حضرت تيارنا تومسون لزواجها بأدق التفاصيل على جزيرة بالي الخلابة الا ان هذه الأسترالية لم تكن لتتصور ان بركانا قرر ان ينشط الان ويقذف اعمدة الرماد، سيأتي على حلمها هذا.
نتيجة لذلك الغت رحلتها الى أكثر جزر اندونيسيا استقطابا للسياح وللراغبين بالزواج ولتمضية شهر العسل. واضطرت العروس الى تغيير خططها سريعا لتختار تايلاند للاحتفال بزواجها.
وروت تيارنا لوكالة فرانس برس من أستراليا “غريب كيف يمكن لبركان ان يقلب مشاريعنا وحياتنا بهذه الطريقة”. وكان يفترض ان تكون قد تزوجت الان في بالي لولا لم يختر بركان جبل اغونغ ان يتحرك.
ويقع البركان على ارتفاع يزيد عن ثلاثة الاف متر وقد استفاق في الفترة الاخيرة وبدأ يبعث اعمدة من الرماد السميك في الجو تشكل خطرا على الطائرات. وقد ادى الى اغلاق مطار بالي على مدى ثلاثة ايام في مطلع الاسبوع ويخشى ان يثور للمرة الاولى منذ أكثر من نصف قرن.
وقالت الشابة مازحة “كان لديه 50 عاما للقيام بذلك الا انه انتظر موعد زفافنا” في اشارة الى الثوران الاخير للبركان العام 1963 الذي أسفر عن سقوط أكثر من 1600 قتيل.
وبدأ بركان جبل اغونغ نشاطه في ايلول/سبتمبر فكان له انعكاسات سلبية على السياحة محرك اقتصاد بالي وعلى السكان اذ أثر على منظمي الزيجات ومراكز الغوص مرورا بالمزارعين الذين اضطروا الى بيع قطعانهم بأسعار مخفضة.
وقد يصل الربح الفائت في بالي الى تسعة تريليون روبية (664 مليون دولار) في حال طال الوضع حتى نهاية السنة على ما قال وزير السياحية عريف يحيا.
- “اثر هائل” على السياحة -
وتستقطب بالي سنويا ملايين السياح الراغبين بالتمتع بشواطئها الخلابة وبالمعالم الاخرى في هذه الجزيرة الهندوسية بغالبيتها في اندونيسيا أكبر بلد مسلم من حيث التعداد السكاني في العالم.
وقال ني كومانغ استيتي الموظف في مركز “ديون اتلانتيس″ للغوص في جنوب شرق الجزيرة ان نشاط البركان “له أثر هائل” على السياحة.
واضاف “لقد سجلنا الكثير من الالغاءات من جانب اشخاص لم يتمكنوا من الوصول الى بالي جوا” بسبب اغلاق مطار دنباسار الدولي من الاثنين الى الاربعاء.
واعاد المطار فتح ابوابه عصر الاربعاء الا ان غالبية السياح يغادرون فيما لا يحضر غيرهم.
واوضح استيتي “عادة يكون عندنا 20 زبونا في اليوم وقد تراجع العدد الان الى اثنين. نحن قلقون. ماذا عسانا نفعل من دون زبائن؟ عملنا مرتبط بالسياحة”.
وقال ني ماد ريسماواتي منظم زواج تيارنا هو ايضا ان نشاط البركان انعكس سلبا على اعماله اذ ان زوجين اخرين اضطرا الى الغاء زواجهما في بالي.
واكد “انا آسف جدا لهؤلاء الزبائن. عليهم ان يلغوا زواجهم بعدما حضروا لكل شيء”.
وكان بركان اخر على جبل سينابونغ في جزيرة سومطرة استفاق العام 2010 بعد سبات دام أكثر من اربعة قرون وأصبح نشطا جدا وقد ابقي على مستوى الانذار الاقصى في المنطقة منذ العام 2013.
ويقول اي كيتوت اردانا مدير جمعية السياحة في بالي “لا يسعنا الا ان ننتظر ان يتوقف نشاط الجبل. انها كارثة طبيعية ولا يمكننا ان نمنع ذلك”.
والى جانب السياحة يشعر سكان بالي بانعكاسات هذا الوضع. فقد اضطر عشرات الالاف منهم الى هجر المنطقة للانتقال الى مراكز ايواء. ويشكو الكثير من سكان الجزيرة من توقف اعمالهم فيما يعود البعض سرا الى المنطقة المحظورة لتقديم الطعام الى حيواناتهم التي عادة ما تشكل مصدر رزقهم الوحيد.