قال الرائد السابق صالح ولد حننا إن التردد الذى طرأ فى اللحظات الأخيرة على الرائد ساعتها الحسن ولد مكت قبل تنفيذ الانقلاب العسكرى على الرئيس معاوية ولد الطايع كان مفاجئا وصادما لقيادة الانقلاب.
ووصف ولد حننا الضابط ولد مكت بأنه شخصية محورية فى التنظيم العسكرى، وأحد المخططين لإنقلاب 2000 وأحد رموز التيار الناصرى ابان فترة العمل السرى، وكانت مكانته فى المشروع كبيرة.
وكشف صالح ولد حننا فى برنامج "شاهد على العصر" عن اتصال الرائد محمد ولد شيخنا بالضابط ولد مكت من أجل اقناعه بالمضى قدما فى المشروع المخطط له، قائلا إن ولد شيخنا كان من أكثر الضباط انضباطا والتزاما، وإن الهدف من اتصاله بولد مكت هو اقناعه بأن الأمر ليست مجرد محاولة من ضباط متهورين، وإنما انقلاب جاهز للتنفيذ.
وكان الضابط الحسن ولد مكت يعمل ساعتها فى المكتب الثانى بقيادة الأركان (المخابرات العسكرية).
وأكد ولد حننا أن الرائد محمد ولد فال ابلغه الساعة الحادية عشر (ليلة الانقلاب) بخروج الضابط الحسن ولد مكت من منزله، وهو مادفع بقيادة الانقلاب إلى اجراء مشاورات مستعجلة من أجل اتخاذ الموقف الملائم.
واعتبر ولد حننا أن الموقف الذى وضعهم فيه كان صعبا، فهو يعرف أبرز رموز العملية الانقلابية، وساعة الصفر محددة الساعة الثانية فجرا، والقصر لما تبدأ مراقبته الجدية، والتى كان من المقرر أن تبدأ الساعة الثانة عشر ليلا.
وأكد ولد حننا أن الضابط الحسن ولد مكت ابلغ قائد الأركان العقيد محمد الأمين ولد أنجيان – عليه رحمة الله- بوجود مخطط للانقلاب على السلطة، وأن الرائد محمد ولد شيخنا أحد رموز المخطط الجديد.
وبرر ولد حننا عدم اتخاذ قائد الأركان للإجراءات المناسبة لعدم ثقته فى الضابط ولد مكت، ولأن الرائد محمد ولد شيخنا الذى بلغ عنه يعتبر شخصية محورية فى الأركان ومحبوب من كل الضباط، وبالتى فهم الأمر على أنه وشاية هدفها الإضرار بمكانة ولد شيخنا لديه.
وكشف ولد حننا عن سيطرة الرائد محمد ولد عبدى على الهندسة العسكرية و النقيب أحمد ولد أحمد عبد على سلاح الجو، وتحركت الدبابات الثانية عشر والنصف من كتيبة المدرعات، حيث كان الضباط فى ضيافة النقيب عبد الرحمن ولد مينى.
وقال الرائد صالح ولد حننا إنه توجه إلى القصر الرئاسى بالعاصمة نواكشوط فور انطلاقة العملية العسكرية يوم الثامن من يونيو 2003، وإن جنود الحرس وضباطه لم يقاموا القوة العسكرية المستخدمة من طرف الإنقلابيين.
وأكد ولد حننا أنه بعد وصوله للقصر، التحق به الرائد محمد ولد شيخنا الذى كان يفترض فيه التوجه لقيادة أركان الجيش، حيث سيستقبله ضابط مداومة تم التعامل معه، وستكون الأركان مقر قيادة العملية العسكرية لفرض السيطرة على مجمل المناطق العسكرية والتواصل مع الوحدات فى الداخل.
وأكد ولد حننا أنهم فتشوا عن الرئيس فى القصر دون جدوى، ثم غادر المنطقة تاركا الرائد محمد ولد شيخنا معه ثلاث دبابات فى القصر الرئاسى.
وقال الرائد السابق صالح ولد حننا إن الأمور تغيرت يوم الثامن من يونيو 2003 فى حدود الساعة الثانية زوالا، بعد أن بدأت قوات تابعة للمنطقة العسكرية السادسة بنواكشوط فى الرمى المركز على المناطق التى أحكم عليها الانقلابيون السيطرة ليلة الأحد.
وأكد ولد حننا سيطرة قواته على الأركان العامة بقيادة النقيب موسى ولد سالم فى حدود العاشرة يوم الأحد 8 يونيو 2003، والملازم أول سعدنا ولد حمادى الذى تسلم الأركان والضباط العاملين فيها، بينما كانت المنطقة العسكرية السادسة خارج سيطرة الانقلابيين.
واعتبر ولد حننا أن استعادة الحرس الرئاسى لزمام الأمور والعمل من أجل ترتيب أوراقه بعد فرار عناصره ليلة الإنقلاب، ودخول المنطقة العسكرية على خط المواجهة، وترك الطريق الرابط بين العاصمة والمناطق الداخلية مفتوحا، وضع العاصمة أمام موقف جديد تطلب اتخاذ موقف آخر.