في عام 1935 زارت مارغريت سانغر الناشطة الأمريكية في مجال تنظيم الأسرة والمعلمة الجنسية بطل استقلال الهند المهاتما غاندي.
وكانت سانغر في رحلتها الـ 18 للهند تتحدث إلى الأطباء والنشطاء عن تنظيم الأسرة وتحرير المرأة.
وفي كتاب جديد عن حياة غاندي يحمل اسم "والد الأمة"، تحدث راماشاندرا غوها عن اللقاء بين بطل استقلال الهند والناشطة الأمريكية.
اتفاق واختلاف
وقال الكتاب إن غاندي والناشطة الأمريكية اتفقا على حرية المرأة وحقها في تقرير مصيرها ولكنهما اختلفا حول الجنس.
ففي الوقت الذي أيدت سانغر حق ممارسة الجنس للمتعة دون إنجاب أطفال - وهي التي افتتحت أول مركز لتنظيم الأسرة في نيويورك عام 1916 - اعترض غاندي على ذلك مؤكدا أن الجنس يجب أن يكون بهدف إنجاب الأطفال فقط.
وقال غاندي لضيفته إن "الزوجات يجب أن يقاومن أزواجهن إذا طبلوا الجنس للمتعة وعلى الأزواج مقاومة شهواتهم الحيوانية".
وردت سانغر بأن "للنساء عواطف مثل الرجال وهناك أوقات تشعر فيها المرأة بالرغبة مثل زوجها"، وسألته "هل تعتقد أن زوجين يحبان بعضهما يمكن أن يربطا الممارسة الجنسية بينهما بإنجاب طفل فقط.؟".
ولكن غاندي ظل مصمما على موقفه. وقال لضيفته إنه يعتبر الجنس "شهوة"، مشيرا إلى أن علاقته بزوجته كاستوربا باتت "روحية" بعد أن ودع تلك الشهرة.
وقال غاندي، الذي أنجب 4 أبناء، إنه تزوج وعمره 13 عاما، وفي عمر 38 التزم بعهد العفة. مشيرا إلى أنه شعر بذنب عظيم عندما مارس الجنس مع زوجته بينما كان والده على فراش الموت.
وأضاف أنه لا يمانع في التعقيم التطوعي للرجل، كما أشار إلى أنه بدلا من استخدام موانع الحمل يمكن ممارسة الجنس في فترة الأمان بعد انقضاء الدورة الشهرية.
وقد شعرت سانغر بالإحباط لأنها لم تنل دعمه لحملتها.
تجربة
وبعد ذلك بسنوات وخلال الصراع بين المسلمين والهندوس في ولاية البنغال، أجرى غاندي تجربة مثيرة للجدل، إذ طلب من مانو غاندي حفيدة أحد أقاربه ومن أقرب مساعديه النوم معه في الفراش.
وكتب غوها "لقد أراد اختبار رغبته الجنسية"، مشيرا إلى أن غاندي كان يشعر على نحو ما بأن تصاعد النزاع مرتبط بشكل أو بآخر بأنه غير ملتزم تماما بعهد العفة.
وواجه غاندي معارضة كبيرة من مساعديه الذين اعتبروا أن هذه التجربة ستدمر سمعته وطالبوه بالتخلي عنها. وقد استقال أحدهم احتجاجا عليها.
ومن آراء غاندي أيضا أنه كان يرى أن الفتاة العصرية تهتم بالموضة أكثر من اهتمامها بصحتها وقوتها، وأن حجاب المرأة المسلمة "يؤذي صحتها فهي لا تستطيع الحصول على هواء وضوء كافيين".
وفي نفس الوقت كان يؤمن بحقوق المرأة وضرورة مساواتها تماما بالرجل.
وكان قد عين امرأة، هي ساروجيني نيدو، لقيادة حزب المؤتمر في وقت لم تكن النساء في الغرب يصلن إلى هذه المرتبة. وقد ساهم تراثه في وصول النساء إلى أبرز المناصب في الهند، بحسب غوها.