كشفت مصادر مطلعة لصحيفة “التحرير” المصرية أن الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك، شرع في كتابة مذكراته عن الفترة التي قضاها فى حكم مصر وما تخللها من أحداث وكواليس وأسرار يتحدث عنها لأول مرة للرأي العام.
وأوضحت أن “الرئيس الأسبق شرع فى الكتابة بشكل منتظم منذ شهرين، وبعد فترة تحضيرات ومشاورات واجتماعات، استمرت قرابة 3 أشهر التقى خلالها 3 رؤساء تحرير سابقين في الصحف القومية، بالإضافة إلى رئيس تحرير سابق لإحدى الصحف الخاصة، للتشاور معهم فى نقطة البداية التي سينطلق منها فى مذكراته الخاصة”.
الاجتماعات التحضيرية لكتابة المذكرات، شهدت، حسب الصحيفة ” اختلافا في وجهات النظر فى المرحلة الأولى حيث رأى رؤساء تحرير الصحف القومية الثلاثة أن من الأجدى البدء من الضربة الجوية وحرب أكتوبر 1973، لإبراز الدور الكبير الذي لعبه مبارك في تلك الحرب وأسرار الحرب الخفية فى تلك الآونه، بينما كان رأي رئيس تحرير الصحيفة الخاصة أن تكون البداية من انتخابات 2010، وكواليس ما جرى فيها وحقيقة تزوير الانتخابات وصولا إلى إعلان محاكمته، والدور الذي لعبه رجل الأعمال وأمين التنظيم بالحزب الوطني المنحل أحمد عز، في تلك الانتخابات، وبعد مناقشات ومشاورات مستفيضة كان طرفاها جمال مبارك وسوزان مبارك، رجحت كفة الرأي الأخير لدى مبارك الذي وجد فيه ضالته، وبدأ كتابة مذكراته من تلك النقطة.
أوضحت المصادر أن “الفصل الأول من المذكرات -الذي انتهى الرئيس الأسبق من كتابته بالفعل – يأتي مُتضمنا سردا تفصيليا لكل الوقائع المتعلقة بفترة الانتخابات وتفاصيل وكواليس ما جرى فيها، ويكشف النقاب عن حقيقة المشاورات والمفاوضات التى تمت مع مبارك بعد التنحي من قوى عربية ودولية، والتي يكشف فيها أسرارا تعلن لأول مرة وكيف كان تمسك مبارك بعدم المغادرة من مصر أو أن يتم استضافته في أي دولة عربية كما حدث مع الرئيس التونسي زين العابدين بن علي، وصولا لفترة المحاكمة فى 2012، والقضايا المنظورة ضده وحقيقة الاتهامات التى وجهت إليه وكواليس اللقاءات التى كانت تجرى فى تلك الفترة”.
استقر الرئيس الأسبق في الفصل الثاني من المذكرات، على تسليط الضوء على فترة تعيينه نائبًا لرئيس الجمهورية آنذاك وحالته لحظة علمه بالخبر، وانزعاجه وغضبه من الأقاويل التي تداولها البعض فى تلك الفترة بأنه كان ظلا للسادات، وأنه شخص كان أقصى طموحه وأحلامه أن يُعين سفيرًا لمصر بالخارج فكيف وصل إلى هذا المنصب؟، وغيرها من الأقاويل التى طالته بعد توليه المنصب، واستفاض مبارك فى هذا الفصل في كل ما يتعلق بتلك الفترة وتحدياتها وصعوباتها.
ووفقًا للمصادر أيضًا فقد تم الاتفاق على أن يتضمن الفصل الثالث لحظة دخول مبارك الكلية الحربية وتعامله مع الطلاب وتفاصيل الفترة التي قضاها فى الكلية، والأجواء التى عايشها فى تلك الفترة، وأخطر وأدق اللحظات التي مرت عليه خلال فترة دراسته وتدريسه.
وتابعت: “الاجتماعات والمشاورات التى عقدها الرئيس الأسبق مع أسرته ورؤساء التحرير السابقين، استقرت على أن يتضمن الفصل الرابع من المذكرات، لحظة تقلده منصب الرئيس وكواليس وأسرار تلك الفترة وعلاقته بالرئيس الأسبق السادات، وشعوره لحظة وصوله لكرسي الحكم، وانطباعاته فى لقائه الأول من المثقفين بعد خروجهم من السجن -في أحداث سبتمبر الشهيرة والأسرار الخفية فى علاقاته ومفاوضاته مع دول الخارج، وتعاملاته مع القوى السياسية المختلفة، وكواليس علاقته بالإخوان المسلمين”.
كما أشارت المصادر إلى أن مبارك يذكر في هذا الفصل حقيقة التجهيزات وكواليس التحضير لتوريث نجله جمال مبارك للحكم، كما يجيب عن كثير من التساؤلات التي أثيرت خلال السنوات الأخيرة من حكمه وإدارته للبلاد وكيف كانت علاقاته بالمسئولين والوزراء.