في الوقت الذي كشفت مصادر في هيئة الأمر بالمعروف بالسعودية عن القبض على عدد ممن يمتهنون الرقية الشرعية بقصد التكسب المادي أو استغلال النساء جنسيا، تبقى مشكلة انتشار مثل هؤلاء الرقاة على مواقع التواصل الاجتماعي تؤرق الجهات المختصة، خصوصا في ظل عدم إيجاد حلول لها.
ويحرص هؤلاء على وضع أرقامهم في شبكات التواصل، وذلك لاصطياد ضحاياهم الراغبين في العلاج عن طريق الرقية، ولا يكتفون بذلك بل يصل الأمر بهم إلى المحادثات الخاصة مع النساء.
ووفقا لصحيفة الوطن أكد مصدر في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أنهم خلال الأعوام الأخيرة تمكنوا من القبض على عدد من الرقاة الذين يزاولون مهنة الرقية، لاستغلال النساء جنسيا، وإقامة العلاقات المحرمة معهم. وأضاف أن هناك مجموعة منهم امتهنوا الرقية كوسيلة لجني المال، والبعض يستخدم النساء فيها لتمرير خبثهم لجلب نساء أخريات، بحجة أنه الأفضل من بين جميع الرقاة.
وكشف المصدر أيضا عن إلقاء القبض على ساحر يدعي أنه راق شرعي، ويقوم بإعطاء النساء طلاسم لجذب الزوج، ولحل مشكلات تأخر الزواج، أو لطرد الجن من أجسادهن. يتبرأ الراقي الشرعي محمد منصور من تصرفات بعض من يطلقون على أنفسهم اسم “رقاة”، وقال: “هناك إيجابيات وسلبيات للرقاة الشرعيين والبعض يسيء إلى هذه المهنة”.
وأشار إلى أنه سبق تسجيل حالتي وفاة لشخصين بسبب الصاعقة الكهربائية التي يستخدمها بعض الرقاة الذين لا يجيدون أبجديات المهنة، فيما تسبب البعض في تشويه سمعة الرقاة الآخرين الذين يهدفون إلى مساعدة المرضى. وأضاف: “هناك من يشوه سمعة الرقية الشرعية بابتكاراته الساخرة، وعلاجاته الضارة، وفلسفته واستغلاله؛ وتسبب ذلك في ابتعاد الناس عن العلاج بالرقية والقرآن، لمشاهدتهم وفيات وإصابات دفعتهم لتكذيب الرقاة”.
الأخصائي الاجتماعي أحمد السعد، أكد أن الرقية الشرعية كانت وما تزال علاجا يلجأ إليه كثير من الناس، خصوصا أولئك الذين يئسوا من العلاج العضوي، وأيضا من يعانون من المس والحسد والسحر، الأمر الذي أسهم في ظهور فئة شاذة تستغل حاجة الناس وتسيء إلى الأعراف والتقاليد، فنجدهم يتصيدون النساء ويستغلون ضعفهن وحاجتهن لدوافع مادية أو دوافع غير أخلاقية، مما يضطر بعضهن، للأسف، إلى التنازل عن بعض المبادئ في سبيل الحصول على علاج أو نصيحة تتماثل خلالها للشفاء نسبيا.
أضاف السعد، أن مصطلح الاستغلال يدخل ضمن مصطلحات الاتجار بالأشخاص، إذ إن البعض ليست لديه القدرة المادية على تأمين الأموال للراقي، مما يضطر بعض النساء إلى التنازل إما أخلاقيا أو جنسيا للحصول على المال من الطرف الآخر، وذلك لتقديمه إلى الراقي. ونجد أن نسبة كبيرة من الجاهلين لا يدركون ماذا يحدث، وما هم مقبلون عليه إلا في نهاية المطاف، فكم سمعنا من قصص الابتزاز والاستغلال من بعض من يسمون أنفسهم بالرقاة”.