أثارت فتوى “تحليل” عيد الحب التي أطلقها مفتي تونس الشيخ عثمان بطّيج جدلا كبيرا تجاوز تونس إلى بعض الدول المجاورة، حيث رحب عدد من الباحثين والنشطاء المغاربة بانفتاح المفتي و”رحابة صدره”، فيما دعا آخرون رجال الدين إلى عدم التدخل في أمور تقع خارج اختصاصهم.
وطان المفتي عثمان بطيخ أكد في تصريح صحافي أن عيد الحب ليس حراما، مفندا رأي بعض المتشددين ممن يعتبرون أنه “تقليد للنصارى”. كما اعتبر أن الاحتفال بهذا اليوم جائز شرط “عدم الخروج عن الأخلاق”، ودعا إلى نشر المحبة بين الناس، مشيرا إلى أن الإسلام هو محبة الله.
وأثارت الفتوى الجديدة ردود فعل متفاوتة، حيث كتبت الباحثة التونسية د. رجاء بن سلامة على صفتخا في موقع “فيسبوك”: “سماحة المفتي الشيّخ عثمان بطّيخ أعاد إليّ طمأنينة فقدتها منذ وفاة والدي. أعاد إليّ الأمل في أنّ الدّين يمكن أن يكون تساميا روحانيّا، ورحابة صدر، ومحبّة للنّاس. فخورة بأنّ لنا مفتيا مثله في تونس″.
وأضاف المفكر المغربي سعيد ناشيد “فتوى مفتي الجمهورية التونسية تمثلني: “عيد الحب ليس حراما”. قُضي الأمر رسميا ونهائيا. تعليق الأستاذة رجاء بن سلامة يمثلني (…) بدوري فخور بأهل بلدي الثاني، تونس″. وتابع أحد النشطا ء المغربيين “لحدود الآن تؤكد تونس أنها ماسكة بمفاتيح الإصلاح والتغيير بقوة معقلنة تثير حبي و إعجابي بشعبها وبقواه الحية الحقيقية”.
من جهة أخرى، دعا بعض النشطاء رجال الدين إلى عدم التدخل في أمور تقع خارج اختصاصهم، حيث دونت التونسية سامية الدريدي “هذه الكارثة التي أصابت العقل المسلم، لا يتحرك الا بفتوى وأقحم الدين في كل تفاصيل حياته فأفسد حياته وشوّه الدين”، وأضافت مواطنتها أمينة حامدي “جميل ما قاله المفتي، و لكن الأجمل عدم تدخل هؤلاء في أدق تفاصيل حياتنا، فهم يزحفون كالحيات ويتوارون وراء الجبة والعمامة والكثير الكثير من النصوص، لنصبح طوع أيديهم في كل شيء. مثلا: ما دخل المفتي في عيد الحب (مهما كانت خلفية هذا العيد)؟ ألا نستطيع أن نعيش الفرح خارج سياق التحريم والتحليل؟”.
وتساءل سمير من الجزائر “وهل كل شيء خاضع لعملية التحريم والتحليل؟ وهل الرجوع للعمائم ضروري في كل صغيرة وكبيرة؟ وهل كنا ننتظر اصلا رأيا لهم في امر كهذا؟ وأضاف مستخدم آخر يدعى مجدي “ما أهمية وما لزوم فتوى مثل هذه؟ ولو قال حراماً فهل سيدخل جهنم من يحتفل به أو يتذكره؟ أما وقد قال أنه حلال فهل نفرح لأنه تفضّل وسمح لنا بالاحتفال به ؟”.
وتتزامن فتوى عثمان بطيخ مع فتوى أخرى مشابهة صدرت عن دار الإفتاء في مصر، حيث اعتبر الشيخ أحمد ممدوح (أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية) أنه “لامانع أبدا فى الشرع أن يتفق الناس على أيام معينة يجعلوها خاصة لبعض المناسبات الإجتماعية طالما أنها لا تختلف مع الشريعة (…) ولا مانع أن نتخذ يوما من الأيام كي يُظهر كل شخص للآخر حبه له ومشاعره نحوه”.