث التحريات وتبين أنه تعرض لمحاولة اغتصاب قبيل إلقائه من العقار مباشرة.
6 من شهود العيان أكدوا في تحقيقات النيابة، إنهم فوجئوا أثناء سيرهم في حارة مغاوري للذهاب إلى المسجد لأداء صلاة العشاء والتراويح، في ثان أيام شهر رمضان المبارك، بسقوط الطفل من أعلى عقار في منتصف الحارة، وأنهم لم يلتفتوا له في بداية الأمر واعتقدوا أنه "شنطة" قمامة ملقاة بجانب كوم من القمامة في الحارة، لكن الطفل صرخ صرخة واحدة لفتت انتباههم، فأسرعوا إليه وتأكدوا من أنه طفل، وتبحث عنه أسرته منذ اختفائه في الساعة قبل المغرب.
وبانتقال رجال مباحث قسم المطرية، ولقاء شهود عيان بالمنطقة، الذين أقروا بأنهم أثناء توقفهم بشارع عزت علي شاهدوا الطفل أثناء سقوطه أرضا من أعلى سطح عقار، وبسؤال والد الطفل عبد الهادي محمود، 46 سنة موظف، لم يتهم أحدا بارتكاب الواقعة في بداية الأمر.
فريق البحث الذي شُكّل من مباحث القاهرة تمكن من تحديد المتهمين، وهما "عرفة.ف.م"، 17 سنة طالب، و"محمود.أ.ز"، 21 سنة، طالب، وتم استهدافهما وضبط الأول، وبمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة، وأقر بأنه تمكن من استدراج المجنى عليه أثناء لهوه بالطريق العام، واصطحبه أعلى سطح العقار سكنه بقصد التعدى عليه جنسيا، حيث اصطحب المتهم الثاني حال صعوده لسطح العقار، وقاما بهتك عرض المجني عليه، ولم يتمكنا من التعدي عليه جنسيا نظرا لصراخه، ولدى علمهما بقيام أسرته بالبحث عنه، وخشية افتضاح أمرهما خططا للتخلص منه، فقاما بإلقائه من أعلى سطح العقار، ونتج عن ذلك إصابته.
تقرير الطب الشرعى حول حالة الطفل "حمزة"، أثبت أنه مصاب بنزيف فى المخ وارتجاج نتيجة سقوطه من مكان مرتفع، وأن الطفل لديه إصابات جسدية جراء محاولة الاعتداء الجنسي عليه، بالإضافة إلى كسر بالفقرة العنقية الثانية، والتى قد تسفر عن إصابته بالشلل وفقدان حاسة النطق والسمع، فضلا عن إصابته بتهتك بالرئتين وكسر بالجمجمة، ما أسفر عن إصابته بغيبوبة تامة، ومن ثم وفاته.
المتهم الأول، الذي تم ضبطه أدلى باعترافات تفصيلية أمام المباحث وفي تحقيقات النيابة، وأشار إلى أنه مع صراخ الطفل، وعلمهما ببحث أسرته عنه فى المنطقة، فكرا فى التخلص منه خوفا من افتضاح أمرهما عقب تعرفه عليه، مما دفعهما لإلقاءه من أعلى العقار حتى لا يفضح أمرهما.
بعد الحادث بفترة وحبس المتهمين، لقى عبدالهادي محمود، والد الطفل، مصرعه في مشاجرة مع جيرانه، وقال أسامة مطر، محامي المجني عليه، إن مجموعة من أهل المتهمين في قضية اغتصاب ابنه وهم "سيد.أ" و"هشام.ع" و"حسن.ع"، وشخص رابع، توجهوا لمنزل الضحية، حاملين الأسلحة البيضاء "مطاوي وسنج" لإجباره على التنازل عن قضية هتك عرض الطفل.
وأضاف المحامي أن أهل المتهمين في قضية اغتصاب الطفل، قاموا بالتعدي على زوجة المجني عليه، وتوجيه طعنة نافذة أدت لوفاة موكله، بعد رفضهما قبول "الدية" والتنازل عن القضية، لتلقي المباحث القبض على المتهمين ويحالوا للمحكمة التي أجلت نظر قضيتهم إلى جلسة 21 يناير المقبل لسماع الشهود، وهو ما سيكون بعد 5 أيام من النطق بحكم الإعدام في قضية هتك عرض الطفل.