توفي، امس الاثنين، المجاهد مصطفى بن عودة، أحد أعضاء مجموعة 22 التي خططت لتفجير الثورة الجزائرية (1954-1962) ضد الاستعمار الفرنسي.
وذكرت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية، أنّ عمار بن عودة، توفي في أحد مستشفيات بروكسل (بلجيكا) عن عمر ناهز 93 عاما، إثر معاناته من مرض عضال.
وولد عمار بن عودة واسمه الحقيقي “مصطفى بن عودة ” في 27 سبتمبر/أيلول 1925 بمحافظة عنابة (شرق البلاد).
وبن عودة، هو أحد قدماء المحاربين وعقيد سابق في جيش التحرير الوطني (1954-1962)، كما يعد عضوا في “مجموعة 22″ التي اجتمعت بحي المدنية (الجزائر العاصمة) بتاريخ 25 يوليو/تموز 1954 وخططت لتفجير الثورة التحريرية.
وبوفاة المجاهد عمار بن عودة، يكون قد بقي مجاهد واحد فقط من أعضاء مجموعة الـ 22 على قيد الحياة، وهو عبد القادر عمودي.
وكان بن عودة أحد أعضاء الوفد الجزائري الذي أدار مفاوضات إيفيان (20 مايو/أيار 1961-18 مارس/أذار 1962) مع فرنسا والتي أفضت إلى استقلال البلاد في 5 يوليو/ تموز 1962.
وانخرط بن عودة في الحركة الكشفية الجزائرية في الثلاثينيات عبر فوج “منى” وكان يعمل بسرية ضد الإستعمار، إلى أن ألقى عليه القبض سنة 1944. وصدر بحقه حكم بالسجن لسنتين وغرامة مالية قدرها 60 ألف فرنك فرنسي آنذاك.
وبعد خروجه من السجن، واصل نضاله إلى أعلن في سنة 1947 عن تأسيس المنظمة الخاصة (تنظيم شبه عسكري لدعم الثورة) والتي عين فيها كمسؤول عن قطاع عنابة (شرق البلاد).
وألقت فرنسا عليه القبض مرّة ثانية سنة 1950 إثر ما يعرف بـ “عملية تبسة”، ليسجن مدة 13 شهرا بعنابة ما بين 1950 إلى غاية 1951، لكن تمكن من الفرار رفقة بعض رفاقه منهم زيغود يوسف وسليمان بركات.
وإلى جانب كل من الراحلين ديدوش مراد وزيغود يوسف، شارك مصطفى بن عودة في التخطيط لاندلاع الثورة التحريرية خلال اجتماع الـ 22 التاريخي الذي عقد في 25 يوليو/تموز 1954 وترأسه مصطفى بن بولعيد (أحد قادة الثورة الجزائرية 1917-1956).
وانبثق عن الاجتماع قرار إعلان الثورة وتعيين مجموعة مصغرة للقيام بالتحضيرات النهائية. كما ساهم في كتابة بيان أول نوفمبر 1954 الذي أعلن فيه رسميا عن تفجير الثورة.
وتقلد بن عودة بعد الاستقلال منصب ملحق عسكري في القاهرة بمصر، وباريس ثم تونس، ليعيّن سفيرا في ليبيا سنة 1979، كما عين رئيسا لمجلس الاستحقاق الوطني إبان عهدة الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد (1979-1992.(الأناضول ).