لجأ يعقوب عبد الله، وهو شباب موريتاني، إلى طريقة غير معتادة لزيادة عدد زبائن محله الخاص بحلاقة الرجال في أحد أحياء العاصمة نواكشوط.
قبل سنوات افتتح هذا الشاب محله للحلاقة قبالة سوق مكة في حي عرفات تحت اسم “حلاق يعقوب”.
لكن الركود وتراجع عدد الزبائن دفع يعقوب (31 عاما) إلى خوض تجربة قادته، وللمرة الأولى في موريتانيا، إلى ما باتت تُعرف بـ”الحلاقة بالنار”، التي تعلمها من فيديوهات على شبكة “الإنترنت”.
ويعقوب، وفق قوله، هو أول موريتاني يستخدم هذه الطريقة المعتمدة في أرقى محلات الحلاقة في العالم، والتي يقبل عليها نجوم الفن والرياضة.
** مواد مشتعلة
هذه المغامرة قال عنها يعقوب للأناضول: “قررت اللجوء إلى طريقة غير معتادة للفت انتباه الزبائن، في محاولة للتغلب على الركود”.
لم يجازف في البداية بتطبيقها على الزبائن: “قمت بتجارب عديدة على الورق في البداية، قبل أن استخدم الحلاقة بالنار على البشر”.
وتابع: “جربتها أولا على نفسي، وبعد نجاحها بدأت في تطبيقها على رواد محلي للحلاقة”.
وأوضح: “استخدم لهذا الغرض مجموعة من المواد المشتعلة، بحيث أضعها في أنابيب، وأرشها على شعر الزبون، فتشتعل النيران في شعره”.
وأضاف أن هذه “العملية تحتاج إلى سرعة وخبرة للتحكم فيها وقص الشعر كما يرغب الزبون، وليس لها أي تأثير (ضار) على الإنسان”.
** إقبال كبير
فور إعلانه عن هذه التجربة شهد محل “حلاق يعقوب” إقبالا وصفه الشاب الموريتاني بـ”غير المتوقع″.
وأوضح أن “عدد الزبائن تضاعف عدة مرات خلال أسابيع، قبل أن يتحول المحل في أشهر قليلة إلى أحد أشهر صالونات الحلاقة في نواكشوط”.
وعن زبائنه، قال يعقوب إن “أغلبهم من الشباب الراغبين في قصات شعر جديدة، وبأشكال مختلفة”.
وأردف أن “دخل المحل اليومي شهد ارتفاعا كبيرا منذ أن بدأت اللحلاقة بالنار؛ إذ ارتفع إلى 20 ألف أوقية (حوالي 65 دولارا أمريكيا) بعد أن كنت بالكاد أستطيع دفع إيجار المحل وتكاليف الكهرباء”.
ويحصل يعقوب على ألف أوقية (حوالي 3 دولارت) من الشخص الواحد مقابل “الحلاقة بالنار”، التي قال إنها “تحرق الشعر الجاف التالف، وتكسب الشعر نعومة، فضلا عن سهولة التصفيف”.
** خوف ثم تسلية
عبد الله خليل، وهو أحد زبائن محل يعقوب للحلاقة، قال للأناضول: “اعتدت منذ فترة على الحلاقة في هذا المحل، وأنا معجب بالطريقة الجديدة التي استحدثها يعقوب في الحلاقة”.
غير أن هذا لم يكن هو انطباع خليل الأول: “شكلت هذه الطريقة في البداية هاجسا بالنسبة لي، لكن بعد أن تجاوزت هذه المرحلة أصبحت وسيلة متعبة وباعثا للتسلية”.
ومضى قائلا إن “هذا المحل تحول إلى مكان للتسلية بالنسبة للشباب، حيث يتجمعون داخله لمتابعة يعقوب وهو يؤدي عمله بشكل استعراضي وبمهارة”.
فيما قال “الدو ولد عبد المالك”، وهو زبون آخر: “علمت بهذا المحل من أحد أصدقائي، فقررت أن أجرب فيه حلاقة شعري بالنار”.
وختم “عبد المالك” بالقول: “لم نلاحظ أي تأثير ضار لطريقة الحلاقة التي استحدثها يعقوب، وهو يقوم بها بمهارة، لذا أصبحت أحد زبائنه الدائمين”.(الأناضول)