"ايرا"ولد بونه دعا للكراهية..وتم اطلاق سراحه في ظرف طبعته السفالة والإذلال

خميس, 01/02/2018 - 22:06

وتبلغ الوقاحة ذروتها!

قصاصة شفقة على الشعب الموريتاني

في نهاية شهر دجمبر 2017، أوقفت سلطات الإمارات العربية المتحدة الشاعر عبد الله ولد بونا وسلمته للسلطات الموريتانية. المعتقل، المُسَفـّـر إلى نواكشوط بدعوى إقامته غير القانونية في البلد المضيف، كان من أشهر المفوّهين في أوساط بعض أكثر  الأمراء حظوة.

تميز ولد بونا، صاحب مقاطع التشهير الأقسى ضد رئيس الدولة محمد ولد عبد العزيز، بتسجيلاته عبر تطبيق الواتساب حيث يحرّض المواطنين على رفض إطلاق سراح المدون محمد الشيخ ولد امخيطير. وتشكل بعض تلك الرسائل دعوة إلى الكراهية وحثا صريحا على الفتنة. والحقيقة أن السلطات الموريتانية، التي لعبت على عداء الإمارات لكل توجه يحاكي التطرف العنيف، لم تكابد الكثير للحصول على التعاون المرجو بشأن تسليم الشاعر.

ولد بونا، الذي حُبس في مكان مجهول منذ وصوله العاصمة الموريتانية، لم يُعثر له على خبر قبل صبيحة 30 يناير 2018 عندما ظلت شبكات التواصل الاجتماعي تتبادل صوته الشجي وهو يحكي، من داخل زنزانه قطعًا، أبياتا مديحية في خصال محمد ولد عبد العزيز. وفي اليوم الموالي حصل على حريته.

لقد صدمت الإهانة وغاياتها أكثر من واحد، ففضلا عن التلاعب بجهاز الشرطة والعدالة الفاقد، منذ أمد بعيد، أية مصداقية، فإن العنف الرمزي للمآرب المتوخاة يبرهن على أنه ثمة أزمة قيّم ومعان.. إن السلطة الحالية، غير الواعية لا شك لانعكاسات هذه المحنة على أخلاق وعفة أجيال من المواطنين، تساهم في التقليل، إلى حافة الانتحار، من احترام الذات الذي تتشبث به كل الشعوب حتى تلك المنهزمة في ساحة المعركة.

إن إطلاق سراح ولد بونا، في ظرف طبعته السفالة والإذلال، بقوة القهر، يأتي ليُشبع تراكم علامات انهيار بلد بات يجثو على ركبتيْه دون شرف ودون أمل في استعادته. بيد أننا، من منطلق هذا التحذير، نؤكد أن من مثل هذا التقهقر يبرز وينتشر الغضب الذي لا تمكن السيطرة عليه.

إن إيرا-موريتانيا لتستنكر لا مسؤولية ولا إنسانية هذا النهج، وخاصة شبه استحالة إصلاح العطب الذي ينجر عنه. وإن وحشية هذه الفعلة تفاقم خطورة وقوع حادث مأساوي ينضاف إلى الإحباطات الكثيرة التي قاستها جماهير المواطنين الذين لم يعد لديهم ما يخسرون.

نواكشوط بتاريخ 1 فبراير 2018

الإعلامية اللجنة